هَل حَققتْ أهدَافكْ ؟

تَعتمِد المؤَسسَات الخَدمية لِتلبية رغبَات عُملائِها فِي عصرَنا الحاضِر عَلى الأهدَاف التِي تقُوم الإداراتْ المختَصة بهَا بوضعَها مَع مَطلع كُل عَام ، إذْ أنهَا تختلِف مِن عَام لآخر ، وَيطالب الموَظف بهَا دُون إخفَاق ليحْصل عِند تحقِيقه لهَا عَلى أربَاح مَاليه بنسَب مُحددة مُسبقاً ، وَإنْ لمْ يصِل لهَا حُوسِب ، فَترى مُوظفي تِلك المؤسسَات المختَلفة طوَال العَام وَهم فِي إجتهَاد دائِم مِن أجلْ الوصُول إلَى تحقِيق الأهدَاف المطلوبَة مِنهم ليجنُوا ثِمار العَوائد المالِية بَعد تحقِيقها بالشَكل المطلوبْ ، وَهذا أمرْ محمُود مَطلوب فِي جمِيع أمورَنا الحيَاتية لِنسْتشعر بلِذة النجَاح يَوماً بَعد يَوم ، وَلكن هنَاك أهدَاف آخروِية واضِحة ثابتَة فِي كُل عَام ، وَضعهَا مَالك الملكْ ، وَطالبنَا بتحقِيقهَا مَا دُمنَا نعِيش فِي حيَاة الرحِيل مِنها غَير مَعلوم الزمَان ، وَهي مَعلومة عَلى مَر السنِين لَا يجهلهَا أحَد ، وَسنحاسَب عَليها ، وَنحن نودع العَام 1432ه هَل حَاسبنا أنْفسنا تجَاه أهَداف العَام المنصَرم ، هَل حققناهَا كمَا أمِرنا ؟ أمْ قصرنَا فِي تحقِيقها ؟ فَمن هَداه الله لِطاعته وَتمكَن مِن تحقِيق أهدَافه بشقَيها فَقد فَاز ، وَأما مَن كَان جُل إهتمَامه تحقِيق أهدَافه الدُنيوية ، وَالبعضْ اليسِير مِن أهدَافه الآخروِيه فَقد كَسب الدُنيا وخسِر الآخرة ، فَهو فِي مجَال عَمله سَيطالب بِكل الإمتيَازات نَتيجة تحقِيقه الأهدَاف المنَاطه لَه ، وَلكن كَيف سَيطلب مِن خَالقه تَبارك وَتعَالى الرَحمة وَالغُفران وَهو لمْ يحقِق مَا أمَره بِه عَز وَجل مِن أهدَاف دِينية تكُون سَببا مِن أسبَاب وُلوجه الجنَان بِرحمَة الرحمَن ، وَما هِي إلَا ساعات قَلائل لِتفتح لكْ صفحَه جدِيدة بيضَاء تُسجل عَليها أهدَافك للعَام المقبِل ، فحَاول أنْ تُحققهَا كمَا يَنبغي ، لِتغنم بالجَائزة الكُبرى يَوم الحِساب .
همسَه : مِن الخَطأ التعَثر مَرتين فِي الحَجر نفْسه .
وَمَنْ أَصْدَقْ مِنْ الله قِيلاً {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
نبيه مراد العطرجي-مكة المكرمة