مما لا شك فيه ان السياحة صناعة عالمية تهتم بها معظم الدول سواءً كانت دولاً متقدمة أم نامية لأنها مصدر دخل كبير للاقتصاد الوطني وتوفير العملة الاجنبية كما انها مصدر رزق لشعوبها وتسعى الكثير من الدول لإظهار مقوماتها السياحية بهدف جذب السياح خلال الإجازات وخاصة الإجازة الصيفية التي تتميز بطولها عن الاجازات الاخرى. وللسياحة معاهدها التي تقوم بتخريج اجيال متعلمة في هذا المجال وتحتاج للكثير من المقومات السياحية من خلال توفير كافة المرافق والخدمات من مياه وكهرباء وفنادق ومنتزهات ومطاعم وشقق سكنية وطائرات توفر الحجز للعدد المطلوب واسعار مناسبة وجودة في الخدمة المقدمة. والسياحة مصدر رزق كبير يمكن ان يساهم في زيادة الدخل الوطني وتشغيل الآلاف المؤلفة من الايدي العاملة من شباب وشابات هذا الوطن وبالتالي المساهمة في تخفيض نسب البطالة وفتح بيوت رزق للكثير منهم ومساعدتهم على الزواج واكمال نصف دينهم والقضاء على الفراغ الذي يعيشونه وما يسببه لهم من اضرار نفسية واجتماعية واقتصادية وتجعلهم اعضاء صالحين في المجتمع لهم دورهم في التنمية الاقتصادية والتنمية الشاملة. والاحداث العالمية الساخنة التي تمر بها بعض الدول العربية كمصر والتي انخفضت إلى أدنى مقوماتها لتصل إلى 10% وسوريا كذلك اللتين كانتا في العام الماضي مقصد الكثير من السياح السعوديين كانت سبباً في ان تجبر الكثير من السعوديين على قضاء اجازاتهم الصيفية لهذا العام في داخل المملكة. ومن هنا يلزم ان تستغل الهيئة العامة للسياحة ممثلة في رئيسها الشاب الأمير سلطان بن سلمان ان تستغل هذه الظروف وتعمل خططاً وبرامج وفعاليات ومهرجانات مميزة تستقطب المواطنين لقضاء الاجازة في بلادنا المترامية الاطراف التي تتميز ولله الحمد بتنوع مناطقها السياحية ومن اهم هذه المناطق السياحة جدة عروس البحر الاحمر والتي يلقبونها بجدة غير والتي تمتلئ طيلة العام بزوارها وخاصة في فترة الاجازات لما تمتلكه من مقومات سياحية رائعة من اسواق عالمية ومنتزهات وحدائق جميلة ومنظمات وشاليهات وفنادق فخمة وغير ذلك حيث من المتوقع ان يزور مدينة جدة هذا العام ثلاثة ملايين سائح تليها مدينة الطائف المأنوس هذه المدينة الساحرة التي تتميز بجوها المعتدل ومناطقها الرائعة التي تحتويها كالشفا والهدا والتي اصبحت مصدر جذب للسياح في العشر سنوات الاخيرة للسعوديين حتى من الدول الخليجية المجاورة ومن المتوقع ان يزورها مليونا سائح من المملكة ومن الخليجيين. اما أبها فلها مع السياحة حكاية جميلة ورائعة ومميزة وخلاقة لا تتوفر في كثير من الدول العربية والاوروبية لأجوائها بأمطارها اليومية في عز الظهيرة وغيومها الجميلة وبرقها ورعدها ومناطقها الساحرة كالسودة والقرعة وغيرها مدينة تنام على المطر وتصحو عليه ويا لها من ليال جميلة يقضيها السائح في ربوع ابها البهية ومن المتوقع ان تستقطب مليوني سائح. اما السياحة الدينية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والتي تستقطب الملايين من داخل المملكة ومن الدول الخليجية والعربية والاسلامية لزيارة هذه الاماكن المقدسة بيت الله الحرام ومسجد نبيه عليه الصلاة والسلام ومن المتوقع ان يصل العدد قرابة الاربعة ملايين زائر. ومن هنا لاحظنا ان الهيئة العامة للسياحة انطلقت من خلال حملتها التسويقية الخاصة بإجازة الصيف والتي ستستمر 35 يوماً عبر وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والمواقع الالكترونية بشعار (السعودية أمتع مما تتوقع) وقد لاحظ القائمون عليها تراجع حجوزات السفر للخارج بنسبة 50% نتيجة تراجع السياح المسافرين للخارج وخاصة مصر وسوريا حيث اوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في تصريح نشر بهذه الجريدة في عددها الصادر رقم 17582 وتاريخ 11 رجب بأن التوقعات تشير الى زيادة السياحة الداخلية هذا العام حيث ان الدراسات التابعة للهيئة اشارت بارتفاع عدد الليالي السياحية على ثمانية ملايين وثمانمائة ليلة سياحية مقابل ما مجموعه ستة ملايين وستمائة الف ليلة سياحية العام الماضي 2010م كما ان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن سعود بن محمد آل سعود في تصريحه في عدد هذه الجريدة بنفس التاريخ ذكر بأن عائدات المهرجانات السياحية في المملكة ستكون في عام 2020م 118 ملياراً من الريالات. وهو رقم خرافي يؤكد اهمية دخول عائدات السياحة في الاقتصاد الوطني. سمير علي خيري – مكة المكرمة