تُعدُّ قناة الإخباريَّة منجم ذهب، ومدرسة للمواهب في مجالها الرياضيّ، حيث قدَّمت الكثير من الأسماء في التقديم والإعداد، وكذلك المراسلين. ويُعدُّ الإعلامي «تركي العجمة» هو الأفضل من بين تلك النُّخبة، هذا التميِّز لم يتوقف عند حدود قناة بعينها فحسب؛ بل تجاوز حتَّى أصبح «العجمة» مَرْجِعًا للنشاط الرياضيِّ عبر حدود هذا الوطن. فمع «تركي» تغيَّرت معادلة البرامج الرياضيَّة، فنقلها من ناقل للخبر، إلى الحصريَّة والتحليل ومعالجتها. في كل موسم برنامج «كورة» يبدأ بمناقشة كافَّة القضايا بلغة متَّزنة ما بين الصوت العالي «الغوغاء»، الذي يدَّعي المهنيَّة بمعايير تختلف باختلاف الألوان، وصوت ينادي «بتسطيح» القضايا عندما تكون حسب الهوى، و»التشنّج» عندما تخالف هواها. يعاني «العجمة» في زحمة الفضاء الرياضي بأنَّ «فهمه على قدِّه» كما يردد دائمًا، فيطرح المشكلات الرياضيَّة سواء «قضيَّة توثيق البطولات»، أو «هفوات اتحاد القدم»، أو «العمليَّة الانتخابيَّة الحاليَّة» بشكل كامل، بدون أيِّ أجندة، أو تحيّز لأيِّ فريق. فمشكلة «تركي» الحقيقيَّة هي عدم وجود صديق دائم له، هو في داخل ميدانه خلف طاولته، وبين أوراقه، وأمام كاميرات «روتانا خليجيَّة»، فتجده اليوم مع «أ»؛ لأنَّ الحقَّ، أو المعطيات تقف بجانبه، وتجده غدًا ضد «أ» ذاته؛ لأنَّ الحقَّ والمعطيات لا تَصُبُّ معه. «تركي العجمة» كسر القاعدة، وهزم كلَّ مخططات إفشاله منذ بدايته، بعد أن حورب بسبب نصراويَّته، فكسب المعركة، والدليل وجود كافَّة رموز ونجوم البيت الأزرق معه في برنامجه الجماهيري. فلم يتوقف عند ذلك؛ بل المتتبِّع البسيط يجد بأنَّ برنامج «كورة» صديق الجميع، فقائد الرياضة الأمير «عبدالله بن مساعد» ظهر معه في حلقة مثيرة ومثرية، قبل عدَّة أشهر، وكذلك قائد اتحاد القدم «أحمد عيد»، الذي خصَّ «العجمة» بحوار تاريخي، وكل رؤساء الأندية ظهروا معه، الأمير «فيصل بن تركي»، و»مساعد الزويهري»، وآخرهم الأمير «نواف بن سعد». معادلة طرح «العجمة» في برنامجه سهلة، تعتمد على البساطة، والقرب للمشاهد أولاً قبل أيِّ مسؤول أو نجم، هذه المعادلة صعبة جدًّا على أصحاب القراءات الخاصة والتحليلات المبنيَّة على أهداف شخصيَّة. ويعتبر «العجمة» قائدًا حقيقيًّا مفيدًا للوسط الرياضي بشكل كامل، فعندما تقلِّب أسماء نجوم المشهد الإعلامي ستجد بأنَّ «كورة» وعبر «تركي العجمة»، هو الداعم لهم، بعد أن تبنَّاهم، وقدَّمهم كنجوم، واختصر لهم سنوات للوصول. يُحسب له أيضًا بأنَّه استفاد من المساحة الكبيرة له بحل العديد من قضايا رياضتنا منها: قضيَّة اللاعب «عادل عبدالرحيم»، ولم يتوقف عند ذلك، بل فعَّل الجانب الإنساني بتحقيق أمنيات أصحاب بعض الظروف بمقابلة نجومهم. رسالة أيِّ مشجع ل»تركي»: «كن على قد فهمك» كما قلت عن نفسك، واطرح كافَّة القضايا بدون أجندة كما عوَّدتنا. تركي العجمة «رياضي»، و»ثقافي»، و»اجتماعي». حامد العتيبي