آن للمعلم أن يكون مثالاً للجميع

إن للمعلم على مر العصور دوراً مهما في صقل شخصية المتعلم وتعليمه أسس التعامل مع نفسه ومع الآخرين بطرق تربوية متعددة داخل وخارج قاعة الدرس، لذلك فالطالب يتخذ من المعلم قدوة له ويضعه في صورة رمزية خالية من العيوب تتبلور في ملاحظة هذا الطالب للمعلم وما يصدر عنه مما يستدعي أن يكون هذا المعلم نموذجا يحتذى به في مختلف الجوانب السلوكية منها والأخلاقية والثقافية.
لا يقتصر دور المعلم داخل غرفة الصف فقط، بل يتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك، فالمعلم عندما يعطي مثالا عن الصدق وحسن التعامل مع الآخرين يقدم دروسا غير مباشرة للطالب ليحتذي به، وعندما يحافظ المعلم على هدوئه واتزانه في مناقشة الآخرين فهو بذلك يعطي مثالاً للطالب في كيفية طرح ومناقشة العديد من المواضيع بصورة عقلانية بعيدة عن الانفعالات وعندما يواصل المعلم تقديم نماذج مختلفة من السلوكيات الجيدة التي ترفع منه كرجل تربوي فإن الطالب بلا شك سيتخذه شمعة تضيء له مشوار حياته وبالتالي يكون المعلم قد أسهم في صقل شخصية الطالب السلوكية والأخلاقية في آن واحد.إن الوقت قد حان ليعود المعلم تلك القدوة الحسنة لطلابه في وقت أصبحت متغيرات الحياة تسيطر على الجميع.. لقد آن للمعلم أن يكون مثالا للجميع في مختلف الأمور الحياتية وأن يكون هو النموذج الأمثل في حسن التعامل مع الآخرين وممارسة الأخلاق العالية الحميدة والسلوكيات الصحيحة لا سيما داخل أروقة المدرسة، فالمعلم لن يكون قدوة حسنة إن نصح الطالب بالابتعاد عن التدخين مثلا بينما هو على مرأى من الطالب يدخن.. والمعلم لن يكون قدوة إذا سيطرت عليه مشاعر الغضب وانعدام التفكير عند طرح القضايا التي تهم الطالب، فأين هي القدوة التي يقدمها هذا المعلم عندما لا يحترم مشاعر طلابه ولا يتواصل معهم بالطريقة التي تناسبهم ليرفع منهم ويسمو بآرائهم وتفكيرهم.