كشفت الكثير من القطاعات التجارية في المملكة قدرة الفتاة السعودية على إثبات نجاحات ملموسة، واقتحمت مجالات كان يعتقد فيما سبق أنها حكر على الرجال، ولم تعد قطاعات التعليم والطب، والبنوك، والتجميل والتفصيل، هي المجالات المحدودة التي يمكن أن تستقطب المرأة السعودية، بل تمكن العنصر النسائي، من اقتحام قطاعات مثل العقار والتسويق، والمبيعات، بل كان لها بصمة واضحة، وحققت نجاحات ملموسة. ولم يكن معرض جدة العقاري بجدة تجمعًا لرجال المال والأعمال فحسب، بل أضحى مركزًا مهمًّا للفتاة السعودية لإبراز مهاراتها في التسويق العقاري، وبيع الوحدات السكنية، جنبًا إلى جنب، ومنافسًا قويًّا للرجال الذين كان لهم باع طويل في هذا القطاع. فاستقبل معرض جدة للعقار الذي اختتم فعالياته مؤخرًا في دورته العاشرة، والذي أُقيم في مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات آلاف الزوار، وكان أكثر ما لفت انتباه الحضور خلال الفعاليات وجود الفتاة السعودية، ولكن ليس كزائرة، بل كمسوّقة تستقبل الزوّار في أجنحة شركات العقار المختلفة، وشرح العروض التسويقية بكل ثقة واقتدار، إضافة إلى الإجابة عن تساؤلات المطروحة لها ممّا يعكس قدرتها ومقدرتها على الإقناع، وتوضيح كل ما يخطر على بال الزائر سواء كان رجلاً أم امرأة. ووجدت أبرار المربعي ذات الأربعة والعشرين ربيعًا وهي مصممة ديكور داخلي، في المعرض فرصة ذهبية لإطلاق مواهبها في التسويق العقاري، والتعرف عن قرب عن العقارات حيث تقول: «بالرغم من تخصصي في الديكورات إلّا أنني اكتنزت الفرصة والمشاركة مع إحدى الشركات كمسوّقة لما أجده في نفسي من قدرات على إقناع العميل على الشراء». وتضيف: «عملت مع عدد من الشركات لكن هذه هي التجربة الأولى لي في التسويق العقاري، حيث تعلمت كيفية تقديم العرض على العميل، وقبل ذلك طريق التأثير عليه»، مشيرة إلى أنها ستستمر في عملها الجديد الذي وصفته «بالممتع». وعن آلية عملهم مع الشركة تقول زميلتها فيروز فؤاد وهي طالبة جامعية «عملنا مع الشركة يقتصر على أيام المعرض فقط، وتكون المكافأة بالعمولة أي بحسب عدد العملاء الذين ننجح في كسب ثقتهم»، وتستدرك فيروز في حديثها فتقول: «لم نأتِ من أجل المال فهدفنا الأساسي من المشاركة هو التعلم وتنمية مهاراتنا في البيع الذي يعتمد بشكل أساسي على فن الإقناع». وفيما كانت آلاء أشرف كمال التي لم تكمل عامها الثامن عشر بعد، تسترسل في شرح عرض شركتها في إحدى زوايا المعرض لفت انتباهنا أسلوبها المميز في طريقة تقديم العروض، وقالت: «حينما أعلنت الشركة عن رغبتها في مسوقات عقارية عبر المواقع الإلكترونية لم أتردد في تقديم نفسي لهذه الوظيفة خاصة أنني أطمح بالتخصص فيه بعد انتهائي من الثانوية العامة، لذلك لم أنظر إلى المردود المالي كثيرًا فالاتفاق الشفوي الذي بيني وبينهم هو عمولة على البيع فقط 8 ساعات لمدة 4 أيام دون وجود عقد عمل أو نحوه». وتشرح نهى خالد أبرز الأدوار التي تقوم بها حيث تقول: «يبدأ دوامي صباحًا بترتيب البروشورات والكتيبات التعريفية للمشروع، وهو عبارة عن فلل سكنية ومن ثم الاستعداد لاستقبال الزوّار والتعريف لهم بنشاطنا مع سرد الأسعار والمواقع، لذلك يتطلب مني ذلك سرعة البديهة للإجابة عن أي تساؤل من الزائر الذي أطمح أن يكون عميلاً لنا فيما بعد». أمّا المهندس خالد محمد، وهو مدير جناح لشركة عقارات التسويقية فقد ألمح إلى أن شركته تقوم بتوقيع عقود رسمية مع بعض الفتيات اللاتي أثبتن قدرتهن على إضافة مزيد من العملاء عبر العروض التسويقية خلال أيام المعرض، لذلك تعتبر هذه المعارض فرصة لإثبات الوجود، واستعراض القدرة التسويقية التي وصفها ب (فن جلب العملاء).