أن يثق فيك القاضي ويجعلك منتخب أحد طرفي النزاع في قضية زوجية فهذا وارد والله المعين، أما أن يحضر الطرف الآخر الى فضيلته ويختار ذات المنتخب الذي اختاره القاضي للطرف الأول فهذا ما لم أكن أعرفه حتى كان ذلك اليوم بمكتب فضيلة مساعد رئيس محكمة مكة الكبرى الشيخ عبدالملك ابن الشيخ عبدالله بن دهيش الذي قال لكاتب ضبطه السيد هاشم البار رحمه الله (أعطِ ملف القضية لعبدالرحمن عمر خياط والتفت فضيلة الشيخ عبدالملك اليَّ قائلاً الله يعينك فقلت له كيف أكون منتخب الطرفين فرد عليَّ هذا جائز وأفهم فضيلته طرفي النزاع بأن قرار هذا الرجل سيكون نافذاً عليكما اذا انا وافقت عليه دون تردد ابدا وليس من حق أحدكما الاعتراض عليه وقد اخترتموه منتخباً فأخذت الملف وأنا أقدم رجلا وأؤخر اخرى وتوجهت الى منزل العم محمد محمود سفر رحمه الله واطلعته على الأمر فوجهني الى خطوات أسير على ضوئها وخرجت من عنده وانا أحمل هماً كثيراً لانني قليل الخبرة في مثل ذلك ثم إن ناظر القضية رجل في قامة ابن دهيش معروف عنه الجِدُّ وعدم التراخي)، وأسباب ادخالي في القضية هو انني حضرت لاداء عملي مراقبة الدوام وكالعادة دخلت غرفة المحاسب الزميل الأخ الشريف محمد سالم العمري لأن بيان الدوام حضوراً وانصرافاً دائماً أجده عنده وذلك اليوم قال لي المحاسب ان بيان الدوام تجده على ماصة فضيلة المساعد الشيخ عبدالملك فذهبت الى غرفة فضيلته وكان يتأهب للنظر في قضية زوجية فسلمت على فضيلته وقام الزوج فؤاد سلطان ابن اخي وسلم عليَّ فسأله فضيلة القاضي وسألني في نفس اللحظة ما هي الصلة بينكما؟ فقال له فؤاد انه عمي فقال (اشطب القضية من دفتر الضبط واعطِ الملف لعبدالرحمن خياط ليكون منتخب ابن أخيه)، والتفت فضيلته اليَّ وقال أليس عيبا عليكم أن تكون لكم قضية بالمحكمة وكان المفروض ان تصلحوا بين الناس فأنت مفتش محاكم وأخوك صحفي كبير وهذه العبارات التي وجهها إليَّ كانت كالسهم وبعد عدة اجتماعات بمزرعة دغش الطلال رحمه الله تبين لي ان ابن اخي ..... فجئت فضيلته في منزله وسلمت وقدمت الملف اليه للحكم بزيارة لامه فقال لي اكتب هذا وضع الكتاب في الملف ففعلت وقدمت الملف فقال لي آتني به في المحكمة وتعلمت من هذه القضية من فضيلته جزاه الله خيرا وبعدها صرت كلما نابتني نائبة أحضر اليه فاجد راحة لتوجيهه ولذلك فانني سوف أظل ما حييت اعترف بفضله وأسأل الله ان يثيبه ويجعل ما يقدمه لي وللجميع من خير في ميزان حسناته انه ولي ذلك والقادر عليه.