وإن كان الكلام عن مسلسل (ممنوع التجول) متأخراً، إلا أن موضوعاته عن حالات كورونا ما زالت شاخصة اجتماعياً، وهو مسلسل شاهدناه على قناة (MBC1) في رمضان الفائت، حيث سلط الضوء على كيفية تعايش الناس مع الظروف الاستثنائية التي فرضها وباء كورونا على العالم، من تباعد اجتماعي، وإقفال للمطارات، وتعليم عن بعد، إلى غير ذلك، وأكثر ما تميز به العمل هو الحضور الفعلي لحالة "كوفيد 19"، وهي حالة قلبت حياتنا رأساً على عقب، وبتوصيف درامي صورت معاناة الناس خلال السنة الماضية والجارية، المسلسل جمع إلى جانب بطله ناصر القصبي كلاً من: راشد الشمراني، وفايز المالكي، وحبيب الحبيب، وإلهام علي، وأسيل عمران، وعبدالعزيز السكيرين، وعبدالمجيد الرهيدي، وعلي الحميدي، وخالد الفراج، وهبة الحسين، وفاطمة الحوسني، وماجد مطرب فواز، وعادل الزهراني وآخرين، ولا شك أن الحالة الدرامية (تراجيدي كوميدي) التي ظهرت بالمسلسل عبرت عن حياة الناس وظروفهم ومعاناتهم اليومية أثناء الجائحة، الأمر الذي منح العمل الكثير من المصداقية، الجديد في هذا العمل الذي كتب بعض حلقاته وأشرف عليه الكاتب الإعلامي الاجتماعي خلف الحربي، هو وجود عدة مؤلفين ساهموا في كتابة بعض حلقاته، بإخراج عدد من المخرجين السعوديين الذين تم إعطاؤهم الفرصة رغم تجاربهم القصيرة نسبياً، وقد تمكنوا من إثبات أنفسهم وإبراز أدواتهم بإشراف المخرج والمنتج أوس الشرقي، الذي أعطى الفرصة أيضاً لكل ممثل ليقدم نفسه بشخصيات متعددة في تحدٍ مع الذات الفنية، وكمسرحي أتمنى تناول موضوع حالة كورونا وأشاهدها على المسرح، وأكاد أجزم أن كتّاب المسرح الاجتماعي قادرون على تناول الجائحة في إنتاجاتهم الإبداعية المقبلة بأشكال فنية وطرق تعبيرية مختلفة، وعندما أقول كتّاب المسرح الاجتماعي لأني أدرك تماماً أنهم قادرون على استنباط أعمالهم من واقع المجتمع الذي يعيشونه، وتجسيد قضايا وموضوعات الناس الحياتية على خشبة المسرح، وإن أرادت هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة تقديم حالة (كوفيد 19) على خشبات المسرح الجماهيري، أرجو أن يكون ذلك في القريب العاجل وفق استراتيجية المسرح التي قدمتها مؤخراً للجمهور المسرحي. أرجو أن يعود المسرح الاجتماعي الجماهيري من جديد إلى دوره المؤثر في حياة الناس، وشكراً لقناة الأسرة العربية (MBC)، وللقصبي ورفاقه.