توجه الناخبون الهولنديون إلى مراكز الاقتراع أمس الأربعاء؛ للتصويت في انتخابات المقاطعات التي وصفتها المعارضة بأنها استفتاء على رئيس الوزراء مارك روته، بعد حملة خيم عليها الهجوم الدموي على ترامواي في مدينة أوتريخت. ودفعت أحزاب اليمين المتشددة بمسألة الاندماج إلى الواجهة بعد حادث إطلاق النار الذي هزّ مدينة أوتريخت الإثنين، وقتل خلاله 3 أشخاص برصاص رجل تركي المولد. ويرجح أن يخسر ائتلاف روته الذي يقوده حزبه اليمين الوسط، أغلبيته في مجلس الشيوخ بحسب ما أظهر آخر استطلاع للرأي. وسيضطر الائتلاف في هذه الحالة إلى اللجوء لأحزاب أخرى تساعده على تمرير القوانين. ويعتبر الاقتراع الذي يشارك فيه 13 مليون ناخب، مؤشرًا على انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في مايو، والتي يتوقع أن تحقق فيها الأحزاب الشعبوية مكاسب كبيرة. وأدلى قادة الأحزاب الرئيسة ال13 الموجودة على الساحة السياسية المشرذمة، بأصواتهم، ومن بينهم روته. وعقب هجوم أوتريخت علقت جميع الأحزاب تقريبًا حملاتها الانتخابية. ورغم أن الانتخابات تتعلق بمقاعد المقاطعات في مجلس الشيوخ، فإنها تحدد تركيبة مجلس الشيوخ الهولندي. وكان حزب "منتدى من أجل الديمقراطية" الشعبوي بقيادة تييري بوديه، هو الحزب الوحيد الذي واصل حملته الانتخابية في حي سخيفينينغن البحري في لاهاي؛ ما أثار انتقادات واسعة من النواب. وانتقد بوديه الشاب ذو الوجه التلفزيوني، حكومة روته بتبني سياسات هجرة "ساذجة"، وقال للحشد: "يجب تغيير المسار، وإلا فإن ذلك (الهجوم) سيحدث بشكل أكثر تكرارًا في هولندا". ودعا رئيس الحزب الهولندي الاشتراكي إلى التصويت في "استفتاء روته"، رغم أن روته قال إنه لن يتنحى في حال خسر ائتلافه غالبيته. ويتولى روته السلطة منذ ثماني سنوات، وبعد أن لعب دورًا رئيسًا في مفاوضات بريكست، فقد رأى الكثيرون أنه قد يتولى منصبًا بارزًا في الاتحاد الأوروبي في بروكسل عندما تنتهي ولاية رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر في وقت لاحق من هذا العام. وتوقعت الصحف الهولندية بأن يحقق حزب "غرين لينكس" اليساري المدافع عن البيئة بزعامة جيسي كلافر، مكاسب ويلعب دورًا حاسمًا في البرلمان. من ناحية أخرى فقد يهدد حزب بوديه حزب "الحرية" المعادي للإسلام بزعامة اليمين المتطرف غيرت فيلدرز، والذي استقطب تقليديًّا المتشددين في هولندا. ولكن وفي تطور ستراقبه أوروبا بقلق قبل انتخابات البرلمان الأوروبي، يمكن أن يشكل الحزبان المتطرفان ثاني أكبر كتلة في مجلس الشيوخ. وشكل هجوم أوتريخت وقودًا لحملة الحزبين اليمينيَّيْن.