يدشن صباح اليوم الاثنين مهرجان البُر في نسخته ال4 بمركز بللسمر التابع لمنطقة عسير. ويعتبر مركز بللسمر الواقع إلى الشمال من مدينة أبها بحوالي ال 100 كلم معروفًا بموقعه الاستراتيجي وبمناخه الذي تكثر فيه الأمطار مما يسهم ويساعد على إنتاج المحصول الذي أصبح يتم تداوله في جميع مناطق المملكة . وشهد المهرجان خلال النسخ ال3 الماضية إقبالًا كبيرًا وتهافتًا على شراء البُر الأسمري الذي يبلغ سعر المُد منه حوالي 50 ريالًا نظرًا لجودته ولتميز طعمه ولاحتوائه على قيمة غذائية عالية الجودة، حيث يعتبر من أغلى وأفضل أنواع الحبوب في المملكة. ويهدف المهرجان الذي أصبح حدثًا ينتظره أهالي مركز بللسمر سنويًا إلى تسويق منتج البُرّ لكي يصبح منتجًا اقتصاديًا على مستوى المملكة، من خلال عرض أنواعه المتعددة التي تشتهر بها المنطقة ومنها الصِّيب والمابيّة والقياظ وإقامة المزاد عليها وتسويقها إضافةً إلى عرض منتجات البُرّ الأسمري في قسم الأُسر المنتجة خلال أيام المهرجان. وشكل المهرجان منذ اعتماده تجربة مميزة ساهمت في تشجيع المزارعين بالمنطقة على بذل المزيد من الجهد للاهتمام بالمنتج والعمل على معرفة حجم الإنتاج والتسويق لهذا النوع من الحبوب الذي تستفيد منه الكثير من الأُسر في عمل وجباتها الشعبية التي تشتهر بها المنطقة. وساهم مهرجان البٌر بللسمر بالفعل في دفع عجلة الاقتصاد بالمركز، وأوجد سوقًا رائجة للمزارعين والأسر المنتجة من خلال العائد الاقتصادي الكبير الذي يدخل عليهم سيما وهو لا يكلفهم أيضًا عناء توفير المياه حيث ينمو على سقيا الأمطار. ويوجد بالمركز حوالي 6 آلاف مزرعة تنتج الواحدة منها ما بين 50 إلى 60 كيسًا من البُر، والكيس الواحد يحوي ما يقارب 15 مُدًّا ويتم تسويقه في سوق الاثنين ببللسمر ، كما يتم تسويقه في كافة مناطق المملكة. ويعتبر البر الأسمري أهم محصول زراعي واقتصادي لأهالي المنطقة منذ القدم، وقد سمي بذلك نسبة إلى أحد أجود أنواع القمح الذي ينتج في بلاد بللسمر. يذكر أنه قد عُثر مؤخرًا على وثيقة تاريخية لأحد المستشرقين الغربيين يذكر فيها أنه زار بلاد بللسمر ووجد بها حنطة هي الأجود في الوطن العربي.
