المصابيح

اللحظة
اللحظةُ في عينِ الأزمانِ تَمُرْ
هِيَ نبضٌ ينشأُ في أوصالِ العُمْرِ
وفي أمواجِ الخَلقِ
لتصنعَ سرَّ الدَّهر
الحزن
الحزنُ دموعُ القلبِ وليسَ دموعَ العينْ
إذا انبعثتْ من حَرِّ الصدرِ الآهُ
وأغْضَتْ للألمِ الأهدابُ
ستعرفُ معنى الحزنِ
إذا ما أطبقَ ثغرُ البوحِ
وصارَ الصَّمت نجيَّ اثْنيَنْ
الصدق
إنَّهُ قلعةُ النفوسِ النِّبيلهْ
قد أذابَ الزمانُ فيه ندى الدهرِ
يساقي سناهُ عمرَ الطُّفولَهْ
فإذا ما استقامَ عودُ الأماني
وتعالتْ إلى بدورٍ ظَليلَهْ
زرعَ الصدقُ في النفوسِ إباءً
تاركاً للذبولِ نَبْتَ الرَّذيلَه
ينطق الصدقُ بعد لَأيٍ
ويَخضرُّ في تراب الفَضِيله
الغضب
شرارةٌ حطبْ
تَسرِي إِلى الهشِيم في النَّهارِ والدّيجُورْ
والريحُ إذ تثورْ
يصرخُ الوعيدُ بالوعودْ
فتدمعُ العيونُ بالمطرْ
من ظالم وما ظلمْ
بغيرِ ما سببْ
من سوءةٍ تُثيرُها الظنونْ
تُجسِّدُ الشكوكَ والرِّيَبْ
من ثورةٍ تَضيقُ بالنفوسِ
كيْ تستنبتَ الغضبْ
الأخوة
للدَّمِ الممزوجِ بالطهرِ إخاءْ
ولهُ عهدٌ مصونٌ وحياءْ
وله الحبُّ الذي يختارنا دونَ اختيارْ
إنَّه العِرقُ الَّذي صار أباً
يجمعُ الأبناءَ في روضِ الإخاءْ
يُثمرُ العِرقُ الذي يُورِثُ
في القلبِ الوفاءْ
يَعبقُ الحبُّ الذي يروي من العَطفِ الظِّمَاءْ
غَيمة تُمطر وداً وأمانينا اشْتِهَاءْ
فطرةُ النَّفسِ النَّدى
والعداواتُ اقتدَاءْ
فمتى تصحُو قلوبٌ لا ترى غيرَ الشَّقاءْ
ومتى يعرفُ منْ يغضي على الكرهِ الإِباءْ
ما سلا قلبٌ وفي شِرْيانِهِ تسري الدِّماءْ
وإذا طال على الوقتِ الجفَاءْ
ومضى الدَّهرُ إلى ليلِ اغترابٍ
وتهيَّأْنا إلى وعدِ اللِّقاءْ
إنما يبقى الصدى يُذْكي الإِخاءْ
الكرامة
للكراماتِ عهودٌ لا تُحَلْ
تتمنَّى بعدَ جهدِ العُمْرِ
أصباحاً بلا شوكٍ وآلاماً أَقَلْ
تتهادى مثلَ أعيادِِ الأَملْ
فطرةُ النَّفسِ وفي أَعماقِها
يتعالى الحُرُّ عن هُونٍ وَذُلْ
شرفُ الإِنسانِ ما لم يبتذلْ
شرفٌ يرقى على كلِّ المُثُلْ
الفكر
قسْ حجمَ الرأسِ لدى الإنسانْ
حدّقْ كيفَ الفكرُ النابهُ يصنعُ عصراً وسموقاً
أكبرَ من حجمِ الأزمانْ
كيفَ يكونُ الفكرُ لسانْ
وكيفَ يكونُ سِنانْ
إنْ أطلقَ أطياراً منْ أسرِ القيدِ
وحَرَّرَ أيدي الريحِ
منَ السجَّانْ