لنجاحه ولتفرده ولإنجازاته حكايات.. كان للوطن وللبلدة والأهل والأصدقاء الدور الكبير في تشكل تلك العزيمة التي ولدت تلك المسيرة المليئة بالإنجازات لذلك يعتبر من أهم رجالات الاقتصاد في الشرق الأوسط ومن رجالات الدولة الذين أعطوا وأثروا الوطن بالإنجازات والأعمال والمشاريع الكبيرة وكذلك من خلال ما تقلده من مناصب كبيرة والتي كانت مليئة أيضاً بالعطاء والبذل.. إنه الدكتور عبدالله دحلان رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة والذي حقق العديد من الإنجازات على الصعيد العلمي والاقتصاد والثقافي. للقائي به حكاية سأسردها في حديثي عن المثال الحي للوطنية والنجاح والعطاء والحب. كان لمفردات المكان ونمنمات الحي ونداء الأذان والإقامة للصلاة.. وتلك الأجواء الروحانية التي ملأت روحه وقلبه وكذلك لتلك الأزقة الممتدة بين أودية وشعاب مكة وبين البيوت والحارات التي طالما استمتع بالتجول فيها مع صحبة النجاح مع أصدقائه وأبناء الحي وهم يتسامرون أحاديث الأحلام التي يخالجها الضحك والفرح والطموح الكبير لتحقيقها كان المكان والزمان والأصدقاء والأهل من مكونات النجاح في حياته.. وكان لتلك التنقلات بين المدن لإكمال دراسته واعتماده على نفسه في دفع مبالغ دراسته وإيجار سكنه وكذلك بحثه عن وظيفة بعد الدراسة تساعده على دفع تلك المصاريف حيث كان والده الشيخ صادق دحلان قد اشترط عليه إذا أراد أن يدرس تخصص التجارة ويغير التخصص الذي اختاره له وهو (كلية التربية) أو (الشريعة) أن يعتمد على نفسه وفعلاً كانت بدايات تأسيس طريق جديد في رحلة حياته العلمية والعملية والاقتصاد.. لا أبالغ فلقد وجدت ذلك الطموح لصناعة النجاح من خلال مذكراته وكتاباته وكيف كانت هي مكون من مكونات ذلك النجاح.. إنها مفردات الإنسان الناجح والتي كانت تقوده إلى تشّكل هذه الشخصية الضاربة جذوره في صناعة النجاح ليس في أحد فروع الحياة وإنما في جميعها. كان ومازال مليئاً بشغف العلم والاطلاع والقراءة وذلك لكونه تربى في عائلة حضنت العلم والفقه والدين جعلت لذلك الشغف دافعاً قوياً في التعمق والتفرد وابتكار النجاح وكذلك العطاء لهذه الأرض الأبية المعطاءة.. إنه شغف ولد معه رأيته في عينيه وفي حديثه وإيماءاته أثناء حديث دار معه وفي مكتبه حيث الرفوف المليئة بالكتب والمؤلفات التي تحيط بنا. رائحة الكتب التي ملأت المكان كانت مصدر إلهام ورونق المكان.. ليس هذا فقط فلقد كانت اللوحات الفنية تكتب رواية أخرى لشغفه للفن والتشكيل.. إنها معزوفة المكان وترياق الحياة حيث يحلو المكوث ويحلو الحديث.. حديث لم أرده أن ينتهي، حديث الثقافة والإدارة والاقتصاد والفن والموسيقى، حديث هو أشبه أن يكون الحياة أو هو ما يشكلها.. شخصية متواضعة ومثقفة تحتضن الإبداع وتدعمه بشتى أنواعه وفروعه.. كان أول لقاء معه في افتتاح معرض تشكيلي فني وكونه مبدع وهو الداعم للفنون والآداب وللفنانين والكتاب فمن الطبيعي تواجده في أحضان الإبداع الذي حرص دائماً على دعمه المعنوي والمادي له. كنت أتسابق مع الزمن لتلك اللحظة الاستثنائية والمتميزة وهو لقاؤه، لقاء شخصية تعتبر بالنسبة لي وللكثير مثال النجاح والإبداع والتميز والعطاء وكذلك الولاء التي طالما قرأنا عنها وسمعنا عنها وكانت ومازالت تلهمنا. تشرفت بزيارة الدكتور عبدالله دحلان في منزله وبالتحديد في مكتبه والذي يستقبل فيه المبدعين والشباب حيث حظي الكثير والكثير بالحديث معه وكذلك الدعم.. حضرنا وكنا بين أحضان النجاح ومعه في مكان أقرب ما يكون (أرض النجاح) وحظيت بحديث أشبه أن يكون نافذة فتحت لي آفاقا كبيرة لأحلامٍ كنت أرسمها.. أنا لا أتحدث عن شخصية عادية أو شخصية حققت نجاحاً ما وإنما أتحدث عن شخصية مختلفة في صناعة النجاح وملهمة للمبدعين، شخصية هي حقاً مختلفة حتى في التعامل مع المواضيع ومع الحديث نفسه.. كان حديثه يشع حياة يتحدث وفي عينيه إشراقة الأمل والعطاء تبعث فينا روح الطموح والتميز، وتفتح أبواب كانت مؤصدة. خضت معه حديث الفن والثقافة والموسيقى والشعر والأدب والتاريخ حديث كان فيه وصف المكان والشخصيات والطرق والأحداث مختلفاً ولا أبالغ إن قلت إن حديثه كان لوحة تتشكل تدريجياً بألوان لم أمزجها من قبل ورمزية لمواضيع عدة تناغمت مع ألواني فتشكلت لوحة (الحياة والحب والنجاح) إنها لوحة دكتور عبدالله دحلان.