لا نأتي بجديد حين نشير إلى أن الرياضة مرتبطة بعلاقة وثيقة بالتنمية، وشأن مهم في العمل السياسي والاجتماعي لكل بلد يسعى إلى أن يكون مميزاً، فالرياضة باتت من أولويات التحفيز الوطني والحب والانتماء.. لذا كان السلام الوطني هو ما يفتتح المواجهات الدولية.. فهو يثير المشاعر للوطن ويجعل الناس أكثر تعلقاً ببلدهم، وليس كذلك فقط بل إن التفوق الرياضي أصبح فضيلة عليا تهتم القيادات السياسية به كتعبير عن التفوق على الآخرين. ومن هذه التوطئة وبعد تعيين معالي الأستاذ تركي آل الشيخ رئيساً للهيئة العامة للرياضة، كان جديراً أن يبادر المتخصصون كل في مجاله، للمساهمة مع رئيس الهيئة الجديد في بناء الرياضة السعودية على أسس سليمة وصحيحة.. لا سيما وأن الهيئة كيان اجتماعي كبير تلتقي وتتداخل مع أكبر شريحة سعودية، شريحة الشباب والرياضيين، الموجودة في العديد من مناشط الحياة الاجتماعية وفي مختلف القطاعات الحكومية والمدارس والجامعات والأندية الرياضية وغيرها من مناشط المجتمع.. والهيئة هي التنظيم الوحيد المسؤول عن قيادة الحركة الرياضية والإشراف عليها ومتابعتها.. لذا فمسؤولياتها كبيرة ومهامها كثيرة. ولقد أعجبني كثيراً آل الشيخ وهو يحث الخطى نحو التغيير في العمل الرياضي، لأجل اللحاق بركب المتفوقين لا سيما وأن الفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية كبير، والفجوة تتسع، وهي فجوة نحن من صنعها بإهمالنا لكثير من الجديد سواء في التعليم والرياضة المدرسية أو من خلال تحديد أولوياتنا، حتى كاد اللحاق بالركب يكاد أن يكون مستحيلاً ما لم نغير في كثير من أمورنا وسلوكنا وتصرفاتنا في كل شأن من شؤون قطاعنا الرياضي والشبابي؛ فلا بد من التغيير تواكباً مع زمن اتسع فيه الاستهلاك الإعلامي الرياضي، وأصبح الأكثر استخداماً ومتابعة مما نتج عنه زيادة في وعي الجماهير، واهتمام الدول وتنامي المداخيل الاقتصادية للرياضة والرياضيين.. وعليه فلا بد أن تكون المساهمة بارتقاء الرياضة السعودية جماعياً من خلال توجه وطني نجعل فيه الوطن أولاً. رسالتي للأخ تركي مع كثير من الدعاء بالتوفيق، أننا كما أنت نتطلع لرياضة سعودية متفوقة مرتبة واثقة ذات نظام لا يستطيع أي من كان أن يتجاوزه، رياضة صلبة قادرة على الرقي بنفسها.. لا تعاني من خلل ولا تتعرض لاختراق.. فالنجاح المحلي هو العنوان.. يهمنا أن تقف رياضتنا على أسباب علّها تختار المميزين الفاعلين المجربين لقيادة دفتها.. نقول ذلك ونحن نثق بالقدرة والقيمة التي تحملها.. لكن هي تطلعات المتلهف لرياضة سعودية أفضل.. المتعطش لكي تكون بلاده صاحبت أفضل الإنجازات. ثمة كلمة أخيرة تخص جانباً مهماً ترتكز عليه رياضة أي بلد من حيث نجاحها أو فشلها وهو جانب الرياضة المدرسية تلك التي أعيانا كثيراً الإهمال الذي تلاقيه، بسبب عدم إدراك أهل التعليم ما لها من أدوار مهمة في تعزيز الارتقاء التنافسي الرياضي في كل بلد، لأجل إيجاد وتنشئة جيل قوي يكون لائقاً بدنياً وحركياً، ورافداً للفرق الوطنية.. والرياضة المدرسية السعودية ما زالت تلقى نقداً كبيراً لضعف مردودها خلال العقود الأخيرة، في الوقت الذي لم تبادر فيه وزارة التعليم إلى القضاء على هذه المعوقات لأجل أن تعود الرياضة المدرسية لوضعها الطبيعي.. وما نتمناه منك يا رئيس الرياضة أن تكون مبادراً قوياً لإعادة ترتيبها وتفعيلها.