يوميات في كلمات ..!

حِين بَدَأ القَلَم -فِي هَذه الزَّاوية- يَقرع بَاب اليَوميّات ويَكتب عَنها، وَجَدَ القبول والأحضَان الثَّقافيّة المَفتوحَة، التي تُرحِّب وتُهلِّل، وتُقدِّم القَهوة والشَّاي لَها، علّها تَزيد وتَزيد..!
والقَلَم أمَام هَذا "الحُضن الدَّافئ" لَم يَجد عُذراً ليَقول: "لا" لليَوميّات، بَل قَال: "نَعم" في وَجه مَن استَعطفوا القَلَم..!
(السَّبت)
يُعجبني قَول الفَيلسوف "كلودي بيبر" حِين قَال: (الحيَاة كقيَادة الدَّراجَة، فإنَّكَ لا تَسقط عَنها إلَّا إذَا تَوقَّفت عَن تَحريك الدَّواسَات).. وهَذا كَلامٌ بَديع، ويَليق بالمعنَى الرَّفيع.. ولَكن مَاذا عَن أُولئك الذين لا يَملكون "درّاجَة"..؟!
(الأحد)
حَاولتُ أن أَجِد مَفهوماً للسَّعادة، فتَطايرت الأفكَار؛ حتَّى عَثرتُ عَلى مَقولة مَغمورة لأحدهم يَقول فِيها: (السَّعادة كُرَة نَركلها بأقدَامنا عِندَما تَقترب مِنّا، ونَركُض وَراءها عِندَما تَبتعد عنّا)، اللهمَّ ارزقنَا الكُرَة حتَّى نَضمّها إلى صدُورنا، كحَارس نَادي الاتّحاد..!
(الاثنين)
حَدَّثنا صَديقي الإعلَامي "عبدالمحسن القباني" قَائلاً: تَصوَّر -يَا أحمد- أنَّني وقت دِرَاستي مَادة التَّربية الوَطنيّة حَصلتُ عَلى دَرجة 90 مِن مائة، بَينما زَميل لي مِن دَولَة عَربيّة شَقيقة حَصَلَ عَلى الدَّرجَة كَاملة 100 مِن مائة.. تُرى أين الخَلَل..؟!
(الثلاثاء)
تَأمَّلتُ الحيَاة، فوَجدتُ أنَّني أتعَب إذَا وَقفت، وأتعَب أيضاً إذَا عَملت، لذَا اخترتُ أن أتعَب وأنَا أعمَل، ذَلك خَيرٌ مِن أن أتعَب وأنَا وَاقِف..!
(الأربعاء)
سَألني صَديقٌ عَن النَّاس؟ فقُلتُ: كَما قَال الأوّل:
النَّاس صنفَان: مَوتى في حَيَاتهم
وآخرون ببَطنِ الأرض أحياءُ !
(الخميس)
أكتُب الآن وأمَامي زُجَاجة مِن العَسَل، فتَذكَّرتُ جُملة "بَلزاك" حِين قَال: (كُلَّما طَال خَجَل المَرأة، طَال شَهر العَسَل)..!
(الجمعة)
إنَّها مسَاحة زَمنيّة تَجمعنا.. جَمعنا الله وإيَّاكم عَلى المَودَّة، والخَير والسَّلام وطيب الكَلام..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: هَذه هي اليَوميّات، فإن لَم تَكُن كَاتباً جيّداً، فكُن قَارئاً مُتَمعِّناً لَهَا..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com