افتتح مركزا الاقتراع للانتخابات التشريعية العراقية في الإمارات العربية المتحدة في الساعة 9.00 بتوقيت أبو ظبي من يوم أمس الثلاثاء قبل يومين من تنظيمها في العراق. وقد بدأ الناخبون يتوافدون للاقتراع في ظل تدابير أمنية مشددة. وأقيم مركز للاقتراع في مدينة الشيخ زايد الرياضية في العاصمة أبو ظبي فيما أنشئ مركز آخر في مدينة دبي. ويخضع المقترعون لعمليات تفتيش دقيقة إلكترونياً ويدوياً ويلزمون بوضع كل ما يحملونه في آلة الكشف المخصصة لرصد المتفجرات. ولم يسمح للصحافيين الذين لا يحملون تصريحاً خاصاً بدخول مراكز الاقتراع. وفي دبي نصبت خيمة كبيرة في ساحة خالية وقد لوحظ فيها نسبة إقبال أكبر من تلك التي سجلت في العاصمة. وقال غانم نوري المقولي (73 عاما) الذي يقيم في الإمارات منذ 1972 : إن (هذا التغيير لم نشهده من قبل ونحن نصوت للقائمة التي نريد بحرية). وأضاف (نأمل من الله أن يخرج العراق من الحالة التي هو فيها)، مشيراً إلى أنه (لا يعرف القوائم كلّها لكنني جئت لانتخب القائمة التي اناصرها). ومن جهته، قال علاوي عبد الدليمي (66 عاما): (جئت لأصوت لمن يؤمن بوحدة العراق أيا كان فنحن شعب واحد ونأمل أن تخرج القوات المحتلة من العراق فالأمريكيون لم يأتوا بأي شيء جيد للبلاد). هذا وقد سجل 16 ألفاً و600 عراقي على لوائح الاقتراع في الإمارات وهم مدعوون للإدلاء بأصواتهم حتى الساعة الخامسة. إلى ذلك فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمس الثلاثاء في الأردن للسماح للمواطنين العراقيين المقيمين في الخارج بالمشاركة في الانتخابات التشريعية العراقية، على ما أفاد مسؤولون عن تنظيم عملية الاقتراع. وأقيمت مراكز الاقتراع ال12 في مدارس ولا سيما في عمان والزرقاء (شمال شرق) وتفتح من الساعة الثامنة حتى الساعة السادسة من الثلاثاء إلى الخميس. وقالت حمدية الحسيني رئيسة اللجنة الانتخابية الخاصة بالعراقيين في الخارج ومكتبها في عمان الأحد: (أقيمت مراكز تصويت في 47 مدينة موزعة على 15 بلداً للعراقيين المقيمين في الخارج). وأوضحت أنه (يمكن للعراقيين في الخارج تسجيل أسمائهم والتصويت في الوقت نفسه بين 13 و15 كانون الأول - ديسمبر) مشيرة إلى انه تم توظيف خمسة آلاف شخص لضمان حسن سير الانتخابات. وتوقعت الحسيني أن تسجل الانتخابات الحالية مشاركة (عدد أكبر من الناخبين بسبب مشاركة أطراف قاطعت الانتخابات) الماضية في كانون الثاني - يناير في إشارة إلى الأطراف السنية التي لم تشارك بمعظمها في الانتخابات العامة الأخيرة. ويتحتم على العراقيين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم إبراز واحدة من الوثائق الثبوتية ال14 التي تجيز بها السلطات العراقية وبينها جواز السفر وإخراج القيد. وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أعلنت في نهاية تشرين الثاني - نوفمبر أنه سيكون في وسع العراقيين المقيمين في الخارج الإدلاء بأصواتهم في الأردن وإيران وسوريا ولبنان وكندا والنمسا واستراليا وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة والسويد والدنمارك وبريطانيا وهولندا والإمارات العربية المتحدة. وكلفت اللجنة خلال انتخابات كانون الثاني - يناير منظمة الهجرة الدولية تنظيم عملية الاقتراع للعراقيين في الخارج في 14 بلداً. ويقدّر عدد العراقيين المقيمين في الخارج بنحو أربعة ملايين نسمة بينهم مليون ناخب. ومن جانبه أكد الجيش الأمريكي في بيان أمس أن المعتقلين العراقيين في السجون الأمريكية والبريطانية في العراق شاركوا بكثافة في عملية الاقتراع التي جرت في العراق الاثنين. وقال الجيش الأمريكي: إن (نحو تسعين بالمئة من المعتقلين لأسباب أمنية في سجون القوات المتعددة الجنسيات الذين يحق لهم التصويت شاركوا في عملية الاقتراع الديمقراطية). وأشار إلى أن عملية التصويت جرت خصوصاً في سجني بوكا (جنوببغداد) وأبو غريب (غرب بغداد). وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أشارت إلى أن نحو 22 ألف معتقل مسجل يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات. وبالإضافة إلى المعتقلين في السجون، أدلت قوات الأمن العراقية بأصواتها في الانتخابات أول من أمس. وفي السياق ذاته دعا الرئيس العراقي جلال طالباني يوم أمس العراقيين إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء مجلس النواب ال275 المقررة غداً. ونقل بيان عن طالباني قوله: إن (المشاركة في الانتخابات تعني تثبيت حقوق المواطن العراقي في كافة أنحاء العراق). وأضاف (أدعوكم إلى تعميم الممارسة الديمقراطية والبرلمانية في البلاد لأن العراق الجديد يضمن حق المواطن العراقي في القبول أو الرفض ضمن العملية السياسية). وأكّد طالباني أن (بغداد هي مركز الثقل في القرار السياسي في البلاد ولا بد أن يكون للجميع وجود فعال فيها). ويتوجه العراقيون غداً للمرة الثالثة هذا العام إلى صناديق الاقتراع من أجل انتخاب أعضاء مجلس النواب العراقي (البرلمان) المؤلف من 275 نائبا لمدة أربع سنوات. وستشهد هذه الانتخابات مشاركة سنية واسعة بعد أن أدى رفض العرب السنّة للمشاركة في الانتخابات التشريعية في 30 كانون الثاني - يناير الماضي إلى قيام برلمان جاء تمثيل السنّة فيه ضعيفاً جداً. ويشارك 228 كياناً سياسياً في 21 ائتلافاً في الانتخابات الحالية.