سعادة رئيس تحرير جريدة (الجزيرة).. حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: تعقيباً على ما نشر في صفحة عزيزتي (الجزيرة) في العدد رقم 12347 الصادر يوم الاربعاء الموافق 23-6-1427ه تحت عنوان (اخطاء الأطباء لا تمر دون عقاب وهذا هو الدليل) بقلم بندر بن نامي الشريف (مكتب وزير الصحة)، حيث وجدت فيه الكاتب مدافعا عن وزارة الصحة مهاجما من يكتب او ينتقد بكل صراحة ووضوح. ومن مبدأ الرأي والرأي الآخر والذي يحمله شعار هذه الصفحة هنالك بعض النقاط التي اريد توضيحها. أولاً: اشار الكاتب الى أنه أُعجب بمقال السيدة (سلوى ابو مدين) حول موضوع الأخطاء الطبية المنشور في جريدتكم طالباً من جميع الكتاب ان يحذوا حذوها وان يسلكوا مسلكها بعيداً عن التجريح والتلفيق! فلا أعلم هل قول الحقيقة وواقع الامر يسمى تجريحا وتلفيقا؟! ثانياً: أشار الكاتب الى ان هناك حسابا شديدا لا هوان فيه لكل مخطئ ومقصر ومستهتر بحياة او مصالح الناس، مستشهداً على ذلك بقضية الطفلة رزان حيث شكلت (لجنة متخصصة فنية وإدراية) لإجراء تحقيقات موسعة وحاسمة. فلا أعلم متى تنتهي هذه التحقيقات التي بدأت منذ أشهر ولا زالت؟! وهل القضية معقدة الى هذه الدرجة وتحتاج كل هذا الوقت من أجل انزال العقوبة المستحقة بحق المتسبب في وفاة هذه الطفلة البريئة؟! ثم ما هي العقوبة المنتظرة بحق ذلك الطبيب المستهتر وآمل الا تكون العقوبة الصادرة ترحيلة ومنعه من دخول المملكة مرة أخرى كما جرت عليه العادة في قضايا أخرى سابقة. ثالثاً: تمنى كاتب المقال وجود أقلام وأصوات تتحدث عن الأخطاء الطبية وتبحث خلف الحقيقة وليس التكهنات والاشاعات والأقاويل على حد قوله. فلا أعلم ما هي هذه الاشاعات والتكهنات والأقاويل التي يقصدها واسأل الكاتب هل الاخطاء الطبية الفادحة التي تعرضت لها الطفلة رزان وكذلك الطفلة نورة وغيرهما من الأخطاء الطبية الفادحة التي اخذت تتوالى تباعا ونشرت عبر الصحافة والإعلام اشاعات؟ ناهيك عن تلك الأقلام التي كتبت عن معاناتها وما تعرضت له من أخطاء طبية فادحة والتي كان آخرها الخطأ الطبي المنشور في جريدة (الجزيرة) يوم الخميس الموافق 9-7-1427ه في العدد رقم 12362 تحت عنوان (نتيجة خطأ طبي فادح..عملية تنظيف رحم تفقد امرأة قولونها) حيث تضمن الخبر ان إدارة المستشفى شكلت لجنة للتحقيق في ذلك وتمت ادانة الطبيب الذي غادر لقضاء اجازته بعد العملية باسبوع تاركا المريضة في غرفة العناية المركزة؟! فهل هذه كلها تكهنات واشاعات؟! فلماذا لا نعترف بوجود ظاهرة (الأخطاء الطبية) ومحاولة حلها أو التخفيف منها بدلاً من التبريرات غير المنطقية وخاصة إذا ما عرفنا انها ظاهرة قديمة جعل منها التسليط الإعلامي المكثف مقروءا كان ام مرئيا في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة ووليدة في نظر الكثيرين. فهذه الولاياتالمتحدةالامريكية المتقدمة في المجال الطبي تنشر عبر الصحف وبالأرقام عدد الأخطاء الطبية التي تقع بها مستشفياتها وذلك في نهاية كل عام والتي كان آخرها، تلك الاحصائية المنشورة في جريدة (الجزيرة) قبل شهرين تقريباً. كما يجب ان يعرف كاتب المقال ان جميع الصحف السعودية واخص بالذكر جريدة (الجزيرة) لا تنشر التكهنات والأقاويل والاشاعات فيما يتعلق بالقطاع الطبي الصحي فهي تنشر الحقيقة بكل صدق وأمانة جاعلة من مبدأ الحرية الصحفية المتعقلنة والحيادية المتزنة شعاراً لها مما اكسبها ثقة القارئ الكريم الباحث عن الحقيقة دون غيرها.