* ماذا لو اتصلت بك إدارة المرور وأبلغتك بالعثور على سيارتك المسروقة منذ 17 عامًا؟! * لاشك أنه خبر سار.. لكن ماذا لو طالبتك إدارة المرور بدفع مبلغ (70 ألف ريال) واجبة الدفع حالاً، نظرًا لوجود السيارة في حجز المرور كل المدة السابقة؟! هذا ما حدث بالفعل لمواطن اختفت سيارته عام 1415ه!! إلاّ أن المواطن رفض دفع المبلغ، أو تسلُّم السيارة التي أصبحت هالكة نتيجة وقوفها فترة طويلة، مبيّنًا أنه ترك كامل بياناته لدى إدارة مرور الرياض عند تقديمه للبلاغ بما في ذلك عنوان سكنه الذي لم يتغير منذ ذلك الوقت. وقد انتهت القضية بتدخل إمارة الرياض التي أعفته من دفع المبلغ المالي المطلوب عليه بعد تدخُّل الجهات الإدارية المختصّة بذلك. **** هذا الخبر يحيلنا إلى قضية سرقة السيارات في المملكة التي كشفت دراسة قامت بها جامعة نايف للعلوم الأمنية أنها احتلت المرتبة الأولى كأكثر الجرائم الاقتصادية انتشارًا في المجتمع السعودي، تلاها جرائم سرقة المنازل، ثم سرقة المحلات التجارية. وأسباب سرقة السيارات، كما جاء في تحقيق صحفي، تنقسم إلى خمسة أقسام: 1- السرقة لممارسة «التفحيط»، وتحتل منطقة الرياض الأولوية لهذا النوع من السرقة. 2- العبث والتسلية لدى المراهقين، حيث تبين لدى الباحثين في «سجن الأحداث» أن لا أهداف إجرامية أو سعي ل«التفحيط» لدى حالات عدة بين المراهقين المسجونين لديهم في قضايا سرقة السيارات. 3- سرقة السيارة لاستخدامها في تنفيذ جريمة ما، ثم إعادتها إلى نفس موقعها، وقد يتورط صاحب السيارة أمنيًّا في حال لم يتمكن من اكتشاف سرقة سيارته في حينه. 4- سرقة السيارات لأجل بيع بعض قطعها في ساحات الخردة، وكانت سببًا رئيسًا في حوادث السرقة خلال سنوات ماضية، إلّا أنه تأخر في ترتيبه، بعد أن فرضت رقابة أمنية صارمة صعبت تمرير المسروقات فيها. 5- وأخيرًا المرض النفسي. **** المذهل في دراسة جامعة نايف ما يقوله مُعدها د.إبراهيم الزبن، رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقًا، من صعوبة تطبيق أركان السرقة على واقعة سرقة السيارات لصعوبة إثبات توافر القصد الجنائي بإثبات أن سارق السيارة أخذها بنية الانتفاع الاقتصادي كالتملك؟! وأنهي هنا بالحكم الذي أصدرته الدائرة الثانية بديوان المظالم بالرياض، والذي قضى بتغريم «مرور الرياض» مبلغًا وقدره «110» آلاف ريال لصالح مواطن سُحبت سيّارته عن طريق المرور قبل 7 أعوام وبقيت مركونة في حجز المرور دون أن يعرف صاحبها عنها شيئًا، وذلك رغم إبلاغه إدارة المرور بفقدان سيارته، بجانب بحثه المتواصل عنها طوال هذه المدة. وهو ما أنصح المواطن الذي حُجزت سيارته لمدة 17 عامًا بفعله.. إذا ما أثبت تقاعس المرور عن إبلاغه بمصيرها كل تلك المدة، بل ومطالبتها له بمقابل مادي لحجزها في إدارة الحجر بالمرور.. دون وجه حق قانوني!! * نافذة صغيرة: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ).. المائدة - الآية 45. [email protected]