واصلت إدارة الشؤون الصحية في نجران مسيرة تحقيق التميز التي شهدتها خلال السنوات الماضية، وآخر حلقة في سلسلة تلك النجاحات التكريم الذي حظيت به من معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة يوم الخميس الماضي في حفل جائزة التميز في اليوم العالمي للتطوع 2019، حيث حققت ثلاث جوائز هي التميز في أفضل تغطية إعلامية، وجائزة التميز في مسار المستشفيات، التي كانت من نصيب مستشفى حبونا العام، وجائزة التميز في مسار الإدارات، التي حققتها إدارة التواصل. ومما لا شك فيه أن هذا التميز لم يأتِ بطريق الصدفة بل كان نتاجاً لتخطيط دقيق وعمل دؤوب وجهود مضنية بذلتها الإدارة خلال السنوات الماضية. الدليل على ذلك هو أن سلسلة الجوائز التي نالتها إدارة الشؤون الصحية بنجران للعام المنصرم 2019 أتت استكمالاً لحلقة طويلة من الإنجازات، فالإدارة نالت خلال العام قبل الماضي مراكز متقدمة في مؤشرات الأداء العامة فيما يخص وزارة الصحة على مستوى المملكة، منها المرتبة الأولى لمركز تجربة المريض (937)، الذي حقق نسبة رضا تجاوزت 97%، والمركز الثاني على مستوى وزارة الصحة في مؤشر خدمة موعد، والتميز في جميع المؤشرات الأخرى التي انعكست على جودة الخدمات المقدمة للمرضى والمراجعين في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية. كما نال مستشفى الملك خالد المركز الأول على مستوى الوزارة في برنامج المتطلبات الأساسية لسلامة المرضى (أمان)، إضافة إلى حصول مستشفى نجران العام الجديد والمختبر الإقليمي على شهادة الاعتماد من المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (سباهي)، وتحقيق مجمع الأمل والصحة النفسية لمركز الصدارة على مستوى مجمعات الأمل والصحة النفسية بالمملكة، إلى غير ذلك من النجاحات العديدة التي لا يتسع المجال لحصرها. هذه النتائج الباهرة لا شك توضح بجلاء حجم الجهد المبذول من السلطات المسؤولة في الإمارة للارتقاء بصحة المواطن ومنحها الأولوية القصوى، وترجمة اهتمام القيادة بصحة الإنسان السعودي وتقديم كافة الخدمات التي قد يحتاجها بما يحفظ صحته ويزيد قدرته على العطاء والإنجاز . لذلك شهدت منطقة نجران نقلة نوعية تمثلت في تدشين عدد من المشاريع الصحية في مختلف التخصصات الطبية، واستقطاب كوادر طبية متميزة في تخصصات نادرة ودقيقة، مما أدى بدوره إلى عدم حاجة المواطن للسفر خارج المنطقة بغرض العلاج، بل إن نجران باتت مطلباً وهدفاً للباحثين عن العلاج الناجع من مختلف مناطق المملكة. من الجوانب التي توليها إدارة الشؤون الصحية بنجران اهتمامها البالغ بث الوعي الصحي وسط أفراد المجتمع، والتحذير من العادات الغذائية والسلوكيات التي تضر بالصحة، ومن أمثلة ذلك تنظيم فعاليات متميزة للتوعية بأهمية الرياضة وأهميتها لمكافحة أمراض السمنة والسكري والأمراض المزمنة، والتحذير من خطر المشروبات الغازية والمأكولات الجاهزة، لذلك شهدت العديد من المدارس والمراكز التجارية برامج توعوية مكثفة، تهدف إلى غرس الثقافة الصحية السليمة وسط أفراد المجتمع، عملاً بالمقولة الخالدة «الوقاية خير من العلاج». إضافة إلى ما تقدم فإن منطقة نجران باتت في مقدمة المناطق على مستوى المملكة في تحفيز النساء على إجراء الفحوصات المبكرة فيما يتعلق بالكشف المبكر على سرطان الثدي، وشهد العام الماضي تدافع أكثر من 50 ألف سيدة على إجراء الفحوصات ضمن الحملة التي جاءت تحت شعار «لا تنتظري الأعراض.. افحصي وطمنينا»، باستخدام تقنية «الماموغرام» المتطورة التي تم إدخالها في مستشفيات الملك خالد، ونجران العام الجديد، والولادة والأطفال، وحبونا العام، وشرورة العام، إضافة إلى عيادة في مركز الرعاية الصحية بحي الضباط. وعملاً بالحديث النبوي الشهير «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، فإن الواجب تقديم الشكر والثناء لإدارة الشؤون الصحية بالمنطقة، والإشادة بالجهود التي تبذلها، وتذكير القائمين عليها بأن النجاحات التي تحققت تلقي عليهم عبئاً إضافياً، فهي حتماً ليست غاية الطموح، وإنسان المنطقة ينتظر منهم المزيد، ويرغب في إنجازات أكثر، فالمواطن السعودي لا يحد طموحه سقف، ولا يرضى بأقل من التميز والإجادة.