الاستجابة لمطلب أبي متعب

كَم هُو رَائع وجمِيل وَيدخل للنَفس البَهجة والسَعادة والسُرور عِندما تَرى وتَسمع مَن بِيده تَصريف أمُور البِلاد المُحب لِشعبه أنْ يَطلب مِنهم أنْ لَا يَنسُوه مِن الدُعاء - أيها الشعب الكريم : يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولا تنسوني من دعائكم – ففِي هَذا الطَلب تَوضيح لِمدى تَرابط العِلاقة الممَيزة بَين الحَاكم والمحكُوم ، فَكم مِن أيَاد بَعد ذَلك الخِطاب ارتَفعت فِي غَسق الدُجى تَدعو مَولاها الحَق لِولي أمْرها بِصادق الدُعاء بِظهر الغَيب ، فَهذا الدُعاء لمْ يَكن أمْراً ملَكياً يُنفذه الشَعب ، بَل كَان ومَازال مِن دَاخل القَلب لِملك صَالح أحَب الشَعب وأحبُوه ، فمَا أرْوع هَذا التَرابط الذِي يَدل فِي مَضمونه عَلى قُوة التَلاحم الوَثيق والعَميق بَين الحَاكم وشَعبه ، وهَذا الأَمر بِطبيعته لَيس بِمستغرب ، فالشَعب فِي قَلبه حُب آل سعُود مِن قَديم الزَمن ، ومَا هَذا إلا تَجديد للعَهد والوَفاء لِمن حُبهم سَكن القلُوب بِطيبة نَفس ورضَاء ، وقَد يقُول قَارىء لِماذا لمْ أنْشر هَذا المقَال بَعد جُمعة الفَرح 13 / 4 / 1432ه التِي مَضى عَليها فَترة مِن الزمَن تَجاوزت العَام ؟ والحَقيقة أن مَا جَعل قَلمي يَسكب مِداده لِيخط هَذه الكَلمات اليَوم هَدية قَيمة تَلقيتَها مِن شَقيقي الدكتُور / عبد الله مَتمثلة فِي كِتاب دُعاء خُصص لخَادم الحَرمين الشَريفين المَلك عبد الله بن عبد العزيز آل سعُود حَفظه الله ورَعاه ( دُعاء المنفَرد بالله ) وقَد ذَكر أخِي الحَبيب فِي مُقدمة الكِتاب – مُنذ أنْ سَمعت نِداءك اهْتز قَلبي بِكلماتك العَذبة النَدية التِي تُناشدنا أنْ لَا نَنساك مِن صَالح الدعَاء ، عَكفت أفَكر كَيف لمثْلي أنْ يُجيب نِداءك ، فَقلت سَمعاَ وطَاعة وبِراً وحُباً فِي الله حَتى هَداني الله تَعالى ووفَقني لِنسج هَذا المؤَلف المتوَاضع – فَأيقنت بِأن الدعَاء لِأبي مِتعب لمْ يَكن مَحدود الزَمان بلْ أَنه لَازال دُعاء مُستمرا مِن قَبل شَعب أحَبه بِصدق .
اللهُم إنَا نَسألك لِولي أمْرنا عَبدك خَادم الحَرمين الملكْ عبد الله بِن عبد العزيز خَير المسْألة ، وخَير الدعَاء ،وخَير النَجاح ، وخَير العَمل ، وخَير الثَواب ، وخَير الحَياة ، وخَير الممَات ، وحَقق أمَانيه ، وارفَع دَرجته ، وتَقبل خَيره وخواتِمه ، وأولَه وآخِره ، وظَاهره وبَاطنه ، وأكرِمه بالدَرجات العُلى مِن الجَنة . اللهُم آمِين .
نبيه مراد العطرجي-مكة المكرمة