استقطبت فعاليات فكرية خليجية اختتمت مؤخراً في العاصمة الأميركية واشنطن شريحة واسعة من الخبراء والإعلاميين والباحثين والمسؤولين عكست اهتمام الجانب الأميركي في الاستماع إلى الأصوات الخليجية في حديثها بوضوح عن قضايا المنطقة. وتناولت الفعاليات التي بلغ عددها 11 فعالية واستمرت أسبوعين وعقدت بالشراكة مع مراكز فكرية وبحثية العلاقات الخليجية الأميركية، والإصلاح الاقتصادي في الخليج والتواصل الفعال للعلاقات الخليجية الأميركية، والديناميكية الاقتصادية للعلاقات الأميركية الخليجية، والتقدم والتحديات أمام المرأة الخليجية، ومكافحة الإرهاب، والوضع في اليمن. وقال عدد من المسؤولين والسفراء والباحثين إن هذه الفعاليات التي اختتمت الجمعة تقدم المعلومات التثقيفية الضرورية لتعزيز التفاهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة. وأوضحوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أن نقاشات هذه المؤتمرات ستكون مثمرة لصناع القرار والمؤثرين على صناع القرار، مشيرين إلى أهمية تقديم المعلومة الجيدة بطريقة جيدة، مؤكدين أهمية استمرار هذا التواصل الفكري عبر المؤتمرات والندوات وورش العمل. وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي الدكتور عبدالمحسن فاروق الياس "كان هناك اهتمام أميركي بالفعاليات الخليجية -الأميركية انعكس من خلال مشاركة كبيرة من المسؤولين والخبراء والإعلاميين من الجانب الأميركي في هذه الفعاليات خصوصاً أنها تناولت عدة محاور وقضايا تهم رسالة دول المجلس في الولاياتالمتحدة". وأوضح أن هذه الفعاليات أسهمت في إيصال صوت دول المجلس فيما يتعلق بحاضر ومستقبل العلاقات الخليجية - الأميركية بشكل عام أو قضايا معينة ذات أهمية مثل القضية اليمنية ومكافحة الإرهاب ودور المرأة الخليجية في المجتمع وقضايا الاقتصاد والتنمية". من جانبه أكد رئيس مركز الخليج للبحوث الدكتور عبد العزيز عثمان بن صقر على أن عقد اجتماعات في عواصم دولية مهمة تؤثر على صناعة قرار الرأي العالمي هي قضية مهمة جداً. وبين أن الهدف من هذه اللقاءات هو إيضاح الحقائق والصورة المغلوطة وتقديمها كما هي وبدون تزييف وبدون تحريف وشرح الأسباب والدوافع. وعدت السفيرة السابقة رئيسة معهد دول الخليج العربية في واشنطن مارسيل وهبة، من ناحيتها هذه الندوات بأنها فرصة أمام الأشخاص من الخليج ومن أميركا "للجلوس والحديث معا نأمل أن تحظى بردود أفعال جيدة من صناع القرار في الخليج وفي الولاياتالمتحدة". وأوضحت وهبة أن معهد دول الخليج العربية هو أول مؤسسة بحثية في واشنطن تركز بشكل أساسي على الخليج وهذا أمر مهم لأن الخليج أصبح أكثر أهمية. وقال السفير الأميركي السابق لدى المملكة العربية السعودية رئيس مجلس سياسة الشرق الأوسط فورد فراكير إن الهدف من هذه الفعاليات هو تثقيف أعضاء الكونغرس والإعلام وكل من له اهتمام بسياسة الشرق الأوسط، منوهاً بأهمية مثل هذه الفعاليات لزيادة التثقيف من الجانبين. وأوضح الدكتور خالد الجابر من المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية بدوره أن الحوارات التي عقدت في واشنطن بحضور مجموعة من النخب السياسية والإعلامية وعدد من مراكز البحوث، هي التواصل الحقيقي الذي يبني الجسور ما بين دول الخليج والمجتمع الأميركي بقطاعاته المختلفة. من جهته، قال السفير السابق نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربي في واشنطن ستيفين ساشي نيتنا إن اجتماع شخصيات وخبراء من الخليج وأميركا وأوروبا مع بعضهم البعض وتبادلهم للأفكار ووجهات النظر سيكون له فوائد لصناع القرار. وقالت الباحثة في معهد دول الخليج العربية في واشنطن كارين يونغ إن مهام المعهد هو دعوة شخصيات ليس فقط من دول الخليج ولكن أيضًا من منظمات دولية مثل البنك الدولي والانخراط في نقاش عام كطريقة مثمرة لتثقيف الأشخاص في واشنطن، مشيرة إلى أن الأشخاص مهتمين بمعرفة المزيد من المعلومات عن المملكة ويرغبون في الاستماع إلى أصوات تتكلم بوضوح عن التحديات وهذا أمر مهم. وقال وكيل محافظ البنك المركزي اليمني للعلاقات الخارجية خالد محمد العبادي من جانبه إن الندوات تساعد وتعطي المزيد من المعلومات والتفاصيل عن الأزمة في اليمن مشيراً إلى أن فهم كثير من الأميركيين للأزمة في اليمن كان شبيها بفهمهم للأزمة في سورية وفي دول أخرى. وأوضح مدير البحوث والتحليل في المركز العربي واشنطن للدراسات والبحوث الدكتور عماد حرب أن الندوات "تعمل على تعريف الجمهور الأميركي خاصة الجمهور النخبوي بما تقوم به المملكة في المنطقة وفي العالم وبأهميتها.