بالتزامن مع وصول وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلى أفغانستان، لقي خمسة عشر مدنيًا أفغانيًا مصرعهم أمس بانفجار لغم يدوي الصنع لدى مرور آليتهم في ولاية قندهار الجنوبية معقل حركة طالبان. وفي ولاية خوست قضى قائد وحدة التدخل في الشرطة الأفغانية هناك في هجوم انتحاري، أدى أيضًا إلى مقتل شرطي ومدني، وجرح 12 شخصًا. وفي آخر زيارة يقوم بها جيتس إلى أفغانستان بصفته وزيرًا للدفاع، أقر أن الأمريكيين تعبوا من الحرب، لكنه أكد أن النجاح هو الخيار الوحيد لأن الفشل سيكون النتيجة الأكثر كلفة. وقال جيتس الذي يترك منصب وزير الدفاع في نهاية يونيو في تصريحات أدلى بها وهو في طريقه إلى أفغانستان: إن الضغط العسكري المتواصل على طالبان من الممكن أن يحسن من آمال محادثات المصالحة السياسية، لكنه بدا أنه يترك الباب مفتوحًا أمام تحول في المهمة الأمريكية. وأضاف: لا يمكنك أن تغفل السأم المتزايد من الحرب في الداخل والدعم المتناقص في الكونجرس؛ لذا أعتقد أن هذه كلها أشياء سيكون على الرئيس وضعها في الاعتبار، وسيكون على من يقدم له النصح منا أن يضعها في الاعتبار. لكنه قال: إنه يرى أن من المهم تحقيق أهداف الحرب التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الرغم من الكلفة العالية والتأييد الواهن. وأضاف: أعتقد أنك بمجرد التزامك بالأمر يجب أن يتجاوز نجاح المهمة كل شيء عداه لأن الشيء الأكثر كلفة مطلقًا حينها هو الفشل. وتابع: هذا لا يعيق التعديل الآن في المهمة أو في الإستراتيجية لكن في النهاية يجب أن يكون الهدف هو النجاح في المهمة التي قدمها الرئيس. إلى ذلك، لقي خمسة عشر مدنيًا أفغانيًا مصرعهم أمس بانفجار لغم يدوي الصنع لدى مرور آليتهم في ولاية قندهار الجنوبية المعقل التاريخي لحركة طالبان، كما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية. وأوضحت الوزارة في بيان «قتل خمسة عشر مدنيًا، هم ثمانية أطفال وأربع نساء وثلاثة رجال، وجرحت امرأة عندما اصطدمت سيارة مدنية بلغم يدوي الصنع». ووقع الانفجار في إقليم ارغن آباد وهو منطقة غير مستقرة في محافظة قندهار، معقل متمردي طالبان. والألغام والقنابل اليدوية الصنع التي تفجر لدى مرور رجل أو آلية، أو تفجر عن بعد هي مع العمليات الانتحارية الأسلحة المفضلة للمتمردين. وهي تقتل أو تجرح أيضًا عددًا كبيرًا من المدنيين، وهم أبرز الضحايا منذ عشر سنوات. على الصعيد ذاته، أعلنت الشرطة الأفغانية أن قائد وحدة التدخل في الشرطة الأفغانية لولاية خوست (شرق) قتل أمس في هجوم انتحاري أدى أيضًا إلى مقتل شرطي ومدني، وجرح 12 شخصًا. وقال مساعد قائد الشرطة في هذه الولاية الحدودية مع باكستان محمد يعقوب موندزاي: إن انتحاريًا فجر نفسه أمام قاعدة قوة الرد السريع لولاية خوست. وأضاف أن قائد الوحدة الكولونيل زاهر قتل، موضحًا أن الانتحاري كان ينتظر أمام القاعدة. وقام بإشعال متفجراته فيما كانت السيارة التي تقل قائد الوحدة تغادر القاعدة. وأفاد بيان لوزارة الداخلية أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 12 بجروح. والجمعة الماضية نجا قائد شرطة ولاية قندوز في الشمال الأفغاني سميح الله قطرة من هجوم انتحاري أدى إلى مقتل أربعة من الشرطة وجرح 18 شخصًا.