انتقد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الدول الأكثر ثراء بسبب قومية لقاحات كورونا التي تعيق إمداد العالم باللقاحات وتطيل أمد الوباء العالمي. ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن جوكوي، وهو الاسم الذي يشتهر به الرئيس فى إندونيسيا، قوله في مقابلة أمس الأربعاء: "يجب أن نمنح اللقاح لجميع البلدان؛ يجب معاملة البلدان الفقيرة والبلدان النامية والبلدان المتقدمة على قدم المساواة. وإلا فلن ينتهي الوباء". وفي حين تم إعطاء ما يقرب من 700 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم، ذهبت الغالبية العظمى منها إلى سكان البلدان الغنية والدول المنتجة للقاحات. وسعى الاتحاد الأوروبي إلى منع الشحنات، بينما قامت دول مثل الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة بتأمين طلبات لجرعات أكثر من احتياجات سكانها بالكامل. وبسبب قومية اللقاحات، بقيت أفقر البلدان في انتظار الجرعات، وتعرقلت مبادرة "كوفاكس" التابعة لمنظمة الصحة العالمية لإمداد البلدان النامية باللقاحات بسبب بطء التمويل وتحركات منتجي اللقاحات مثل الهند التي سعت إلى حماية الإمدادات الكافية للاستخدام المحلي. وبالنسبة لإندونيسيا، التي أعطت حتى الآن نحو 13.5 مليون جرعة لقاح، تعني تلك القومية أن عليها إبطاء برنامجها، حيث أنها سوف تتلقى 20 مليون جرعة فقط من اللقاحات وليس 30 مليونا وفقا كانت متوقعة في مارس وأبريل. من جانب آخر بدأت بريطانيا في استخدام لقاح فيروس كورونا الذي طورته شركة موديرنا. وتمت الموافقة على اللقاح من جانب الهيئة التنظيمية البريطانية، وهي وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، في الثامن من يناير، ما جعله ثالث لقاح لفيروس كورونا يُصرح باستخدامه بعد لقاحي فايزر/بيونتك وأسترازينيكا/أوكسفورد. وتم إرسال نحو 5 آلاف جرعة إلى مراكز التطعيم الثلاثاء الماضي. واشترت بريطانيا ما مجموعه 17 مليون جرعة. وأظهرت نتائج المرحلة الثالثة من تجارب اللقاح أن فعاليته ضد مرض كوفيد-19 الذي ينتج عن فيروس كورونا نسبتها 94.1%، بينما وصلت الفعالية ضد الإصابة بحالة مرضية شديدة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا 100%. وأصبحت بلدة ويلز أول بلدان المملكة المتحدة التي تبدأ ويعد اللقاح مهما للبلدان التي بنفس وضع هذه البلدة نظرا لقابليته للتخزين لفترة طويلة ونقله بسهولة ما سيسهل تطعيم الأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية هناك. ووصلت الدفعة الأولى من لقاح موديرنا إلى أسكتلندا يوم الاثنين، بينما من المتوقع أن يتم طرحه في إنجلترا في الأسبوع الثالث من أبريل. وأظهر بحث جديد نُشر في مجلة نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن أن لقاح موديرنا والمكون من جرعتين يستمر في إنتاج الأجسام المضادة حتى بعد ستة أشهر من التطعيم. وذكرت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" أن البحث مستمر لمعرفة مدى الفترة التي يستمر فيها رصد الأجسام المضادة لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح. وتم الكشف عن وجود مستويات عالية من الأجسام المضادة في جميع الفئات العمرية التي شاركت في التجربة السريرية، مع ارتفاع مستويات الأجسام المضادة لدى الشباب عنها في كبار السن. ويهدف الباحثون إلى مواصلة مراقبة الأشخاص في التجربة لتحديد متى تنتهي الحماية ومعرفة مقدار الحماية الإضافية التي يمكن الحصول عليها باستخدام جرعات تعزيزية. ووفقا لصحيفة "نيويورك ديلي نيوز"، خلصت الدراسة إلى أن اللقاح الذي طورته شركة فايزر يظل فعالا بنسبة 92% بعد مرور ستة أشهر على التطعيم، وذلك في تجربة منفصلة. ولم يتم تقديم رقم دقيق للقاح موديرنا. وأظهر كلا اللقاحين فعاليتهما العالية في منع الإصابة بحالة مرضية شديدة بسبب الإصابة بالفيروس. تأتي الأنباء حول فعالية اللقاحات في الوقت الذي تستمر فيه الولايات الأميركية في توسيع نطاق الأشخاص المؤهلين لتلقي اللقاحات، حيث تهدد موجة رابعة من الوباء باجتياح الولاياتالمتحدة. وأعلن الرئيس جو بايدن يوم الثلاثاء تقديم موعد إتاحة اللقاحات لجميع البالغين على مستوى البلاد بمقدار أسبوعين ليبدأ في 19 أبريل. ووفقا لبيانات هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تلقى أكثر من 108 ملايين شخص، أي ما يقرب من 33 في المئة من السكان، جرعة واحدة على الأقل من أي من اللقاحات المعتمدة، وتم تطعيم أكثر من 63 مليون شخص بشكل كامل حتى يوم الثلاثاء.