بينما تستمر الأزمة العميقة داخل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، تتصاعد الخلافات بشأن خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛الرامية إلى احتلال كامل لقطاع غزة، فيما يواصل القطاع المحاصر النزيف الإنساني وسط تحذيرات أممية من كارثة غذائية وصحية شاملة. ويتمسك رئيس هيئة الأركان إيال زامير برفض الخطة، ويعتزم عرض تكلفتها العسكرية واللوجستية الباهظة، مشيراً إلى أن عملية عسكرية بهذا الحجم؛ ستتطلب نشر ست فرق قتالية على الأقل في معاقل حركة حماس غرب غزة– وهي مناطق لم يعمل فيها الجيش منذ عام. التباين لم يبقَ داخل الغرف المغلقة، فقد هاجم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير رئيس الأركان، داعيًا إياه إلى تنفيذ القرار السياسي أو تقديم استقالته. وقال بن غفير عبر"إكس":" إذا قررنا احتلال غزة وإخضاع حماس، فعلى رئيس الأركان التنفيذ". وأضاف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعمه للموقف ذاته، في وقت أكدت فيه وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو قال لزامير صراحة:" إذا لم يناسبك ذلك، فاستقل". وأكد نتنياهو عزمه على"استكمال هزيمة حماس" وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل، متعهداً بإطلاق سراح الرهائن. وقال:" لن نوقف الحرب حتى نحقق أهدافنا بالكامل، بما فيها السيطرة على غزة إذا تطلب الأمر". ورغم إصرار نتنياهو، حذرت مصادر في الجيش من أن احتلال غزة بالكامل يشكل"فخًا إستراتيجيًا"، مع خطر الانزلاق إلى حرب استنزاف طويلة قد تُضاعف خسائر الجيش، وتزيد الضغط الدولي. في الوقت ذاته، وصلت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار إلى طريق مسدود، في ظل تمسك كل طرف بشروطه، ما زاد من الضغط الداخلي على نتنياهو. ورجحت مصادر إسرائيلية أن تكون الصور المسربة لرهائن إسرائيليين يعانون من الجوع في غزة، قد رفعت وتيرة المطالب بتوسيع الهجوم، خاصة من وزراء اليمين المتطرف. وعلى الجانب الآخر من المشهد، يعيش سكان قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث، وسط استمرار الحصار وانعدام الإمدادات الغذائية والطبية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، وفاة 5 أشخاص جدد بسبب الجوع، ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء الحرب إلى 180 قتيلاً بينهم 93 طفلاً، وسط تحذيرات من مجاعات شاملة تهدد ملايين السكان. وحذّرت الأونروا من تضاعف حالات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، فيما قالت منظمة الصحة العالمية: إن واحداً من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء تغذية حاد.