حذّر مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الحقد والحسد والضغينة والدعاوى الكيدية وتمنّي زوال النعمة من المسلمين، والحاق الضرر بهم، واشعال العداوة والبغضاء بينهم، والتفرقة وتفتيت الصف، مما يؤثر على أخوتهم ووحدتهم وتعاونهم وتلاحمهم، مطالبا الجميع باتقاء الله في بعضهم البعض، وان يحب المسلم لاخيه ما يحبه لنفسه، وان يكون صدره صافيا سليما نقيا من اي حقد او غلّ او ضغينة او بغضاء لأخيه، وان يعيش الجميع في راحة بال، وان يحمد الانسان الله على ما اعطاه من صحة وراحة بال ومال وجاه، وان ينظر دائما لمن هم اقل منه مالا وجاهًا ولا ينظر لمن هم أعلى منه. جاء ذلك في خطبة الجمعة أمس وخصصها للحديث عن الاسباب التي تملأ القلوب حقدا وحسدا وبغضاء على البعض، وكيف يمكن للمسلم ان يتغلب عليها ويجعل قلبه صافيا نقيا وصدره ليس فيه غل لأحد. وحدد سماحة المفتي مجموعة من الاسباب التي تجعل القلوب غير صافية وتمكن الحقد والحسد منها، وقال ان في مقدمتها نزغات الشيطان، التي توقع القطيعة بين المسلمين بل بين الاخوة بعضهم وبعض، وكذلك داء الحسد فهو الشر المستطير، الذي يجعل المسلم يتمنى زوال النعمة والخير عن أخيه، والغضب الذي هو نوع من الجنون، وقد ارشدنا النبي من التعوذ من الغضب، لان الغضب مما يملأ القلوب شحناء، وكذلك النميمة ونقل الكلام السييء، فهناك من يتفننون في نقل الكلام في المجالس للافساد بين المسلمين، وقد حذرنا من النميمة «لايدخل الجنة نمام» . وقال المفتي العام: إن ما يجعل القلوب تمتلىء حقدا التنافس غير المشروع في الاموال، وهو ظلم للآخرين والتعدي عليهم وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا أخشى عليكم الفقر ولكن اخشى عليكم الدنيا فتهلككم كما اهلكت من قبلكم، وحذرنا رسول الله من الشّح لانه اهلك من كان قبلنا، كما حذر المفتي من الطمع في الرئاسة والمناصب، التي تجعل الانسان يحقد ويحتقر الاخرين ويتتبع عثرات وسقطات ومثالب غيره ولا يرضى بما قسمه الله له، وكذلك المزاح الذي يخرج عن حدّه، الذي ينقلب الى غضب وانتقام وحقد وشحناء للقلوب والتقاطع بين الناس. واضاف المفتي ان هناك اسبابا ترشدنا الى اتقاء القطيعة ومنها الاخلاص لله في اقوالنا واعمالنا، لان الاعمال اذا كانت خالصة لله فانها تبعده عن الامور كلها، وان يرضى الانسان بما قسمه الله له، وان نتدبر القرآن الكريم، وان نتذكر يوم الحساب امام الله، وان ندعو للماضين والحاضرين وندعو للسابقين الاولين الذين سبقونا للايمان، والصدقة واخراجها وعدم سوء الظن، وافشاء السلام على من عرفنا ومن لا نعرف، والبسمة في وجه اخيك صدقة، وبعد الانسان عن الاشتغال على ما يعنيه وقصره فيما يعنيه، وحب الخير للمسلمين والحرص على ما ينفعهم، والزهد فيما عند الناس ومن خالط الناس ان يصبر ويتحمل، وان يتعامل معهم بالصدق والاخلاص.