زيارات ولي العهد إلى بلدان العالم كانت دائمًا مفتاحا لبناء علاقات مميزة ، هكذا كانت زيارات الأمير محمد إلى روسيا التي وطدت العلاقات مع هذا البلد المهم ومهدت الطريق لزيارة خادم الحرمين الشريفين إليه العام الماضي، وبالأمس القريب جاءت زيارة المملكة المتحدة لتضع علاقاتنا مع هذه الإمبراطورية القديمة الجديدة على أعتاب مرحلة مميزة، والآن تأتي الزيارة إلى أهم بلد في العالم الولاياتالمتحدة. وجهود الأمير محمد تأتي في ظل عالم متغير أهم معالمه: 1- أن توازن القوى في العالم ما عاد كما كان عليه بعد الحرب العالمية الثانية والتي في ظلها تطورت العلاقات السعودية الأميركية. 2- أننا لم نعد كما كنا في السابق بعد أن قررنا إعادة هيكلة اقتصادنا وتحديث مجتمعنا؛ ليصبح الأول متعدد المزايا النسبية ويتحول الثاني إلى مجتمع متطور وغير منغلق. إن هذه المعالم الجديدة سوف تفرض أجندتها لمصلحتنا، فولي العهد يذهب إلى الولاياتالمتحدة كمهندس لعلاقات جديد على أسس قديمة أرساها جده صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز تغمده الله برحمته. بالفعل فلقد طورنا علاقاتنا مع أهم بلدان العالم وأهم مراكز القوى فيه وهذا يعطينا موقفا تفاوضيا قويا مع أي دولة نطمح مشاركتها لنا في التنمية، من ناحية أخرى لقد حدثنا أنفسنا بأنفسنا وسوف نستمر، وبهذا نكون قد سحبنا أو كدنا ورقة قديمة طالما حاججنا بخصوصها حلفاؤنا وشركاؤنا في العالم، وهذا يوفر علينا الجهد من أجل التركيز على المشروعات التي نرغب في بنائها وتشييدها بمشاركة حلفائنا من أجل إعادة هيكلة اقتصادنا. لقد استنفذت العلاقات القديمة بين المملكة والولاياتالمتحدة الكثير من إمكاناتها بعد التوقعات بتجاوز الأخيرة هذا العام مستوى 10 ملايين برميل في اليوم، من ناحية أخرى فإن الصين قد أصبحت شريكنا التجاري الأول بدلًا من الولاياتالمتحدة، وهذا تحدٍ على الولاياتالمتحدة أن تواجهه لتعيد إلى نفسها مركز الصدارة كشريك اقتصادي لنا، فأبوابنا مفتوحة لها. وعلى هذا الأساس نتوجه، ونحن نعيد هيكلة اقتصادنا، إلى الولاياتالمتحدة، فهي حليفتنا الاستراتيجية منذ ما يقارب 85 عامًا. ولكن هذه المرة سوف يتعدى مجال الاهتمام بالنفط الذي كان حجر الأساس للعلاقة السعودية الأميركية بعد اكتشافه في بلدنا العام 1933م. فالمملكة التي تطمح في تحديث اقتصادها تهمها استثمارات الشركات الأميركية في مختلف القطاعات الاقتصادية. إن توطيد علاقتنا مع الولاياتالمتحدة قد خدم البلدين فيما مضى، ولهذا نطمح أن تساهم زيارة ولي العهد إلى هذا البلد المتميز أن تعطي دافعا جديدا للعلاقات السعودية الأميركية في كافة المجالات. Your browser does not support the video tag.