بمثل ما تتيح الأيام الثقافية السعودية التي تقام في عدد من بلدان العالم الفرصة أمام الثقافة السعودية للتعريف بمنجزها في هذا المجال، فإنها أيضًا تفتح المجال أمام الفنون البصرية لتعبر عمّا وصلت إليه المملكة في هذا المجال الحيوي، وقد كانت الأيام الثقافية السعودية التي أقيمت مؤخرًا بمنظمة اليونيسكو فرصة أمام (12) فوتوغرافيًا وفوتوغرافية سعودية لتقدم إبداعهم في هذا المجال في المعارض التي صحبت هذه الفعالية.. ومن بين المشاركات الفنانة الفوتوغرافية هند سعد التي قدمت أربعة أعمال ضوئية عكست موضوعات من الثقافة والطبيعة المحلية، مستفيدة من تجاربها السابقة في هذا المجال، فهي عاشقة للكاميرا منذ نعومة أظافرها، حيث كانت تقوم بالتقاط صور في محيط الأجواء العائلية والتذكارية للمناسبات، معتزة في ذلك بصور التقطتها لجدتها وجدها قبل وفاتهم، صور صارت لها قيمتها عند عائلتها، ومع مرور الأيام واكتساب التجربة دخلت هند المجال من بابه الاحترافي وتحديدًا في العام 2008م.. لتبدأ هند في مرحلة جديدة مع عالم الكاميرا، فتكونت لديها حصيلة رائعة من الصور، حيث تشرفت بالتقاط صور للمسجد الحرام والمسجد النبوي ومواقع التراث المحلي سواء من معمار أو عادات أو حرف، لتشارك بها في العديد من الفعاليات المحلية والعالمية من بينها المشاركة في معارض المهرجان الوطني للثقافة والتراث الجنادرية 27، والمعرض الفوتوغرافي المصاحب للمؤتمر الهندسي العربي السادس والعشرين بهلتون جدة، والمعرض الفوتوغرافي من ملتقى التراث المعماري الثاني جدة، والمعرض الفوتوغرافي الجماعي «أثير الضوء» بالمركز الطبي الدولي جدة، والمعرض الفوتوغرافي «عيون حجازية « ضمن فعالية معرض «لمسة الملكة بعيون حجازية»، بجانب المشاركة في فعالية مسيرة مملكتي الفوتوغرافية 2010 بالمنطقة الأثرية بمدينة جدة نوفمبر 2010م. أما خارجيًا فقد شاركت هند في معرض جامعة هامبورغ بألمانيا عام 2011م، ومعرض فرجينيا عن معرض المجتمع السعودي في العام نفسه، الذي شهد أيضًا مشاركتها في معرض «تقارب» الفوتوغرافي بمركز مطر للفنون بدبي وكانت المشاركة السعودية الوحيدة مع مجموعة من الفوتوغرافيين العرب، فضلًا عن العديد من المشاركات في مسابقات داخلية وخارجية مختلفة. جهد ذاتي من كل هذه التجربة ترى هند أن: الإبداع يأتي أولًا من المصور متى ما اكتسب الثقافة الضرورية في إنجاز عمله، ثم تأتي الكاميرا بوصفها عاملًا مهمًا بالاستفادة من خصائصها بصورة احترافية تخرج كل مكنوناتها.. معتبرة أن وجود الكاميرات الرقمية لا يقلل إبداع المصور الفوتوغرافي، مشيرة إلى أن أي تطور للكاميرات الرقمية يكون ثورة لصالح الفوتوغرافي وتحديا جديدا له ليبحر من خلال تلك التقنيات وإظهار أساليب متجددة وخاصة، مرجعة سبب قلة معارض الفن الفوتوغرافي إلى عدة امور منها قلة الرعاة والدعم خاصة في ظل عدم وجود جمعية لها أسس قوية في المملكة مقارنة بالدول الأخرى، مبينة أن جهد الفوتوغرافيين في أغلب المناطق ذاتي، وأن بعضهم سعى إلى تكوين جماعات متعددة أصبحت لها بصمات على مختلف مناطق المملكة ويشهد لما تبذله في سبيل تحقيق ثقافة الصورة والمصوريين والبعض الاخر بمجهود فردي استطاع تحقيق نجاحات عالمية وقطف ميدليات ومراكز بعيدة عن احتواء أي جمعية أو هيئة فوتوغرافية تذكر. حركة حديثة وحول عدم حظوة الفن الفوتوغرافي بالاهتمام كما يحدث للفن التشكيلي تضيف هند بقولها: ذلك سببه حداثة الحركة الفوتوغرافية على الصعيد المحلي بشكل عام عن الحركة التشكيلية الاسبق والتي فتحتت لها المدارس الاكاديمية من تأسيس الجامعات والكليات كمثل العلوم والتخصصات الاخرى ومن جهة اخرى الدعم الاكبر التي تحظى به الحركة التشكيلية من قبل وزارة الثقافة الاعلام والجمعيات المختصة بها وان كانت انشطتها فقيرة ومحدودة، كما نجد أن حداثة هذا الفن لدى المجتمع له دور حيث بدأت والحمد لله ثقافة الصورة والفن الفوتوغرافي بين الناس والهيئات بمختلف انواعها الحكومية والخاصة حيث بدات في ادخال الانشطة الفوتوغرافية ضمن مهامها الاجتماعية وضمن اوراق العمل ونجدها تقيم معارض فوتوغرافية على هامش المؤتمرات والفعاليات المفتوحة لتكون المعارض الفوتوغرافية المصاحبة مظهرا مساعدًا في ابراز اعمالها او اهدافها والصور هنا في تلك المعارض نجدها كما يقول المثل المعروف «الصورة تغني عن الف كلمة« واعطت مجالا خصبا لمشاركة الكثير من الفوتوغرافيين وتعويض قصور الجمعيات الثقافة المتفرقة، ولهذا أتمنى أن تكون هناك جمعية ذات بنية قوية وراسخة لتضم الحركة على مستوى الدولة وتنافس باعمال الفوتوغرافيين التي تضمهم وتقدمهم لتنافس الجمعيات في الدول المجاورة، والتي كما هو معروف فشلت في التكون وماتت قبل أن تحيا. كما أن بعض الفنانات الفوتوغرافية يجدن صعوبة في النزول وممارسة التصوير في بعض مناطق المملكة لعدم تعود رؤية المجتمع هناك للفتاة وهي تحمل الكاميرا وملحقاتها.