"عندما تفكر فكر بشكل كبير وعندما تحلم احلم بحلم عملاق".. هذا ما لمسناه على أرض الواقع، فالحلم لابد أن يكون على قدر مستوى التطلع ومستوى الدولة، ولذلك عندما فكرت قيادتنا الرشيدة، وتركت العنان للأحلام رأت الحلم العملاق، ورسمت أبعاده وبدأت بتنفيذه، عندما يكون المشروع بهذه الضخامة، مترامي الأطراف يشمل ثلاث دول فهذا هو الحلم العملاق، وعندما تكون ميزانية المشروع 500 مليار دولار فهذا هو الدعم المطلوب، وعندما يكون الهدف من المشروع تجميع كل العقول الكبيرة والمستثمرين أصحاب القوة والأفكار والهمم، من أجل إنشاء هذا الحلم الذي سيكون على المستوى العالمي وليس المحلي أو الإقليمي فهذه هي الخطوات التي تعودنا عليها من الأمير الشاب النشيط محمد بن سلمان ولي العهد، وبقيادة القائد الكبير خادم الحرمين الشريفين. لم تكن المفاجأة السعيدة كيف تم التخطيط، ولا الطرح ولا البدء فقط، ولكن ما أسعدنا جميعاً كيف أن لتلك القيادة أسلوبها الرائع في التخطيط والعمل في صمت، ومن يوم لآخر نتفاجأ بمشروع عملاق هنا، أو رؤية جبارة هناك، فها نحن ننتهي من مشروع القدية، ليلاحقه مشروع البحر، لنتوقف الآن عند مشروع نيوم. إن "نيوم" هو الاسم الذي سيتوقف عنده العالم والتاريخ كثيراً، وسيتذكر التاريخ كيف نشأت الفكرة العملاقة وكيف بدأت في تحويل المنطقة من مجرد صحراء قاحلة، إلى واحة للنماء والتنمية العالمية على كل المستويات، تسعة قطاعات كاملة وشاملة سوف يتناولها ذاك المشروع الكبير، والخطة أن يتم استثمار كل الجهود من أجل تطوير هذه القطاعات والتركيز عليها في مراحل المشروع الأولى، فمن مستقبل الطاقة والمياه الذي يشمل الاعتماد بشكل كامل على الطاقة المتجددة، وحلول تخزين الطاقة، إلى مستقبل التنقل، ويشمل الموانئ البحرية والمطارات، وحلول النقل الذاتي إلى مستقبل التقنيات الحيوية وتشمل التقنية الحيوية، والتقنية الحيوية البشرية، وصناعة الأدوية إلى مستقبل الغذاء، ويشمل مركزاً عالمياً لابتكار التقنيات الغذائية إلى مستقبل التصنيع المتطور ويشمل المواد الجديدة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصناعة الروبوتات، وصناعة المركبات، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي ويشمل تطوير صناعة الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وتطوير المحتوى الرقمي، وتطوير صناعة ألعاب الفيديو ومستقبل الترفيه، ويشمل المنشآت والأنشطة والفعاليات الترفيهية الرياضية والثقافية ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، وتشمل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، ومراكز البيانات، وإنترنت الأشياء، والتجارة الإلكترونية، وأخيراً مستقبل المعيشة كركيزة أساسية لباقي القطاعات وتشمل السكن والتعليم، والأمن والسلامة، والمساحات الخضراء، والرعاية الصحية، والضيافة والفندقة وغيرها. أنشئ هذا المشروع من أجل هذا الشعب العظيم فكل الكفاءات مطلوبة والمنافسة العادلة متوفرة والعقول السعودية الشابة والمبتكرة أبهرت العالم، ولابد من استغلال هذا الاستثمار الحكومي المتميز من أجل أن يبدأ الشباب بوضع أقدامهم وبناء مستقبلهم بشكل علمي محترف في تلك البقعة من أرض الوطن. كل السبل متاحة وكل الأبواب مفتوحة لكم من أجل أن تحلموا وتبدؤوا وتبنوا وترتقوا، ولتجعلوا أحلامكم عملاقة كما يحلم ولاة الأمر في هذه البلاد المعطاءة، لأن كل اختراع أو بناء أو مشروع كبير يبدأ بحلم وفكرة، والفارق هنا بين من يحلم وهو جالس ومن يحلم وهو يتحرك ويتخطى الصعاب، فمن يتحدى الصعاب يصل إلى هدفه المنشود بإذن الله.