عزيزي منتخب الوطن عذرا على ما تتعرض له من الضياع ومسخ الهوية وغياب الانضباط داخل معسكراتك ومبارياتك حتى صرنا نراك وكأنك فريق حوارٍ "الأقوى هو من يسيطر عليه"، أنت تدفع ثمن ضعف الاتحاد حتى أصبحت في نظر الكثير ضعيفا، ونحن نتكبد العناء والحزن على غياب "الكرة الخضراء" عن مشهد الانتصارات والبطولات. اللجان تعج بالفوضى والتجاوزات والتسيب بلغ ذروته فكيف ننشد الانضباط؟ ايها المنتخب العزيز: تأسف على اعتزال جيل صالح النعيمة وصالح خليفة وماجد عبدالله وفهد المصيبيح ومحمد عبدالجواد والأجيال الذهبية التي نقلتك من الظل إلى الجلوس على العرش الآسيوي وجعلت لك مكانة مهيبة ومسيرة مشعة بالذهب، لا تتأسف على بعض أجيال قصات القزع و"السناب شات" و"الانستغرام" ومن يشغل باله ب"موضة المراهقين"، من حقك أن تبكي على ضياع هويتك وغياب مكانتك في ظل غياب جماهير وإعلام وبعض لاعبي ورؤساء وإداريي الأندية عن دعمك، نحن نراك "منتخب الوطن" حامل مشعل افراحنا في حقبة مضت، و"جيل القزع" يرونك منتخبا لا يستحق أن يحملوا شعارك، هؤلاء هم جيل النكبات والخيبات بدعم من اتحاد المجاملات، ومدرب الضياع وإدارة الإخفاقات. لم يسيروك إلى قمة القارة التي احتللتها في عهد الأميرين فيصل وسلطان بن فهد والحفاظ على المكتسبات والإرث الجميل، ذهبوا بك إلى مكانة لاتليق بك ولا برياضة تصرف عليها الدولة حفظها الله ملايين الريالات من أجل نهضتها ورفعتها والعمل باحتراف وتخطيط صحيح، حتى استعادة بطولات الخليج على مستوى الأندية والمنتخبات ومجاراة منتخبات آسيوية تكونت بعدك بعشرات الأعوام اصبحت صعبة للغاية، قادك بعض "اجيال الملايين" والعقود المرتفعة والنتائج السيئة إلى الانكسارات والحرمان من الفرح وغياب الحزم واستقوى بعض اللاعبين على رئيس الاتحاد وليس المدرب والإداري فقط وضربوا بتعليمات المعسكرات عرض الحائط. هذا الاتحاد ولجانه لم يسيروا "الكرة الخضراء" إلى المحافل التي بها نحتفل بانتصاراتنا وافراحنا وننفض غبار الضياع والهوان، ولكنهم سيروها إلى مكانة جعلتها تفرح وتحتفل بتصنيف ورقي يصدر كل شهر من"الفيفا" عندما نتقدم مراتب قليلة، حتى القرار السيادي في نقل مباريات الأندية السعودية في دوري آسيا اعتبره هذا الاتحاد الضعيف نصرا له، ولم يعلم أن الظروف تمنع الذهاب إلى إيران حتى لو رفض الاتحاد الآسيوي ما يعني أن القضية محسومة سلفا وأن القرار مرتبط بالسلطات العليا وليس اتحاد كرة قدم محلي وآخر قاري. حبيبنا منتخب الوطن كنا نحبك من حبنا للمملكة العربية السعودية ونفرح لفوزك ونكظم الغيظ لخسارتك وعلى ما تتعرض من مسخ الهوية والظهور بصورة ابطالها بعض "اجيال القزع" والسهر، اما الآن فاتحادنا العزيز بضعفه وهوانه ومجاملاته وطأطأته الرأس أمام القضايا الكروية الجسام حتى سمح للأندية بأن تكون أقوى منه جعلنا نكرهك ولا نكترث بخسارتك ولانتألم من اخفاقاتك. ايها "الأخضر" دبر عمرك وصرف أمورك في عهد بعض الجيل الحالي والاتحاد الضعيف وأجعل العمل لديك يسير بالبركة، بعدما كنا نريد رؤيتك لتلعب وتكسب، وقبل أن تسقط بين كماشة اتحاد لا يحفظ هيبتك وبعض لاعبين يرون انديتهم ورحلات الاستجمام وسفرات الوناسة أهم من ارتداء شعارك. اما ما فعله لاعبا الوسط سالم الدوسري ووليد باخشوين من تأخير الانضمام للمعسكر، ونايف هزازي بالخروج من دون إذن، فليس الأول ولن يكون الأخير، هذا أمر عادي جدا، قبلهم خرج لاعبون من المعسكر، وغابوا عن التحضيرات بلا أي عذر ما الذي حدث؟ ولا شيء، بل أن اتحاد الكرة وقف الى صفهم مرورا بعبدالله العنزي وعبدالفتاح عسيري وشايع شراحيلي وفهد المولد، وحاول ايجاد الاعذار لهم بدعم من إعلام الخيبات وبرامج التعصب التي ترى وتتفاعل مع الوان الأندية وليس اللون "الأخضر"، ما شجع الكثير من اللاعبين على ضرب مصلحة منتخب الوطن عرض الحائط، وهذا لم يحدث لو كان هناك اتحاد قوي وجهاز إداري حازم، ولوائح واضحة ولاعبون يستشعرون المسؤولية ويدركون قيمة اسم "منتخب الوطن"، واضلاع تكمل النجاحات ونعني بذلك وجود أندية تعلم اللاعب حب شعار الوطن والانضباط وإعلام ينتقد وفق الخطأ لايمتدح ويهاجم حسب اللون والشعار لفريقه والأندية المنافسة، وجماهير تحاسب اللاعب ولا توجد له الاعذار وتراه نجم زمانه بينما هو يخذل منتخب الوطن ولا يقدم لناديه ما يذكر. اللوائح في خبر كان مسألة أن هناك لوائح وانظمة وان المخطئ سينال عقابه وفق هذه اللوائح، فتلك كذبة مررها الاتحاد وصدقها السذج و"من قال لكم عن تطبيق النظام واتحاد الكرة يتدخل بعمل لجنة الانضباط وينقض قرارها ولدى الدكتور خالد البابطين الخبر اليقين"، ارتداء شعار منتخب الوطن لا يحتاج لائحة ضعيفة تطبق وفق الأهواء وتطال لاعبا وتقصر عن الآخر لأن الوان ناديهما مختلفان، وصوت الأول أقوى من الثاني، يحتاج إلى مسؤول قوي ولوائح صارمة تقف في وجه المخطئ والمتلاعبين، ما الفائدة ان يوقف اللاعب عن المنتخب ويذهب ويلعب مع ناديه (هذا هو الذي يريده اللاعب المتمرد والنادي الذي يشجعه على ذلك)، ويفترض أن يتبع ذلك تحقيق، هذا منتخب وطن وواجهة كروية للبلد وممثل رسمي وتشجعه جميع اطياف المجتمع المحبة للكرة في كل محفل. المتابع جيدا سيسأل (هل وقف التُسيب وعدم الانضباط على معسكرات المنتخب؟)، العاقل سيرد بالجواب الصاعق (الاتحاد بكبره ولجانه احرجهم تسيب عملهم ووضعهم في مواقف مضحكة)، التسيب لايعني غياب لاعب عن التدريبات وعدم انضمام آخر للمعسكر، انما في عدم العدل والمساواة، قضية التهمة بالرشوة بين رئيس القادسية وأحد لاعبي الدرعية ماذا حدث بشأنها؟، وفضيحة الأهلي مع المولد ونادي الاتحاد، ولجنة الاحتراف وخالد شكري كيف مرت؟، وكارثة مباراة الاتحاد والقادسية في "دوري عبداللطيف جميل" التي لم يعرف لها حتى الآن أي اللجان ستبت بها لماذا أخذت كلها هذا "التمويه"، ودس الرؤوس برمل الفشل، قضايا أخرى يندى لها الجبين، هذا هو التسيب بعينه وعدم الانضباط بقضه وقضيضه، كيف نطلب في الأساس من مسؤول نادٍ ولاعب وإداري وحكم وعضو شرف أن يلتزموا بالنظام وتطبيق القانون والمسؤولون في الاتحاد واللجان لم يطبقوا هذا على انفسهم وفي عملهم؟، يستهينون بالنظام ويحاولون ايجاد المخرج ب"اللف والدوران" عند وضع الاهداف القاتلة والمحرجة في مرماهم؟ الهولندي بيرت مارفيك هو الآخر غاب عن المنافسات المحلية طوال الفترة الماضية، ولم يكشف سر هذا الغياب الا المتحدث الرسمي باسم الاتحاد السعودي عدنان المعيبد في تصريح خاص لصحيفة "الرياض" لارتباطه بالتحليل عبر إحدى القنوات في بلاده بعدما تستر على ذلك الاتحاد على طريقة "سكتم بكتم"، هل بعد هذه فوضى، وهل عقب ذلك تسيب في أروقة الكرة الخضراء والاتحاد السعودي الذي أوجد إرثاً كبيراً وارتالاً من ملفات التجاوزات بعضها من صنيعه وسوء عمله، والبعض الآخر من اطراف أخرى استغلت ضعفه ولم تجد من يردعها. نعم نطالب بمعاقبة سالم وباخشوين وهزازي وكل لاعب لايحترم الشعار "الأخضر" ولكن ليس على طريقة عقاب عبدالفتاح عسيري وفهد المولد وشايع شراحيلي (الايقاف شهرين وتغريم كل منهم 50 ألف ريال) ففي هذا العقاب تشجيع على التمرد بصورة أكبر، نريد عقوبات تنطلق من لوائح حازمة لا تميز الأصفر عن الأزرق، ولا الأخضر عن الأبيض، ولا لوناً معيناً عن بقية الألوان، حتى يكون للمنتخب هيبته لدى الجميع. نريد أن نقف جميعا ضد المخطئ لاندافع عن شراحيلي وعسيري والعنزي وشايع، ونطالب بمعاقبة سالم وباخشوين وهزازي او العكس، هذه المعايير المزدوجة لا يتبعها الا إعلام مستولى عليه من إدارات الأندية وبرامج مخترقة يسيرها بعض الرؤساء والشرفيين وتقدم لهم وجبات إعلامية تناسب ذوقهم ورغباتهم ومايريدون تمريره والوصول إليه بكل أسف.
