تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة وبأغلبية كبيرة أمس قراراً يطالب بتأمين انتقال سياسي للسلطة في سوريا ، ويعني هذا القرار بلغة أخرى أن الأسد فقد شرعيته الدولية وأن العالم لم يعد يثق به كرئيس في اطار ما يشنه من حملة منظمة ضد شعبه اسفرت هذ الحملة قتلاً وتشريداً ومذابح لم تتوقف حتى لحظة اصدار القرار وما يدور في حلب خير شاهد على ذلك. ويجيء هذا القرار الدولي في وقت أعلن فيه كوفي عنان استقالته من مهمته التي اسندها إليه المجتمع الدولي والجامعة العربية لمعالجة الوضع في سوريا وهذه الاستقالة تعني اعترافاً صريحاً من عنان أنه لم يعد قادراً على انجاز ما يوقف المجازر والعنف وقد سبق وأن أدلى باعتراف ضمني بفشله ولكنه اليوم يوثق لهذا الفشل الذي اختاره لنفسه بالارتماء في احضان روسيا وتجاهل الحقائق على الأرض مما أعطى اشارات سالبة للنظام السوري أن يمضي في العنف الذي لازال يحصد المزيد من الابرياء ويدفع بجموع الشعب السوري لطلب اللجوء في دول الجوار. إذن لقد ذهب عنان غير مأسوف عليه وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك تحركاً جاداً على صعيد مجلس الأمن ليعزز من القرار الذي أصدرته أمس الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى يتم انتقال سلس للسلطة بدون الأسد ونظامه وقمعه الذي عانى منه الشعب السوري.