يبدو أن الجوع بلغ ذروته في هذا الزمن حتى اضطر بعض علمائه أكل لحوم العفاريت و الجن الأزرق ، على أن الإسلام حرم أكل لحوم الناس بالغيبة أو النميمة قطعيا إلا أن بعض علماء العصر يستبيحون لحوم ولاة الأمر بل و يجعلون الدعوة لأكلها ( عامة ) لكل الفئات على اختلاف الأهواء و الأعمار و العقليات ، و المفارقة هنا هي في أشد تناقضاتها ، فلا يزال كثيرون يحذرون من أكل لحوم العلماء المسمومة التي تهلك من توسوس له نفسه بشمها و تقذفه في سقر ، و يعتبرون أكل لحوم ولاة الأمر جهادا أكبر و كلمة حق لا يقولها إلا صنديد شجاع ، و حين نتابع أفلام هذه الفئة من المحسوبين على الدعوة للإسلام على الشبكة العنكبوتية ، نرى كيف وقعوا بشرك العنكبوت و لم يحسنوا الخلاص من شباكه ، فأعماهم الضوء الباهر ولم يتمكنوا من رؤية المصلحة العامة على ضخامتها و لم يحسبوا للفتنة المحرمة حسابها على جسامتها و صمهم تصفيق الغوغاء من الجماهير فلم يسمعوا صوت العقل في خضم تضخم الذات و نجومية الفرد ، حتى لا نكاد نرى فارقا بين رجل أعمال جشع لا يتوانى في سرقة قوت العامة من محدودي الدخل و الفقراء باحتكار رزقهم و التضييق عليهم مقابل نماء ثروته و تقدم مركزه في سباق المليارات و اللائحة العالمية للأكثر ثراء ، و بين داعية تفرغ للأضواء و الضوضاء و تغذية مارد النجومية بلحوم ولاة الأمر وعقول السذج و عواطفهم . الخطاب الديني له خصوصيته ولا يحسن خدش وقاره بالعنتريات المراهقة و النظرة القصيرة ، و هو من الخطورة بحيث يجب أن يحذر من يمارسه من أبعاده و تأثيراته على كثير من العامة غير المدركة لتفاصيل الأمور و غير القادرة على نقد الخطاب الديني و مصدره لحساسية الأمر و لربطه بالدين الحنيف لا بشخص المتحدث ، فيختلط عليها رأي داعية مجتهد بوحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . أوجعتنا كثيرا بعض الخطابات غير المسؤولة ، و جعلتنا نشعر بفقد كبير لعلمائنا الأجلاء رحمهم الله ابن باز و ابن عثيمين ، حيث يشعرنا خطابهم بهيبة الدين و صرامة الحدود في توافق كبير بين المصلحة العامة و متطلبات النفوس من الاطمئنان و الرضا ، ما جعل صفحة الإمام عبد العزيز بن باز على موقع التواصل( twitter) تحظى بعضوية 25,094 متابعا ، و تحظى صفحة الإمام ابن عثيمين 20,489 متابعا ، وهي صفحات دشنت بعد رحيلهما رحمهما الله لكن شعبيتهما الجارفة باقية ما بقي الانتماء للدين في كامل قواه العقلية ووعيه التام . فليت دعاة ( you tube) يقتدون بهما و يتعلمون منهما أصول الدعوة و أدبيات النصح . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain