قوة الدول لا تكمن في قوة اقتصادها وقوتها العسكرية فقط، ولكن أيضاً في ثقافتها وتاريخها ودورها العالمي واحترام العلاقات الدولية ومبدأ المصالح المشتركة. قوة الحكومات تكمن في المصداقية واحترام الاتفاقيات وعدم استغلال القوة العسكرية لتحقيق المكاسب الأنانية. ويكيبيديا تُعرِّف الغطرسة بأنها تعني الفخر أو العنجهية المتطرفة وفقد التواصل مع الواقع والمغالاة في تقدير كفاءات أو قدرات الشخص الخاصة خصوصاً عندما يكون الشخص الذي يعاني من هذه العادة صاحب سلطة. ذلك تعريف ينطبق على الأفراد وعلى الدول. عندما تنفصل الدول عن الواقع فهذا يحدث بسبب غطرسة القوة فتضع مصالحها قبل الجميع، وتقرر بنفسها بأنها فوق القانون. وعندما يتغطرس الفرد فإنه لا يحترم الاتفاقيات والعهود وتتحكم في سلوكه أنانية مفرطة تتغذى بالغرور. كل دول العالم لها مصالح سياسية واقتصادية وأمنية. كل حكومة في العالم تهتم أولاً بمصالح بلادها لكن ذلك لا يتم بمعزل عن مصالح الآخرين وحقوقهم. المتغطرس عبر التاريخ يصنع الأعداء ويخسر الأصدقاء، نرجسي لا يأخذ برأي الآخرين، قراراته فردية وفي الغالب ليست مبنية على معلومات دقيقة أو حقائق، يتباهى بإنجازاته وينكر إنجازات الآخرين، يسعى بكل الوسائل لتحقيق مصالحه حتى لو جاءت على حساب مصالح غيره، يبالغ في الثناء ويفجر في الخصومة، يسير في طريق ينتهي عادة بالخسارة. صفحات التاريخ مليئة بمثل هذه النماذج. الأمن والعدالة والسلام قيم ينشدها الجميع وحقوق يستحقها الجميع وليست حقاً لدولة دون أخرى. تدخل في دائرة الغطرسة دول عظمى، وتدخل فيها دول مارقة عدوانية مثل إسرائيل، ودول تصدر الإرهاب مثل إيران، وتدخل فيها منظمات خائنة إرهابية مثل حزب الله. على مستوى الأفراد تنافس محموم في الغطرسة، أتفق هنا مع الكاتب الأستاذ بكر عويضه في ترشيح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للفوز بجائزة الغطرسة بلا حدود كما جاء في مقال للكاتب في الشرق الأوسط بعنوان (غطرسة بلا حدود) في إشارة إلى استمراره في بناء المستوطنات. في هذا النوع من الغطرسة لا يهتم نتنياهو إلا بأمن إسرائيل، ولا يكترث بأمن الآخرين وحقوقهم. وفي العالم الآن نسخ كثيرة تنافس نتنياهو في سباق الغطرسة يتواجدون بين سطور هذا المقال. Your browser does not support the video tag.