للوهلة الأولى والتي يحاول الفرد منا أن يكون صادقاً مع ذاته ويمضي إلى الطريق الذي لا اعوجاج فيه تكون هناك جملة من العوائق التي تحول بينه وبين صدقه مع ذاته، ومن تلك العوائق لصدقه مع ذاته هي تلك المعاذير التي يجعلها مبرراً له نحو تحقيقه وسلوكه والوصول إلى أن يكون صادقاً مع ذاته وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم «بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ» وفي هذا الآية الكريمة دلالة واضحة أن الإنسان هو الشهيد على نفسه ويعلم ما فعله ولو أنه أنكر ذلك وهي ما تجعله يجد أول ما يجده هو ما يبعده عن مبدأ الشفافية والوضوح، فيسلك مسلكا مغايرا للسلوك القويم والذي ربما يجعله ينسى نفسه ويتجاهلها أمام الآخرين بسلوكه المشين الذي لا مبرر له وهو من يحاول جاهداً تقديم مبرراته الواهية والتي هي بعيدة كل البعد عن الحقيقة. في حقيقة الأمر أن أغلبية من يتصفون بتلك الصفة هم من يعتقدون في أنفسهم أنهم هم القدوة الحسنة في سلوكهم وهي من وجهة نظرهم القاصرة وهم من يحاولون خلق الكثير من المبررات والتي تنافي سلوكهم في واقع الأمر. ولعلنا هنا نستعرض محاولات من جعلوا صدقهم مع ذواتهم منهجاً لهم وهم ممن وجدوا في دواخلهم شيئاً يفتقده الكثيرون ممن نعرفه ويعرفه الكثير من الصادقين مع ذواتهم بما يسمى «السلام الداخلي» وهو الشيء الذي يبعث في النفس البشرية الطمأنينة، فالسلام الداخلي مع الذات يبدأ من الفرد نفسه حيث يبدأ بتعديل مساره في تعامله مع نفسه أولاً قبل تعامله مع غيره بحيث يكون صادقاً مع ذاته قبل غيره. ولعلي أسرد هنا بعضاً من الصفات التي يتصف بها كل من كان صادقاً مع نفسه ومع ذاته قبل الآخرين ومن تلك الصفات: الصادق مع ذاته محبوباً من الجميع. الصادق مع ذاته إنسان يهتم بنفسه ويحترمها لدرجة أنه لا يقبل إذلالها بكذب. الصادق مع ذاته يبتعد عن اتهام الآخرين. الصادق مع ذاته يسعد من قلبه لغيره. الصادق مع ذاته لا يتوانى بتقديم الاعتذار، والأجمل أن يكون ذلك الاعتذار بصدق ومن قلب صادق. الصادق مع ذاته تمتاز شخصيته بالنبل. وللصدق مع الذات لذة لا يعرفها إلا من كان صادقاً مع نفسه وذاته قبل غيره. وقفه: أفضل المعرفة معرفة الإنسان نفسه.