أبدى أعضاء الوفد الأمريكي الذي زار المملكة مؤخراً اعجابه الشديد بالمشاريع التي شرعت أمانة محافظة جدة في تنفيذها بالمدينة، وتلك المشاريع المستقبلية خاصة مشروع تطوير وسط جدة والحدائق النوعية. جاء ذلك خلال زيارة الوفد المكون من 25 عضوا يمثلون 11 شركة من ولاية مينيسوتا برئاسة كيت أليسون عضو لجنة الخدمات المالية ولجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب في ولاية منيسوتا إلى أمانة محافظة جدة ظهر أمس الأول الاثنين يرافقهم القنصل العام للولايات المتحدةبجدة مارتن كوين وعدد من أعضاء مجلس الأعمال السعودي الأمريكي. واستقبل نائب أمين محافظة جدة المهندس خالد بن فضل عقيل وعدد من مسؤولي الأمانة الوفد الذي يزور عدداً من المدن السعودية هذه الأيام بهدف دعم وتنمية العلاقات بين البلدين ودعم العلاقات التجارية والاقتصادية. وأطلع المهندس عقيل الوفد الأمريكي على مشاريع الأمانة والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى مستقبل المدينة ودورها في التنمية التي تشهدها المملكة ويأتي على رأس ذلك الخطة الإستراتيجية للمدينة التي أنهت الأمانة من إعداد مسودة لها وسيتم طرحها خلال الأيام القادمة والتي تشمل عددا من محاور التنمية لجدة خلال ال20 عاما القادمة. وأشار عقيل إلى أن خطة جدة الإستراتيجية 1450ه تتضمن دراسة الوضع الاقتصادي لاحتياجات التنمية في منطقة مكةالمكرمة، ودراسة احتياجات التطوير العقاري في جدة، ودراسة الإسكان الميسر، ودراسة التطوير الجزئي والذاتي لعدد من المناطق العشوائية، وتهدف الإستراتيجية إلى تنظيم التنمية المستقبلية لمدينة جدة حيث ترتكز على العديد من المحاور الأساسية تشمل المناطق الحضرية وأنماط استخدام الأراضي، الاقتصاد المحلي، البيئة، الخدمات الاجتماعية، الثقافة والتراث، السياحة والنقل، البنية التحتية،إدارة الواجهة البحرية، المساحات المفتوحة والترفيهية، الإسكان، المناطق غير المخططة (العشوائية) . وأكد أن أمانة محافظة جدة وبالتعاون مع خبراء عالميين ومحليين قامت بوضع الخطوط الأولية لإستراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة جدة والمراكز التابعة لها، وتتطلب هذه الإستراتيجية التعاون الايجابي بين مختلف الجهات المقدمة للخدمات منها الحكومية والخاصة وتضافر لجهودها للوصول إلى رؤية موحدة وواقعية لمدينة جدة ومستقبلها لعام 1450ه وهو ما يتطلب طاقات وخبرات لتوفير البني التحتية، وشبكات الطرق والنقل العام، ومناطق ترفيهية بما يتناسب مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية المتنامية لمدينة جدة، مع الحفاظ على البيئة السليمة والنسيج العمراني والاجتماعي المترابط وتعزيز دور جدة الاقتصادي وتفردها كبوابة رئيسية تربط منطقة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بسائر أرجاء المعمورة والعالم الإسلامي في آن واحد. وأشار نائب أمين جدة إلى أن خطة جدة الإستراتيجية تهدف إلى تكوين رؤية وإطار حول مستقبل مدينة جدة وتطورها، وتطمح هذه الرؤية إلى تحويل مدينة جدة إلى مدينة عصرية. ذات خصائص تنافسية دولية قادرة على تقديم نوعية عالية من الحياة وحماية البيئة، وهو ما يتطلب مشاركة كافة الأطراف المعنية بعملية التطور المحلي للمدينة، سواء كانوا من السكان المحليين، أو رجال الأعمال، أو المستثمرين، أو غيرهم من الشركاء الحكوميين، وذلك بهدف بناء جدة قوية للأجيال الحاضرة، والمستقبلية، وذلك خلال أربعة أهداف يتم العمل عليها نابعة من رؤية مدينة جدة، تتمثل في تأمين نوعية عالية من الحياة لمواطنيها، وساكنيها، وزوارها، حيث أن عدد سكان جدة يزيد على 3 ملايين نسمة، وهي تحتاج إلى الحفاظ على وضعها المميز، وقدرتها على جذب الأفراد إليها لأغراض التعلم، والسياحة، والعمل، والإقامة، والترفيه، وذلك في جو مفعم بالازدهار والأمن، ولتحقيق هذا الهدف، فعلى المدينة أن تقدم نوعية عالية من الحياة لكل قاطنيها، ومواطنيها، وزوارها. وأضاف أن الهدف الثاني من الإستراتيجية جعل جدة قطب الرحى للعالم الإسلامي وذلك نابع من دور جدة التاريخي كمعبر للحجاج والمعتمرين القاصدين الأماكن المقدسة في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وهو ما يلقى عليها مسئولية كبيرة أمام العالم الإسلامي، وأيضا لكي تصبح مركزا تجاريا وسياحيا عالميا يتمتع بالمرونة والديناميكية ببناء موقع استراتيجي لها، وتقاليد تجارية خاصة بها، وقاعدة اقتصادية متنوعة لتصبح إحدى المراكز التجارية والسياحية العالمية الفريدة وذلك بهدف تحقيق نمو مستديم والحفاظ عليه والعمل مع الإدارة التنفيذية البيئية، لتحقيق الانسجام مابين السياسات، والمشاريع من ناحية، والممارسات وخطط التنمية الحالية من ناحية أخرى. وتطرق المهندس خال عقيل خلال مناقشاته مع الوفد الأمريكي إلى مشاريع تطوير الواجهة البحرية الذي بدأت الأمانة في تنفيذه في الكورنيش الشمالي على طول 12 كيلو متراً ومن بعده سيتم تطوير الكورنيش الأوسط بطول 4,5 كيلو متر ، بالإضافة إلى مشاريع المناطق المفتوحة وعلى رأسها مشاريع شرق الخط السريع الغابة الشرقية والأراضي الرطبة وسفاري بارك والمنتزه الوطني، فضلا عن مشاريع تطوير المنطقة التاريخية والذي يشرف عليه أحد اكبر بيوت الخبرة الفرنسية بالتعاون مع اليونيسكو في مجال ترميم المباني التاريخية وسيتم بموجبه إعداد دليل فني يستطيع أي مواطن في المنطقة التاريخية التي يوجد بها مباني تعود لأكثر من 300 سنة إعادة ترميم منازلهم، فضلا عن مشاريع البنية التحتية الجاري تنفيذها سواء كانت مشاريع الصرف الصحي أو الكباري والجسور وغيرها من المشاريع الموجودة بالمدينة. ومن جانبه أعرب الوفد الأمريكي عن سعادته بزيارة جدة لما تمثله من نقطة إشعاع حضاري وثقافي، معربين عن تقديرهم للحفاوة والترحيب وكرم الضيافة التي قوبلوا بها، دعا وفدا أمريكيا من أصحاب الأعمال إلى تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين السعودية والولايات المتحدةالأمريكية في مختلف المجالات الاقتصادية، وطالبوا بإقامة العديد من الاستثمارات المشتركة التي ستعود بالفائدة على البلدين الصديقين، مؤكدين أن السعودية هي الشريك التجاري الأول لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط. من جانبه.. أشاد عضو لجنة الخدمات المالية ولجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب في ولاية منيسوتا السيد كيت أليسون (وهو أول عضو مسلم في مجلس النواب الأمريكي) بالتطور الكبير الذي شهده الاقتصاد السعودي في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى إعجاب الوفد خلال زيارته الحالية بحركة الإنشاءات والتعمير الموجودة في كل ربوع السعودية، ولاسيما على صعيد المدن الصناعية التي ستساهم في تحقيق طفرة كبيرة للاقتصاد السعودي في الفترة المقبلة وستساعد على تنويع مصادر الدخل بشكل كبير علاوة على احتواء عدد كبير من العمالة، مشيرا أن ذلك سيدفع إلى المزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية بين الجانبين. وقال ديفيد كالاهان نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الأمريكي - أحد أعضاء الوفد الأمريكي- أنهم حريصون على التعاون مع شركاء الأعمال السعوديين لتقديم أحدث المنتجات والتكنولوجيا في ولاية مينيسوتا لدفع أهداف التنمية الطموحة في المملكة العربية السعودية، حيث تسعى الشركات إلى توسيع نطاق الفرص التجارية خارج أمريكا، ومنها عدد من الخدمات في قطاع الصحة والتأمين والموارد المائية والبناء وصناعة خلط الأسمنت والتعدين والزراعة، والتبادل الحراري لتنظيف الأنابيب، ومعدات التنظيف التجارية والصناعية، والطلاء المعدني.