طالعت ما نشرته جريدة الجزيرة في عددها 12329 الصادر يوم السبت 5 جمادى الآخر 1427ه الموافق 1 يوليو 2006م في صفحة (النوادي الصيفية) وشدني عنوان: (جنادرية مصغرة بنادي جعفر بن أبي طالب)، وفي الحقيقة أعجبتني الخطوة التي قام بها نادي جعفر بتخصيص يوم كامل لتعريف الشباب بماضي الأجداد وتراث المملكة العريق في برنامج: (لوحة من الماضي). إن (الجنادرية) كلمة لها إيقاعها الخاص في نفوس السعوديين كونها ترمز لتراثنا السعودي الأصيل عبر المهرجان السنوي الذي ينظمه الحرس الوطني، فعندما يتم إيجاد جنادرية مصغرة في أحد الأندية الصيفية وأعضاء النادي يحتفون بالأشعار والقصائد التي تدعو للشهامة وإكرام الضيف وحب الوطن وهم يرتدون الملابس التراثية مع تقديمهم للمأكولات والمشروبات الشعبية. أعتقد أن من شأن هذا النشاط تعميق معنى الأصالة في نفوسهم وكذلك الوقوف عن قرب على حياة أسلافنا ومدى معاناتهم من شظف العيش وصعوبة الحياة اليومية وبقائهم - رغم حالتهم تلك - على العهد أوفياء لوطنهم وأرضهم، فقد كانوا يحملون أرواحهم على أكفهم كلما استنفرهم الوطن للدفاع عن حياضه والذود عن ترابه. ولست هنا بحاجة لسرد الأمثلة والمواقف التي سطرها أسلافنا بمداد من نور مع جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في (ملاحم التوحيد والوحدة) لأنها معروفة لكل ذي عينين، فعندما قام نادي جعفر بهذا النشاط أحسب أن القائمين عليه أرادوا إيصال رسالة لأعضاء النادي بأن يدركوا قيمة مقدرات وخيرات وطننا الغالي. وما نحن عليه الآن من رغد العيش وسعة الرزق والأمن يوجب علينا المحافظة على هذه الحياة بشكر الله سبحانه وتعالى والضراعة إليه عز وجل بأن يديم على هذا الوطن أمنه ورخاءه وقيادته.