في مؤشر جديد على اتساع رقعة الحرب وتجاوزها للحدود الجغرافية المعتادة، شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا بين روسياوأوكرانيا، تمثل في استهداف متبادل لخطوط السكك الحديدية الحيوية، بالتوازي مع إعلان الكرملين إسقاط كافة القيود على نشر الصواريخ متوسطة المدى، ما يفتح الباب أمام مرحلة أكثر سخونة في النزاع المستمر منذ فبراير 2022. وأكدت مصادر رسمية من الجانبين، أن طائرات مسيرة روسية شنت هجومًا واسعًا استهدف مدينة لوزوفا في منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل موظف في هيئة السكك الحديدية وإصابة 10 آخرين، بينهم مراهقان، بحسب ما أعلن مكتب المدعي العام في المنطقة. وقال أوليه سينيهوبوف، حاكم منطقة خاركيف: إن الهجوم استهدف محطة القطارات ومستودعات النقل، وتسبب في اندلاع حريق هائل، فيما وصف عمدة المدينة، سيرهي زيلينسكي، الغارة بأنها "الأعنف منذ بدء الغزو الروسي". في المقابل، أعلنت مصادر روسية عن هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على محطة"تاتسينسكايا" في منطقة روستوف جنوب غرب روسيا، دون تأكيد رسمي من وزارة الدفاع الروسية، وسط غياب معلومات مستقلة بشأن طبيعة الأضرار. وتُعد خطوط السكك الحديدية بمثابة شريان لوجستي حيوي للطرفين؛ إذ تستخدمها أوكرانيا لنقل الأسلحة الغربية من أوروبا وإجلاء المدنيين، فيما تعتمد عليها روسيا في نقل المعدات الثقيلة من عمق أراضيها إلى جبهات الجنوب والشرق. وبات استهداف هذه البنية التحتية جزءًا من إستراتيجية الاستنزاف المتبادل بين موسكو وكييف، خاصة بعد فشل أي من الطرفين في تحقيق تقدم ميداني حاسم منذ أكثر من عام، وفق تقييمات استخباراتية غربية. وفي تطور لا يقل خطورة، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن روسيا لم تعد ملتزمة بأي قيود على نشر الصواريخ متوسطة المدى، قائلًا:"موسكو تعتبر نفسها مخوّلة باتخاذ التدابير المناسبة ولن تقيّد نفسها طواعية". ويأتي هذا التصريح بعد إعلان رسمي لوزارة الخارجية الروسية، بأن موسكو سحبت الوقف الأحادي لنشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، مشيرة إلى أن الوضع الأمني في أوروبا وآسيا تغيّر، وأن نشر أسلحة أميركية في هذه المناطق ألغى مبررات ضبط النفس الروسية.