غادرت شاحنات تحمل مدنيين آخر جيب لتنظيم «داعش» في شرق سورية أمس الجمعة فيما تنتظر قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة لتكبد المتشددين المحاصرين آخر هزائمهم. وشاهد صحفيون قرب الخط الأمامي في الباغوز عشرات الشاحنات وهي تخرج حاملة مدنيين بداخلها. لكن لم يتضح إن كان هناك المزيد من الشاحنات في الجيب الصغير. والباغوز هي آخر جيب لداعش في منطقة وادي الفرات التي أصبحت آخر معقل مأهول للتنظيم في العراق وسورية بعد أن خسر مدينتي الموصل والرقة في 2017. وعملت قوات سورية الديمقراطية على طرد المتشددين من منطقة الوادي بعد أن سيطرت على الرقة في 2017 لكنها لا تريد شن هجوم نهائي إلا بعد إجلاء كل المدنيين. وذكر التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة والذي يدعم قوات سورية الديمقراطية أن أخطر متشددي داعش لا يزالون محاصرين في الباغوز. وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية لرويترز «العدد حوالي 7 آلاف داخل المدينة تم إجلاء قسم منهم وبقي آلاف ما زالوا داخل المدينة سيتم إجلاؤهم اليوم (الجمعة)». وكانت قوات سورية الديمقراطية تتوقع إكمال عملية الإجلاء أول من أمس الخميس لكن لم يغادر أي من المدنيين. وقال بالي «إن نجحنا بإجلاء كامل المدنيين في أي لحظة سنتخذ قرار اقتحام الباغوز أو نجبر الإرهابيين على الاستسلام». ورغم أن سقوط الباغوز سيمثل منعطفا مهما في الحملة ضد داعش والصراع في سورية عامة، فلا يزال التنظيم يعتبر خطرا أمنيا كبيرا. وتحول التنظيم إلى أساليب حرب العصابات ولا يزال يسيطر على أراض في منطقة نائية غير مأهولة تقريبا غربي نهر الفرات، في جزء من سورية يقع تحت سيطرة الحكومة وحليفتيها روسيا وإيران. وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن الولاياتالمتحدة ستترك «قوة صغيرة لحفظ السلام» مؤلفة من 200 جندي أميركي في سورية لفترة من الوقت بعد الانسحاب الأميركي، فيما تراجع الرئيس دونالد ترمب عن فكرة سحب القوات بالكامل. وأمر ترمب في ديسمبر بسحب ألفي جندي قائلا إنهم هزموا مقاتلي داعش في سورية.