يلاحظ ممن يتابعون مواضيع الأدب الشعبي، أو يتابعون شعراء وسائل التواصل الاجتماعي، أن بعض شعراء الشعر الشعبي، أصبح يقلد البعض الآخر، بألفاظٍ عامية شديدة الخصوصية، ومقصورة الانتشار في الماضي، لأنها غير فصيحة، وكان استخدامها محدوداً على قبيلة أو أكثر من قبيلة، دون سائر قبائل العرب الأخرى، وبلدانها، وهذه الكلمات تنحصر بكلمات قليلة جداً، وهي إما أن يكون اللفظ محرفاً، أو منحوتاً، على أغلب الاحتمالات، وإما أن يكون دخيلاً على اللغة العربية، وهذه الحالات النادرة لقلتها، أرى أنه من السهل أن نستغني عنها في كتاباتنا وأشعارنا، إلا ما دعت إليه الضرورة القصوى. ومما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع، ما أشاهده في أشعار بعض الشعراء، من تركهم للهجتهم التي هي بألفاظٍ فصيحة، والعدول عنها إلى استخدام ألفاظ عامية، غير فصيحة، وإذا قلت ذلك لبعض الشعراء، قال: الشعر العامي، لا علاقة له باللغة الفصحى مما جعلني اعتقد أن هؤلاء الشعراء، لا يستوعبون ما أقول، وإنهم لا يعلمون ما بين العامية وما بين الفصحى من فرق، فوجدت نفسي مضطراً بأن أوضح لبعض هؤلاء الشعراء، ما أقصده، ولأقول لهم ان العامية، هي الفصحى، من حيث الألفاظ، ولا فرق بين ألفاظهما إلا بحركات الإعراب، وحروف العلة، والألفاظ المحرفة، أو المنحوتة، أو الدخيلة، وما يحدث من تغيرات على الألفاظ التي فيها أحرف علة واللفظ المحرف: هو اللفظ الذي غير بعض حروفه، مثل (كد) بمعنى (قد)، و(حنا) بمعنى (نحنُ) ومن المعروف أن كلمة (حنا)، أو(احنا)، كلمات عامية، لكن لا بديل لها يستساغ استخدامه بديلاً عنها،ومثل الكلمةالدخيلة(وش)،بمعنى (ماذا)، فهي لا بديل لها، ولا يستغنى عن استخدامها بلهجتنا العامية، حتى وأن كان أصلها (وات) الانجليزية، والتي بمعنى (ماذا)، وإنما الذي استغربه على شعراء الشعر الشعبي،هو عدم استخدام حرف الجر الباء، والذي يجب استخدامه بدل من نحت فاء ( في )، وجعلها كلمة واحدة مع ما بعدها، وعلى الرغم من أن الباء فصيح ودارج في العامية، ولا يكسر وزن الشعر واللفظ المنحوت:هواللفظ الذي يتكون من لفظين أوأكثر حّف بعض حروف أحدهما وجمع الباقي من حروفه مع اللفظ الآخر، مثل (فالرياض)،بمعنى (في الرياض)،أو (منّا) بمعنى (ما نحن)، أو(ما حنا) واللفظ الدخيل:وهو ما كان غير عربي، مثل (وش) والتي أصلها (وات)،ولكن هذا اللفظ صائغاً الاستخدام،وليسمن الألفاظ التي أحذر الشعراء من استخدامها، المحرفة والمنحوتة، بالمصطلح العامي، وليست المنحوتة في الاسخدام الرسمي الألفاظ المعلولة: وهي التي التي في وسطها أحرف علة، فتلفظ عند البعض بحرف علة عكس حرف العلة،الذي تستخدم به،مثل(مير) والصحيح (مار)، و(الطالة)،والصحيح(الطولة)،وهذه الألفاظ والكلمات المنحوتةعامياً،والمحرفة، هي التي ألاحظ أنها أصبحت تطغى على بعض الألفاظ الصحيحة، لكثرة من يستخدمها من الشعراء، فأصبح غيرهم يقلدهم بها ويترك اللفظ الصحيح الذي كان يستخدمه،مثل فالرياض،كانت تستخدم عند بعض القبائل في الرياض،أو بالرياض، فأصبح شعراؤهم يتركون حرف الباء، ويحذون حذو أصحاب لهجة النحت، والامالة في حروف العلة، مثل(الطالة)،وغيرها من الألفاظ، التي يجب على أصحابها هم الذين يتركونها بشعرهم،لا أن يقلدوا بها، لأننا اليوم في عصر تيسرت فيه وسائل المعرفة،وتقاربت الناس من بعضها بعضا،وحق علينا أن نسعى بالحفاظ على اللغة الفصحى،لأنها تمثل القاسم المشترك بين الجميع. نافل علي الحربي Your browser does not support the video tag.