بقلم : أ- ماجد الهذلي أحد أهم الأسئلة والتي نعتقد جازمين أننا نعرف أنفسنا جيداً ولكن دعونا نتفحص السؤال جيداً لنرى فعندما نسأل شخص عن إحدى الصفات التي يتميز بها فسوف يخبرك بكم من الصفات الايجابية على سبيل المثال الصدق والأمانة ومن باب المصداقية سيخبرك أن أحد أعظم عيوبه الطيبة …. قد يكون ذلك مما يدخل فيما يسمى بتقديم الذات ولكن هل يدرك الشخص ذاته فعلياً فماذا لو وجهنا السؤال حول نفس الشخص لمعارفه وأقربائه هل ستكون نفس الإجابة في الغالب سيكون جزء منها صحيح والأخرى غير ذلك فهو عندما قدم نفسه بهذه الصفات لم يكن يكذب وإنما ذكر لك ما يراه بذاته وما قد رائه في ذاته من الناس ، هذا بالإضافة لكون الإنسان يحاول أن يقدم نفسه بأفضل الصور للآخرين ويتجاهل الصفات السيئة أو يغفلها ويبرز الصفات الحسنة ليكون مقبولاً للآخرين . العجيب فينا كبشر هو التناقض الغريب للذات حيث قد يرى الإنسان نفسه بأنه شخص يتحلى بالأمانة مثلاً ولكنه في الوقت نفسه لا يحافظ على الأمانة في وقت العمل …! ويجد لنفسه المبررات لكي لا يؤثر على التناقض على الحالة الوجدانية لديه ، تجده يصف نفسه بالصدق ويكذب بشأن تأخره عن موعد مهم وبنفس الطريقة يسوق المبررات كي يتوافق وتناقضه الداخلي المؤثر في مشاعره . بقى أن أحكي لكم قصة هذا المقال وفكرته وهي بنفس السياق ، حيث كنت بصحبة أحدهم وهو يتحدث عن ضياع الأمانة وغياب الوازع الديني حيث حدثني عن اختلاس أحدهم لمبلغ من المال وهو بالتأكد صادق فيما ذكر وكنت أعلم أن محدثي ممن يختلس الوقت من عمله فسألته هل تعتقد أن الخروج من الدوام ليس اختلاس للوقت وتضيع للأمانة ؟ فساق لي أنواع المبررات المقنعة وحمل رئيسة بالعمل نتيجة اختلاسه للوقت !! .أخيراً من المهم لنا أن نعرف تناقضاتنا فهي دافع قوي للتغير ومن المهم محاولة تعديلها للتوافق النفسي والتمتع بصحة نفسية جيدة. الآن دعونا نتفحص جوانب حيتنا ونسأل أنفسنا بصدق وتجرد ، هل تعرف نفسك؟