يهوى البعض الاستمرار في استعمال المفردات المحلية وإن كانت غير فصيحة، او منحوتة بصعوبة من الفصيحة.. "مصيّف" عبارة عامية في نجد. تعني أن المخاطب بدأ يستقبل فصل الصيف بالملابس الصيفية. لكنها - أي العبارة - تعني معنى آخر لا صلة له بالفصول والمطالع والأبراج والنجوم. تعني "لماذا تأخرت"؟ والصيف بالفصحى القيظ، أو ما يلي الربيع. والصيّف بتشديد الياء المطر الذي يجيء في الصيف. ولم أعثر على صلة للعبارة العامية "وراك مصيّف؟" أي لماذا تأخرت؟ بين الفصحى والعامية إلا اللهم تأخر المطر، الذي يتوقعه أهل الجزيرة العربية إلى أوائل الصيف. فالعبارة - قد - تعطي معنى التأخر. وفي شعر غنته فيروز بيت شعر يقول: بعيشك هذي الأرض ما أطيب الربى وما أحسن المصطاف والمتربعا وأراد مترجم جديد أن يوحي للموظفين بأن المدير متأخر. فترجم كلمة "مصيّف" إلى SPENDING THE SUMMER وحتما سيأخذ الموظفون غير العرب في المنشأة التي يعمل فيها هذا السكرتير/ المترجم، الأمر على أن المدير غادر في إجازته الصيفية. لعل المواسم وانتظار العشب والمطر وجني التمر في بلادنا جعلت مفردات لغتنا العامية يرتبط أكثرها بالأنواء. ثم إن مفردة "ورا" التي يقولها العامة للسؤال عن السبب. ورا ما رحت؟ وقيل إنها محرفة من "ما وراء". وقد تقبلون أن أجدها فرصة لأُذكر بالجُمل التي ترد في صحافتنا العربية. لا تقل حينها ولا تقل وقتها لأنه لا يوجد في العربية مثل هذه الكلمات ولكن قل: حينئذ ووقتئذ.