عبدالعزيز بن سعود يدشّن منظومة الرادارات في نظام أمن الحدود الشمالية ومركز الجراني بقطاع طريف الحدودي    أمير تبوك ينوّه ببرامج السجون    أمير الرياض يستقبل سفير المملكة المتحدة    ولي العهد في واشنطن.. شراكة تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي    أمانة الشرقية توقّع مذكرة تفاهم لتطوير المتنزهات    إنجاز المرحلة الثانية من شبكات مياه الرين    الرئيس الفلسطيني يثمن مواقف ولي العهد خلال لقائه الرئيس الأميركي    واشنطن و«الترويكا» تطالبان إيران بالتعاون مع الوكالة الدولية    غارة إسرائيلية توقع 13 قتيلاً في مخيم عين الحلوة    الجمعة.. انطلاق الجولة التاسعة من «دوري يلو»    القيادة تهنئ أمير موناكو بذكرى اليوم الوطني لبلاده    يايسله: المهمة أمام القادسية صعبة    القبض على شخصين لترويجهما «القات المخدر»    «بيئة مكة».. جولات رقابية على الخضار والأسماك    عطارد يمر بين الأرض والشمس... اليوم    «جامعة سطام» تطلق «خيمة ثقافات الشعوب»    «فنون العلا 5» ينطلق في تنوع فني وتجارب أدائية غامرة    20 بحثًا يعزّز التعاون الثقافي السعودي - الصيني    14 ألف جولة رقابية على المساجد بالشمالية    فيصل بن مشعل يتسلّم تقرير لجنة الحج الفرعية    «الجوف الصحي» يقدّم الفحوصات الدورية المتنقلة    لماذا يبدع ضعيف الذاكرة؟!    سمنة الصغار تزيد الإصابة بضغط الدم    "سورات وميرونك" يتصدّران افتتاح بطولة السعودية الدولية 2025 للجولف    احتكار الجو    عبء العلاقات الاجتماعية ثقل يتزايد بصمت    xAi: سيتم دمج "غروك" في نظام هيوماين وان التابع لشركة هيوماين السعودية    استثمارات جديدة في27 متنزها ومشتلا وطنيا    120 ألف شخص حالة غياب عن الوعي    من تشجع في مباراة الفضاء؟    وزير الرياضة: رؤية 2030 أحدثت تحولًا جذريًا ورفعت عدد الاتحادات إلى 97 اتحادًا    سماحة الإسلام    ماذا يعني إعلان السعودية حليفا رئيسيا خارج الناتو    5 أهداف للاتفاقية الدفاعية بين السعودية وأمريكا    تعاون بين هيئة تطوير المنطقة الشرقية وجهات تنموية لإحياء المواقع التاريخية وتفعيل المسار الثقافي    دراسة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في عدد من الجامعات العالمية    زيادة معدل التملك السكني.. 10 مليارات لإعادة التمويل العقاري    أكد أن الشراكات المقبلة ستكون أكبر.. ترمب: محمد بن سلمان صديق مقرب ويقوم بعمل رائع    الملحق الثقافي السعودي في أمريكا: 14,037 مبتعثاً يعززون الاستثمار في رأس المال البشري    رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يستقبل سمو ولي العهد في البيت الأبيض ويرأسان القمة السعودية الأمريكية    «معاقبة بالتمارين» تقتل طالبة هندية    يستعين بكرسي متحرك لسرقة متجر    القيادة تهنئ ملك المغرب ورئيس لاتفيا بذكرى «الاستقلال»    برشلونة يعود إلى كامب نو بعد أكثر من عامين    قلق دولي على الوضع في السودان.. تراجع القتال في محاور «كردفان»    نحو تفعيل منصة صوت المواطن    المنتدى السعودي للإعلام يوقع اتفاقية مع وكالة أسوشيتد برس    الزميل آل هطلاء عضواً بمجلس إدارة جمعية سفراء التراث    لجنة كرة القدم المُصغَّرة بمنطقة جازان تعقدُ لقاءً عاماً مع اللجان العاملة في الميدان ومنظِّمي البطولات    أدوية معروفة تحارب ألزهايمر    استخراج حصوة تزن كلغ من رجل    أمير تبوك يرعى حفل تخريج 372 متدربًا من برامج البورد السعودي والدبلومات الصحية    أمير تبوك يستقبل سفير جمهورية بولندا لدى المملكة    حسن الظن بالله أساس الطمأنينة    استقبل وزير الحج ونائبه.. المفتي: القيادة حريصة على تيسير النسك لقاصدي الحرمين    محافظ جدة وأمراء يواسون أسرة بن لادن في فقيدتهم سحر    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. هيئة التخصصات الصحية تحتفي بتخريج (12.591) خريجًا وخريجة في ديسمبر المقبل    برعاية سمو محافظ الطائف افتتاح متنزه الطائف الوطني وإطلاق 12 كائنًا فطريًّا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلمو فرنسا و«الإسلاموفوبيا».. من أسلوب التشكي إلى المساهمة في التصدي للإرهاب
نشر في الرياض يوم 24 - 11 - 2015

بعد الاعتداءات الإرهابية التي قام بها تنظيم "داعش" في العاصمة الفرنسية وضاحية "سان دوني" الباريسية يوم الثالث عشر من شهر نوفمبر الجاري وتفكيك خلية لبعض مرتكبي هذه العمليات في الضاحية ذاتها بعد أقل من أسبوع على حصولها، كان مسلمو فرنسا يتوقعون أن يتزايد عدد الأعمال والتصرفات والممارسات العنصرية التي تطال الجالية الإسلامية، علماً أن مثل هذه التصرفات وما يرافقها من تحامل على الإسلام والمسلمين في البلدان الغربية ظاهرة برزت بشكل خاص بعد العمليات الإرهابية التي ارتكبها تنظيم "القاعدة" في الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر عام 2001. وأصبح المتخصصون في شؤون الإسلام يعبرون عن هذه الظاهرة بمصطلح "الإسلاموفوبيا".
وحسب إحصائيات "التجمع ضد الإسلاموفوبيا" الجمعية الفرنسية التي تأسست عام 2003 أن الفترة الممتدة بين 13 و19 نوفمبر الجاري شهدت حصول 24 اعتداء لفظي أو جسدي أو معنوي ضد مسلمين أو رموز إسلامية في فرنسا. ومن هذه الاعتداءات اللفظية والجسدية التي سجلت في هذا الإطار بعد العمليات الإرهابية الأخيرة التي ارتكبت في باريس وضاحية "سان دوني" الباريسية وبعد تفكيك خلية ينتمي إليها عدد من المشاركين في هذه العمليات، الاعتداء على امرأة محجبة في مرسيليا والاعتداء على مسلم في قطار المنطقة الباريسية السريع لأنه كان يرتدي لباساً يذكر بلباس المسلمين في عدد من البلدان العربية أو الإسلامية.
من هذه الاعتداءات المسجلة في الأيام الأخيرة أيضا إطلاق النار أمام مطاعم يديرها عرب ومسلمون أو وضع قطع من لحم الخنزير أمام مساجد ووضع شعارات على جدران المساجد كتبت فيها العبارات التالية "عرب خنزير" أو "المسلمون إرهابيون" أو "فرنسا للفرنسيين فقط".
والملاحظ أن "المرصد الوطني للتصدي للإسلاموفوبيا" والذي أطلقه المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عام 2011 كان قد لاحظ بدوره تسارع وتيرة الاعتداءات العنصرية ضد الإسلام والمسلمين والرموز الإسلامية في فرنسا بعد الاعتداءات الإرهابية التي حصلت في باريس في يناير الماضي والتي طالت بشكل خاص مقر جريدة "شارلي" الساخرة ومتجراً يهودياً. فقد ورد في تقرير نشره المرصد في شهر يوليو الماضي أن عدد الاعتداءات والتصرفات المناهضة للإسلام والمسلمين في فرنسا خلال النصف الأول من العام الجاري ارتفعت بنسبة 281 في المئة عما كانت عليه خلال النصف الأول من عام 2014.
والحقيقية أن غالبية المؤسسات المدنية والدينية الإسلامية في فرنسا نددت بالاعتداءات الإرهابية التي حصلت يوم الثالث عشر من شهر نوفمبر الجاري في باريس وضاحية "سان دوني" على غرار ما فعلت بعد الاعتداءات التي حصلت في يناير الماضي.
وفي هذا السياق، دعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أئمة المساجد لتركيز خطبة الجمعة الموافقة ليوم 19 نوفمبر الجاري على نبذ العنف الذي يتنافى والقيم الإسلامية. وندد اتحاد مساجد فرنسا بمرتكبي العمليات الإرهابية الأخيرة في فرنسا متهماً إياهم ب"الاختفاء وراء تعابير ومسميات إسلامية تم السطو عليها" ولا علاقة بها بما اقترفوا.
ولكن أصواتاً من داخل الجالية الإسلامية الفرنسية تعالت هذه المرة للتأكيد على أنه آن الأوان بالنسبة إلى أفراد هذه الجالية لتجاوز الطريقة التي تتعامل من خلالها حتى الآن مع العمليات الإرهابية التي تأتيها حركات إسلامية متطرفة والتي تقوم حتى الآن على ثلاثة محاور هي التالية:
أولا: التنديد بالعمليات الإرهابية.
ثانيا: التأكيد على أن الإسلام وغالبية المسلمين براء من هذه العمليات.
ثالثا: التشكي من عملية الخلط الموجودة لدى شرائح كثيرة في المجتمع الفرنسي بشكل خاص ومجتمعات البلدان الغربية عموماً بين مقترفي العمليات الإرهابية من جهة والإسلام والمسلمين من جهة أخرى.
ومن هذه الأصوات لدى النخبة صوتا غالب بن شيخ رئيس المؤتمر العالمي للديانات من أجل السلام والفيلسوف عبدالنور بيدار. ويدعو كلاهما المسلمين لتجاوز حدود الشكاوى من الخلط بين الإرهابيين من جهة والإسلام والمسلمين من جهة أخرى وتجاوز المقولة التي مفادها أن الإسلام براء مما يحصل. ويدعو كلاهما المسلمين لعدم الانكماش والتعلق بالقيم الإنسانية والانخراط بشكل عملي في منهجية جديدة تصنفهم في صف المساهمين الفعليين في التصدي للإرهاب لا في صف الذين يتوقفون عند حد البكاء والتشكي.
وفعلا برزت مؤخراً أصوات جديدة في المجتمع المدني الفرنسي لدى مسلمين يشاطرون هذه الرؤية منها صوتا بسام برايكي ولطيفة بن زياتن. أما برايكي فهو مسلم فرنسي يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر ومتخصص في الإلكترونيات. وقد عمد إلى توجيه رسالة إلى مسلمي فرنسا بشكل عام وشبان الضواحي بشكل خاص عبر شريط فيديو قال فيها إنه على المسلمين أنفسهم المساهمة بشكل فاعل في تقديم المعلومات التي تسمح بالقبض على المنحرفين أو الذين يتذرعون بحجج دينية لا علاقة لها بالإسلام حتى يوغلوا في الانحراف أو يقوموا بعمليات إرهابية. وقد شوهد الفيديو من قبل ملايين الأشخاص في بضعة أيام ولقي استحساناً لدى الجالية الإسلامية الفرنسية.
وأما لطيفة بن زياتن فهي فرنسية من أصل مغربي. وهي والدة جندي فرنسي يدعى عماد، كان قد قتل في إطار العمليات الإرهابية التي قام بها محمد مراح في مارس عام 2012. وقد قررت هذه الأم أن تخصص كل وقتها منذ مقتل ابنها لزيارة المدراس والسجون والأحياء الشعبية التي يسكنها مسلمون لحث الشبان المسلمين فيها على تجنب التطرف وعلى التصدي للحركات المتطرفة التي تسعى إلى الإيقاع بهم وتحويلهم إلى إرهابيين على غرار ما حصل مع مراح قاتل ابنها. وقد دعت بدورها مسلمي فرنسا بعد العمليات الإرهابية الأخيرة لعدم التقوقع على أنفسهم بسبب تنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" والعمل على التأكيد من خلال الأفعال لا الأقوال فقط على أنهم جزء مهم من الأطراف الفاعلة القادرة على إلحاق الهزيمة بالتطرف والإرهاب المنسوبين إلى الحركات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم "داعش".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.