وادي "الفطيحة" أجواء الطبيعة الخلابة بجازان    موسيماني: ما زالت لدينا فرصة للبقاء في "روشن"    بيريرا: التعاون فريق منظم ويملك لاعبين لديهم جودة    "الأرصاد": تنوع مناخ المملكة يعكس الواقع الجغرافي    شهداء ومصابون في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    الأوكراني أوزيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع في الرياض    ولي العهد يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي    رفضت بيع كليتها لشراء زوجها دراجة.. فطلقها !    خبير سيبراني: تفعيل الدفاع الإلكتروني المتقدم يقي من مخاطر الهجوم    «هيئة العقار»: 18 تشريعاً لمستقبل العقار وتحقيق مستهدفات الرؤية    لقب الدوري الإنجليزي بين أفضلية السيتي وحلم أرسنال    صقور السلة الزرقاء يتوجون بالذهب    السفارة السعودية في تشيلي تنظم حلقات نقاش بعنوان "تمكين المرأة السعودية في ظل رؤية المملكة 2030"    مقتل 3 فلسطينيين على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على رفح    «التعليم».. تكشف شروط نجاح الطلاب والطالبات بجميع المراحل    خادم الحرمين يأمر بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    تنظيم جديد لتخصيص الطاقة للمستهلكين    زيارات الخير    محتالة تحصل على إعانات بآلاف الدولارات    طبخ ومسرح    مواقف مشرّفة    سمو ولي العهد يستقبل الأمراء والمواطنين    «تيك توك» تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    330 شاحنة إغاثية إلى اليمن وبيوت متنقلة للاجئين السوريين    اشتباك بالأيدي يُفشل انتخاب رئيس البرلمان العراقي    البرق يضيء سماء الباحة ويرسم لوحات بديعة    الماء (2)    جدول الضرب    «التعليم»: حسم 15 درجة من «المتحرشين» و«المبتزين» وإحالتهم للجهات الأمنية    قرى «حجن» تعيش العزلة وتعاني ضعف الخدمات    المقبل رفع الشكر للقيادة.. المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو"    27 جائزة للمنتخب السعودي للعلوم والهندسة في آيسف    انطلاق المؤتمر الأول للتميز في التمريض الثلاثاء    «باب القصر»    اطلع على مشاريع التطوير لراحة الحجاج.. نائب أمير منطقة مكة المكرمة يتفقد المشاعر المقدسة    عبر التكنولوجيا المعززة بالذكاء الاصطناعي.. نقل إجراءات مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    للسنة الثانية.. "مبادرة طريق مكة" في مطار إسطنبول الدولي تواصل تقديم الخدمات بتقنيات حديثة    تحدي البطاطس الحارة يقتل طفلاً أمريكياً    دعاهم إلى تناول السوائل وفقاً لنصائح الطبيب.. استشاري: على مرض الكلى تجنّب أشعة الشمس في الحج    مختصون ينصحون الحجاج.. الكمامة حماية من الأمراض وحفاظ على الصحة    وزير التعليم: تفوّق طلابنا في «آيسف 2024» يؤسس لمرحلة مستقبلية عنوانها التميّز    كيان عدواني غاصب .. فرضه الاستعمار !    الهلال يحبط النصر..    الخبز على طاولة باخ وجياني    أهمية إنشاء الهيئة السعودية للمياه !    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    كيلا يبقى تركي السديري مجرد ذكرى    الرئاسة العامة تستكمل جاهزيتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ١٤٤٥ه    المملكة رئيسا للمجلس التنفيذي للألكسو حتى 2026    التخصصي: الدراسات السريرية وفرت نحو 62 مليون ريال    "إرشاد الحافلات" يعلن جاهزية الخطط التشغيلية لموسم الحج    توطين تقنية الجينوم السعودي ب 140 باحثا    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    قائد فذٌ و وطن عظيم    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    بتوجيه الملك.. ولي العهد يزور «الشرقية».. قوة وتلاحم وحرص على التطوير والتنمية    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعوديون لا يرفضون التحديث بل يحاولون فهمه.. وتنسيق الجهود مطلب لمواجهة التطرف والإرهاب
فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الحوار الوطني ل«الرياض»:
نشر في الرياض يوم 03 - 08 - 2016

اعتقد الأستاذ فيصل بن معمر -الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني- أن المجتمع السعودي لا يرفض التطوير والتحديث بل يعمل على استيعابه والتفاعل معه، مؤكدا أن موضوع التعايش ضمن أولويات أجندة المركز وأن التأثير لن تكون نتائجه على المدى القريب، حيث إن ترسيخ ثقافة الحوار تحتاج إلى صبر وهي كالنقش على الحجر.
نشر ثقافة الحوار كالنقش على الحجر.. والمنصات الاجتماعية أجبرتنا على التوقف لتغيير أدواتنا
وأبان أن تعزيز التعايش المجتمعي من ضمن الخطط التي أطلقها المركز مؤخرا في خطته الاستراتيجية الجديدة المبنية على مساندة الجهود الأمنية والفكرية وتعزيز التلاحم المجتمعي، فتعزيز التعايش جزء كبير من برامج الخطة خاصة وأن موضوع التعايش في المجتمع السعودي هو ركن أساس من تكوين المملكة.
وزاد أن المركز هو جهة استشارية تقدم توصياتها ومرئياتها للجهات المختصة، وليس الجهة المسؤولة عن تطبيق التوصيات وتحويلها لبرامج عملية، فهو يعمل على تقريب وجهات النظر ومناقشة القضايا المختلف عليها والحد من الاختلافات، بحيث يتم تكوين رأي عام مساند لقضايا التطوير والتحديث.
الحوار يهدف لإدارة التنوع والاختلافات في المجتمع وليس القضاء عليها
وكشف ابن معمر أن المركز عمل خلال العامين الماضيين على مراجعة وتقويم خططه السابقة وتحديث أدواته حسب متطلبات المرحلة، ووضع استراتيجية جديدة مبنية على توجهات حالية ومستقبلية لمساندة الجهود الأمنية والفكرية وتعزيز التلاحم المجتمعي تحت هذه المظلة.
رؤية 2030 وضعت في عين اعتبارها طبيعة المجتمع
ورأى أن ظهور مواقع التواصل الاجتماعي واستطاعة أي فرد التعبير فيها بحرية كاملة وبقدر ما فيها من فوائد إلا أنه ليس لها ضوابط وقد أحدثت صدمات فكرية لبعض القيم والأخلاق وأحدثت نوعا من الصدام بين التوجهات الفكرية ولا مجال لمعالجتها إلا بالحوار العقلاني المتزن بأداب الحوار وبثوابتنا الشرعية والوطنية.
وحول رؤية 2030 قال الأمين العام للحوار الوطني: رؤية عظيمة وطموحة، أخذت في الحسبان الكثير من الأمور ومن ضمنها استيعاب المجتمع للكثير من المتغيرات والقدرة على التفاعل معها.
ولفت إلى أن الحوار الوطني يشارك مشاركة فعالة في المساهمة في برامج مكافحة التطرف والإرهاب عبر استنفار طاقات المجتمع بجميع فئاته وشرائحه لمواجهة هذه الآفات، فالمملكة نجحت نجاح عظيم في جهودها الأمنية والفكرية في مواجهة هذه الآفة.
وزاد في حوار مع «الرياض» أن ما ينقصنا للتلاحم ولمواجهة التطرف والارهاب هو تجويد مشاريع التنسيق بين الجهات التي تتعامل مع القضايا الفكرية، فجانب التنسيق في البرامج الفكرية يحتاج إلى تطوير وتجويد، والواجب علينا إيجاد خطة تكاملية شاملة لمساندة الجهود الأمنية والوطنية في هذا الشأن.
وفيما يلي نص الحوار:
نتائج ملموسة واستراتيجية جديدة
* انطلق الحوار الوطني منذ أكثر من عشرة أعوام، فما هي النتائج التي لمستموها خلال هذه الفترة؟
* لقد تأسس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بهدف نشر ثقافة الحوار، وتعزيز الخطاب الوسطي المعتدل من خلال نشر ثقافة الحوار، وجعل الحوار طبع من طباع المجتمع وأسلوب حياته، ومناقشة القضايا الوطنية بهدف ترسيخ وحدتنا وتلاحمنا الوطني، فخلال الفترة الأولى من تأسيس مركز الحوار الوطني من عام 1424ه حتى عام 1435ه نظمنا لقاءات وطنية في كل أنحاء المملكة، وذلك بهدف مناقشة القضايا الوطنية وتقريب المسافات بين شرائح فكرية واجتماعية مختلفة حول تلك القضايا.
إلا أن مشروع نشر ثقافة الحوار يعد مشروعا كبيرا جدا، ويحتاج إلى مشاركة كثير من الجهات التي تتولى المسؤولية، وقد تم الاتفاق مع الكثير من الجهات ذات العلاقة لتفعيل دور المسجد والأسرة والمدرسة والاعلام في نشر ثقافة الحوار، وهو مشروع يحتاج إلى مضاعفة الجهد من أجل تحقيق أهدافه، لأنها ترتبط بأمور كثيره في هذا الجانب، ولا تقتصر فقط على اللقاءات الوطنية أو النخب، بل تحتاج لأن تصل إلى العامة في كل مكان، والوصول إلى العامة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توظيف المسجد والأسرة والمدرسة والإعلام، وتعاون المؤسسات الحكومية والأهلية والمجتمع، وتحديث ادواتنا وتفعيلها بشكل مناسب، والتركيز على قطاع الشباب الذين هم الغالبية العظمى من المجتمع، خاصة بعد تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على خطط الحوار.
* كيف أثرت منصات التواصل الاجتماعي على خططكم؟
* كنا نعمل من خلال أدوات معينة إلا أن التطورات التي حدثت في شبكات التواصل الاجتماعي ودخولها لساحة النقاشات يصعب أحياناً ضبطها بأدوات الحوار، وأصبحت تخرج من إطار المحلية إلى قضايا إقليمية ودولية، لذلك فإننا بحاجة ماسة إلى تنسيق الجهود للعمل من خلال أبناء الوطن المبدعين في هذه الجوانب والتنسيق معهم في كيفية تطويعها لخدمة تماسكنا وتلاحمنا الوطني، فهذه القضية بقدر مافيها من فوائد إلا أنها تعمل بدون ضوابط متفق عليها وقد تتصادم مع ضوابطنا الشرعية والوطنية، وربما يكون لها آثار غير مرغوبة على منظومة قيمنا وأخلاقنا.
ومن هذا المنطلق بادر المركز خلال الفترة من عام 1435 حتى عام 1437 بمراجعة وتقويم خطوات المركز، بحيث يتم تقويم الماضي ومعرفة أين نجحنا وأين تعثرنا؟ ، ومن المهم جدا أن نعلم أن الحوار الوطني من أهم المشاريع التي تناولها كتاب الرأي والباحثون والمختصون بآراء متعددة ونقدية، كانت مهمة لنا واستوعبناها، بحيث ساعدتنا في تطوير طريقة وأدوات عملنا.
وفرغنا هذا العام من وضع استراتيجية جديدة في المركز مبنية على توجه حالي ومستقبلي لمساندة الجهود الأمنية والفكرية وتعزيز التلاحم المجتمعي تحت هذه المظلة، واستحداث أدوات جديدة منها اللقاءات المغلقة واللقاءات المفتوحة الهادفة إلى الخروج بمبادرات عملية قابلة للتطبيق، وتطوير استطلاعات الرأي العام لتكون في مستوى استطلاعات الرأي العام العالمية، وتطوير برامج أكاديمية للحوار والتدريب، عبر برنامج شراكات سيتم تنفيذها في أنحاء مختلفة في المملكة.
كما تم استحداث برنامج تبيان للوقاية من التطرف بالمشاركة مع الجامعات السعودية، وتطوير برامج "جسور" و"سفير" و"بيادر" بحيث يتم التركيز على قضايا الشباب، وكذلك الموضوعات الخاصة بالمرأة السعودية بالإضافة إلى إعداد دراسات وبحوث معمقة في موضوعات التعايش والتلاحم المجتمعي، كما يسعى المركز إلى تطوير مقاييس لبعض الظواهر الفكرية في المملكة، وقد أنجز المركز قاعدة معلومات عن التوجهات الفكرية في المملكة بهدف تعزيز المشترك بينهما.
2030 رؤية عظيمة
* المملكة مقبلة على خطة تحول وطني بأهداف طموحة جدا وسقف مرتفع، لكنها تصطدم مع عادات وتقاليد وفكر لازال أحياناً غير متقبل لفكرة التجديد والتغيير، فما هي خطط الحوار الوطني لمساندة الدولة؟
* رؤية 2030 رؤية عظيمة وهي نقلة نوعية في التاريخ الحديث للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله بتوفيقه- وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، ومشروع جبار لنقل المملكة لمرحلة جديدة من التطوير والتحديث، فهي تنطلق من القيم المركزية لبلادنا، وتهدف إلى الارتقاء بالعمل الحكومي، وتعزيز مبدأ الكفاءة في استخدام الموارد.
ومن المؤكد أن الرؤية أخذت في الحسبان الكثير من الأمور، ومن ضمنها استيعاب المجتمع للكثير من المتغيرات والقدرة في التفاعل معها، لذلك فإن المطلوب من المؤسسات الإجتماعية، بما فيها مركز الحوار الوطني، هو أن تقوم بأدوارها لتعزيز فرص نجاح رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال تهيئة المجتمع لإستيعاب معطيات هذه الرؤية الطموحة، ونشر الوعي بمضامينها واهدافها.
فكل وزارة وكل جهة قدمت مشروعها في رؤية 2030، ومن المؤكد أنها أخذت في الحسبان هذا التحول المنشود في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما نتوقع عندما يتم مباشرة تطبيق خطط الرؤية فإنه يمكن للحوار المساهمة في التعرف على التوجهات العامة في المجتمع، وإدارة التوقعات لأفراد المجتمع بشكل سليم.
ومركز الحوار والوطني قدم أفكاره لذوي الاختصاص في هذا المجال ولدينا أدوات مهيئة لمساندة كل ما يطلب منا في هذا البرنامج.
مواجهة التطرف
* هناك من يرى أن التنظيمات الإرهابية، والمتطرفة قد لعبت على وتر ميل المجتمع السعودي للتدين لتمرير أجندتها واستهداف الشباب، فأصبح التحدي الأكبر أمام مجتمعنا هو محاولة فصل الدين عن الإرهاب، فما هي جهودكم في هذا الجانب؟
* الجهود الأمنية للمملكة حققت إنجازات كبيرة في مواجهة هذه الآفة، وهذا ما يشهد به العالم أجمع، ونجاح الجهود الأمنية في مواجهة التنظيمات الإرهابية كانت دائماً مصحوبة بجهود من المؤسسات الإعلامية والتربوية، والعلماء لقطع الطريق أمام تلك الجماعات لتوظيف تعاليم الإسلام لتبرير أعمالها الإجرامية.
والحوار الوطني يقوم بمهامه الموكلة له في مواجهة التطرف عبر تعزيز الوسطية والاعتدال ونشر ثقافة الحوار، ومناقشة القضايا الفكرية التي تطرح على الساحة، وذلك بهدف مساندة الجهود الأمنية.
لكن هل تم القضاء على هذه الظاهرة تماماً؟ من الصعب جدا أن نقول ذلك؛ وهذا يعود إلى أن الإرهاب والتطرف مثل الفايروس الذي يختبئ ويظهر مرة أخرى، والدليل على ذلك هو التنظيمات الإرهابية مثل ما يسمى "القاعدة" و"داعش" وخلافه.
من المؤكد أن التنظيمات الإرهابية سوف تستمر في توظيف النصوص الدينية لتبرير أعمالها الإجرامية واستقطاب الشباب إلى صفوفها، وينبغي الإشارة إلى أن دور الحوار الوطني هو دور تكاملي مع كافة مؤسسات الدولة الأمنية والاعلامية والتعليمية والدينية، فدور الحوار الوطني الرئيس هو استنطاق الغالبية الصامتة المعتدلة من فئات المجتمع -التي عندما تتحدث وتساهم وتساند الجهود الأمنية والفكرية في مكافحة التطرف، فمن المؤكد حينها إمكانية تقليص دائرة التطرف والغلو- حتى لا تكون مقدمة للانضمام للجماعات الإرهابية.
فكما يعلم كثير من المراقبين، أن خطابا الجماعات المتطرفة يرتكز على تبسيط قضايا بالغة التعقيد، ويلوي عنق النصوص الدينية لخدمة الأجندات السياسية للجماعات الإرهابية.
التنسيق يحتاج لتطوير
* ألا تتفق معي بأن جهود المؤسسات المعنية دون المستوى المنشود في التصدي للإرهاب والتطرف، لاسيما أن اليوم منصات التواصل الاجتماعي أصبحت الأكثر تأثيرا وتجنيدا، وأننا أصبحنا بحاجة إلى وجود لغة حوار مشتركة بين مؤسسات الدولة لمعاضدة الجهات الأمنية في التصدي للإرهاب؟
* اختلف معك؛ فالجهود عظيمة وقوية جدا في مواجهة الإرهاب والتطرف، ولكن جانب التنسيق يحتاج إلى تطوير، فأنا واثق إذا كان هناك تنسيق بين هذه الجهات فإن النتائج ستكون ممتازة، وهناك جهود عظيمة من مؤسسات رسمية وأهلية، ولكن نحتاج إلى خطة تكاملية شاملة لمساندة الجهود الأمنية والوطنية في هذا الشأن.
فإذا تم وضع استراتيجية مشتركة بين هذه المؤسسات، فإنه من المؤكد أنها ستساهم مساهمة فعالة في مكافحة التطرف والإرهاب، والمأمول أن تكون خطط هذه الجهات قابلة للتطبيق.
* ألا تعتقد بأننا أصبحنا بحاجة ملحة إلى قياس فكر المعلمين والدعاة والأطباء والطلبة بالتوازي مع قياس القدرات؟
* من الضروري استخدام القياسات في نواحي عديدة فهذه ضمن الأدوات التي نعمل عليها في المركز ومنها قياس توجهات الرأي، وهناك جهات أخرى لديها أدوات أخرى للقياس ولمعرفة التوجهات، فكل هذه تأتي ضمن خطط معالجة قضايا المجتمع، هناك جهود عظيمة ولكنها بحاجة إلى تجويد من خلال التنسيق.
نجاحات وفرص
* هناك ربط للصراعات الحزبية والسياسية بالدين، وهناك فئات تسعى لتشويه الدين في نظرة العالم، فما هي خطتكم في جانب تحسين الصورة والفصل؟
* المملكة لديها مناعة قوية جدا، فهي دولة نادرة في العالم كون وحدتها قامت دون أي تأثيرات استعمارية، فالوحدة التي أسسها المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ليس لها أي ارتباط بأي مستعمر سابق، بل تكونت المملكة بأبناء هذا الوطن ورجاله الذين ساهموا مع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في توحيد البلاد.
أيضا ليس لدينا الحزبية والتي انتشرت في بعض البلاد العربية، والتي تكونت كميراث للاستعمار وبعقليات ربما تخالف ما قامت عليه ثوابتنا الشرعية والوطنية، ونحن في المملكة نستطيع من خلال ارتباطنا بشريعتنا الإسلامية وثوابتنا الوطنية تحقيق نجاحات عظيمة في مجال تحصين أنفسنا من هذه الآفات.
فالمملكة تفخر بتجربتها الناجحة في هذا العصر من خلال ارتباطها بالشريعة الاسلامية، ويجب أن نؤكد على الارتباط بالأصل والاتصال بالعصر، وأن نطور ادواتنا ونجتهد في سبيل مواءمة العصر والتجديد والتطوير، فنحن لدينا فرص كبيرة جدا، والمملكة لديها قوة عظيمة وأولها قوتها الدينية التي نبعت من وجود الحرمين الشريفين، والسياسية بأنها أول وحدة تكونت في العصر الحديث بعد ألف سنة من الانقطاع، وقوة اقتصادية عظيمة، ولدينا مجتمع شبابي لديه رغبة في التطوير والتحديث، ولدينا استقرار عظيم، فكل هذه عوامل لنجاح مواجهة الصراعات.
الطائفية
* أصبح هناك من يزرع الفتنة والطائفية بين أبناء المجتمع السعودي بمحاولة تمزيق النسيج الوطني، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعايش، فما هي خططكم في هذا الجانب؟
* مبدأ التعايش هو من ضمن الخطط التي أطلقناها مؤخرا في خطتنا الاستراتيجية الجديدة، والمبنية على مساندة الجهود الأمنية والفكرية وتعزيز التلاحم المجتمعي، فالتعايش جزء كبير من القضية خاصة وأن موضوعه في المجتمع السعودي هو جزء أساسي من تكوين المملكة، لأنه عندما تأسست المملكة كان هناك تنوع، سواء تنوع مناطقي أو ثقافي أو مذهبي، فكون أنها تناقش وتعزز بجهود الافراد والمؤسسات وأيضا اللوائح والانظمة فهذا أمر طبيعي جدا، وأعتقد أن الوقت مناسب جدا لمناقشة ترسيخ التعايش وتعزيز الأدوار بتفعيله في المجتمع، فنحن نرى أن هناك مبادرات منتشرة ونجاحات في قضايا التعايش المجتمعي في جميع أنحاء المملكة ويجب علينا أن نبرزها بشكل سليم بحيث تكون محفزة للآخرين للاقتداء بها.
فمن الناحية الدينية، التعايش أمر واجب وأساس من أساسيات ديننا، وكذلك يكفله نظام الحكم لدينا، وله ارتباط كبير جدا في ترسيخ وحدتنا الوطنية، وهذا ما يجب أن نعمل على أساسه.
* المتفهم لطبيعة المجتمع السعودي يجد أنه مجتمع قبلي وليس من السهولة أن يتقبل التغيير، وعندما جاء الحوار الوطني كان جديدا ومستحدثا ومن المؤكد أن نتائجه لن تظهر فورية، فباعتقادك متى سنتلمس جهود الحوار الوطني؟
* أرى أن المجتمع السعودي لا يقاوم التغيير بقدر ما يعمل على استيعابه والتفاعل معه، وهذا ما تبين لنا من خلال الحوار والتعايش مع جميع أطياف المجتمع وتوجهاته.
طبعا تأثير الحوار وجعله طبعا من طباع المجتمع يحتاج إلى صبر، فالعملية طويلة وهي كالنقش في الحجر، نحن نتطلع دائماً إلى تحقيق التوصيات ومبادرات الحوار، ولكننا يجب أن نعي أن مركز الحوار هو هيئة استشارية تقدم توصياتها وتعمل على متابعتها ومسؤولية التنفيذ والتطبيق تعود إلى الجهات صاحبة العلاقة، من جانب آخر فإن هدف الحوار هو إدارة التنوع والاختلافات في المجتمع، وليس القضاء عليها، فالمجتمع السعودي وهذه حقيقة لا تخطئها العين هو من أكثر مجتمعات العالم تجانساً من النواحي الدينية، والعرقية، واللغوية، إلا أن هذا لا يمنع وجود مظاهر للتنوع من النواحي الأخرى، كغيره من المجتمعات الإنسانية، وعن طريق الحوار نستطيع إدارة هذا التنوع وتوظيفه لخدمة الاستقرار، والإبداع والتلاحم الوطني.
ومن الجانب الآخر، لنكن واقعيين، فمن خلال دراسة حديثة أجراها مركز الحوار، اكتشفنا أن كثير من التوصيات والمبادرات تم تفعيلها، ولا نستطيع أن ندعي في مركز الحوار الوطني أننا اصحاب هذا الشأن، فتلك النتائج تحققت من خلال جهود المؤسسات صاحبة العلاقة، لكن مركز الحوار الوطني يعمل على تكوين الرأي العام حول تلك القضايا المختلف عليها، وتقريب وجهات النظر والمسافات بين شرائح فكرية ومجتمعية مختلفة، والإسهام في طرح القضايا الوطنية، وفي اقتراح الحلول من خلال النشاطات الحوارية التي قام بتنظيمها، ونشر ثقافة الحوار، واحترام الرأي والرأي الآخر.
فمركز الحوار هو جسر من جسور التواصل بين المجتمع وصانعي القرار.
فيصل بن معمر خلال الحوار مع الزميلة أسمهان الغامدي
أحد اللقاءات التي نظمها مركز الحوار الوطني عن التطرف
احتضان الكثير من اللقاءات المهمة لتعزيز ثقافة الحوار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.