"سُقيا زُبيدة وعيناها على مكة المكرمة" .. كتاب جديد    74 مليار ريال واردات مارس    رصد 20 ألف مخالفة على أنشطة النقل في مكة والمدينة    تفكيك ما تبقى من مقومات الحياة.. إستراتيجية الاحتلال.. من تدمير الأنفاق إلى خنق قطاع غزة    التقت ملك الأردن واجتمعت بالرئيس الفلسطيني.. "الوزارية العربية" تستعرض جهود إنهاء حرب غزة    أكد على علاقات "منفتحة".. عون من بغداد: لا سيادة بدون قانون.. ونرفض التدخلات الخارجية    الأخضر يواصل تحضيراته للبحرين في تصفيات المونديال    لوس أنجلوس ينتزع آخر مقاعد مونديال الأندية    "الاتحاد" عريس الموسم بثنائية الدوري والكأس    قوات أمن الحج تضبط (3) مواطنين لنقلهم (108) مخالفين لأنظمة وتعليمات الحج    ضبط أشخاص لنقلهم 94 مخالفًا بدون تصاريح حج    5 مختبرات إلكتروينية لمراقبة أغذية ضيوف الرحمن    "إثراء" يطلق 31 فعالية ثقافية خلال عيد الأضحى    ليالي الفيلم السعودي.. مواهب وطنية وقصص عالمية    المفتي: الحصول على تصريح من شروط "استطاعة الحج"    أهالي الباحة يستعيدون ذكريات "الشبرية" بموسم الحج    حاجة معاقة سمعياً: السعودية تتفانى في خدمة الحجاج    في 16 دقيقة.. العربة الصحية تنقذ حاجاً اوغندياً من النزيف    خضعت لعملية قسطرة .. قلب الحاجة «زورينا» بخير    «ساعة ذكية» لمتابعة حالات الحجاج المرضى    استخدام طائرات «كواد كابتر» لبث الرعب في غزة    أوبك+ والغاز الصخري    180 مليارا قروض المصانع السعودية    5.5% نموا بالقروض المقدمة من البنوك السعودية    مقترح لإطلاق مجتمعات ريادة أعمال محلية    .. ويتفقد مركز العمليات الإعلامي الموحد لموسم الحج    في الشباك    نائب أمير نجران ينوه بتوجيهات القيادة لخدمة الحجاج    اختتام بطولة كأس سمو وزير الرياضة للجودو بالرياض    الربط الجوي بين السعودية ودمشق.. سياسة الاحتواء وتدوير التوازنات    لا حج بلا تصريح    اجتماع ثلاثي بالقاهرة لبحث النووي الإيراني    أمير القصيم يزور الصالونات الثقافية في المجمعات التجارية    فيصل بن سلمان يعلن إطلاق ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين    إسرائيل تعبث بمفاوضات الهدنة لتمرير أهدافها    وصول ضيوف خادم الحرمين من أسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين    تهنئة دولة ساموا بذكرى الاستقلال    وزير الخارجية: حكومة إسرائيل متطرفة وترفض السلام    وزير الداخلية يستقبل السفير الإيراني    رئيس المالديف يغادر المدينة المنورة    نائب أمير منطقة مكة يطلع على جاهزية المنظومة الصحية لاستقبال ضيوف الرحمن    النيابة: إيقاف وافدين لنشرهم إعلانات حج وهمية وتزوير سندات أضاحي    طائرة درون متطورة في عمليات الإطفاء لضمان سلامة الحجاج    ساعات عمل مستشفيات وعيادات دله خلال إجازة عيد الأضحى المبارك    الخليج يتوَّج ببطولة النخبة لكرة اليد ويحقق لقبه المحلي الثالث و الرابع هذا الموسم    برنامج "مشورة" يفوز بجائزة Telly Award العالمية    31 فعالية ثقافية تنسج "شريط العطاء" في احتفالات "عيد إثراء"    "الفارس العالمية" تحصد المركز الأول كأفضل مشروع في أولمبياد اللغة الإنجليزية ELO 2025    رياح نشطة وأتربة في عدة مناطق.. وأمطار رعدية متوقعة جنوبًا    عبدالعزيز بن سعود يلتقي المتقاعدين وعدد من أهالي مكة المكرمة    بمشاركة 34 باحثًا و458 جامع بيانات.. 17 دراسة لجامعة أم القرى لتحسين تجربة الحجاج    «أمن الحج».. تنسيق وتخطيط وتكامل لراحة ضيوف الرحمن    وزير الداخلية يلتقي نائب أمير مكة وأعضاء اللجنة الدائمة للحج والعمرة    ضبط مقيم لنشره إعلانات موجهة لحاملي تأشيرات الزيارة بإيهامهم بالحج دون تصريح    أسرار الفاية    وزير الداخلية يتابع سير العمل في مركز العمليات والتحكم بقطار المشاعر المقدسة في مشعر عرفات    أمير منطقة جازان يوجه بمواصلة تقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين خلال إجازة عيد الأضحى    أمير منطقة جازان يتفقد محافظة الحُرَّثْ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التخصصات الأدبية «خليك بالبيت»!!
خريجوها بلا وظائف ومستقبلهم مظلم ومع ذلك لا زالت تستقبل الدارسين
نشر في الجزيرة يوم 21 - 07 - 2002

التخصصات الأدبية أصبحت الآن «الغول» الذي يرعب العديد من الطلاب وهي المستقبل المجهول. وقد أصبح ينظر المجتمع لهؤلاء الطلاب أو الخريجين نظرة عطف وشفقة وخريجها لا يجد المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية التي تستوعبه وتحقق طموحه حتى أطلق عليها طلابها والمنتسبون لها تخصصات «خليك بالبيت» باعتبار أن خريج هذه التخصصات لا خيار له غير البيت ولا مجال له في السعي والبحث عن وظيفة تناسب طموحه. في هذا الاستطلاع نسعى لتسليط الضوء على هذا الموضوع.
بداية تحدث الطالب خالد السعيد من طلبة السنة الثالثة تربية إسلامية فأكد أن موضوع التخصصات الأكاديمية موضوع مهم للغاية والطالب لا يعي هذه الأهمية إلا بعد أن يتخرج من الجامعة وتبدأ رحلة البحث عن العمل التي قد تستمر لأكثر من خمس سنوات.
وقال إنه الآن في حالة من الخوف حيث إنه يدرس تربية وتخصص التربية الإسلامية لا يؤهله إلا للعمل في مجال التدريس وهذا يتطلب منه التقديم للوظيفة وانتظار دوره في التعيين الذي قد يستمر لأعوام طوال..
وأضاف حقيقة أنا متورط في موضوع دراسة التربية لأنها لن تؤهلني لوظيفة بشكل جيد ولا تؤمن لي مستقبلي لأنني من خلال الأربع أو الخمس سنوات التي سوف أنتظرها في المنزل يمكن أن تؤسس لي مستقبلي بكل ارتياح وزملائي في التخصصات الأخرى الذين يتخرجون معي في نفس العام يمكنهم العمل في نفس عام التخرج هذا بالإضافة إلى أن هذه السنين سوف تحسب لهم سنوات خدمة.. وإذا كان الأمر كذلك لابد أن تحسب لنا سنوات الخدمة من تاريخ تقديمنا للوظيفة لا من تاريخ تعيننا فيها لأن هذه السنين التي تضيع من عمرنا من سيدفع لنا ثمنها؟ حقيقة التخصصات الأدبية تعني بالتأكيد أن تكون بالبيت طويلاً وإن لم تساعد نفسك سوف تنتظر كثيراً وتظل في قائمة الانتظار كثيراً.
ضاع الحلم
أحمد القصار خريج مكتبات يقول في بداية حياتي وقبل أن أدخل الجامعة كنت أحلم بوظيفة وراتب مميز ومركز اجتماعي بحكم تخرجي من الجامعة وكنت أفكر في تخصصي وأفكر في تطوير نفسي والعمل على مواصلة تعليمي في هذا المجال وهذا التخصص وأن أحضر دراسات عليا فيه لكن بعد التخرج ماتت كل هذه الطموحات وكل هذه الآمال وأصبحت الآن أبحث عن وظيفة حتى لو كانت في غير تخصصي فقط وظيفة ولا شيء آخر ولا يهم نوعها أو أي تخصص فقد جلست حتى الآن مدة ثلاث سنوات قدمت لعشرات المصالح والمكاتب والهيئات والمدارس ولم أحظ بوظيفة واحدة حتى ولو موسمية، ما جعلني الآن أبحث عن أي وظيفة وفي أي مكان.
أما طموحي وآمالي وأفكاري وتخصصاتي فذهبت أدراج الرياح فقد قتلها الملل والانتظار وحقيقة لو كنت أعلم أن هذه التخصصات مصيرها مجهول لكنت راجعت نفسي قبل أن أدرسها، تخيل أنني الآن أفكر في دراسة تخصص آخر في أي جامعة أخرى حتى ولو خارج المملكة حتى أتمكن من وظيفة ولو نفذت هذه الفكرة منذ تخرجي لكنت الآن على وشك التخرج. ولكني أتساءل ما هو العيب في هذه التخصصات الأدبية عندنا على العكس في العالم أجمع تجد التخصصات الأدبية والفلسفية مكانها في سوق العمل والوظيفة إلا عندنا لا نجد نحن خريجو هذه التخصصات أي مكان لا في المجتمع ولا في العمل مكانتنا نجدها فقط في الجلوس في المنزل وهذه مشكلة كبيرة جداً لابد من مراجعتها أو أن تكتفي هذه الجامعات من تفريخ هؤلاء الطلاب الجدد الذين لا يعرفون مصيرهم ولا تعرف تلك الجامعات مصيرا لهؤلاء المتخرجين؟! .
أين نذهب؟
ويقول فهد الفلاح: «التخصصات الأدبية في الجامعات السعودية تعني بالتأكيد أن يكون الخريج في منزله لوقت طويل قد يمتد وقد يصيبه الملل والكسل والإحباط من جراء هذه الظروف التي يعيش فيها والمشكلة تبدأ حينما لا يجد الطالب غير دراسة مثل هذه التخصصات التي لا تخدمه أبداً بل وتصبح عبئاً عليه في مستقبل حياته وكثير من الشباب الخريجين بسبب الإهمال والجلوس في المنزل لسنوات طويلة فقدوا الأمل في العمل وأصابهم الفراغ والفراغ آفة الشباب فأدخلوا نفسهم في أمور خطيرة ما كان أن يصلوا إليها لولا الفراغ فضاعت حياتهم ومنهم من فقد حياته كل هذا بسبب البطالة التي أفقدتهم معنى الحياة.
هذه التخصصات الأدبية التي تخرج مجموعات هائلة من الطلاب سنوياً لسوق العمل الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستوعب ولا ربع هؤلاء الخريجين سنوياً عليها أن تدرس الموضوع بجدية حتى لا تصبح مجرد شهادة جامعية لا معنى لها لأن هذه الكليات هي المسؤولة في بداية الأمر عن تأهيل هؤلاء الطلاب لمجابهة الحياة وتسليمهم للدفاع عن أنفسهم فكيف لها أن تؤهل شباب في مجال لا مكان له في الحياة. على هذه الكليات دراسة حجم سوق العمل والاحتياجات المستقبلية للوظائف البشرية وحجم استيعاب المتخرجين وعددهم لتصبح الرؤية واضحة للطالب وللكلية لكن أن تظل هذه الكليات تصف نفسها بأنها هي الأقوى والأحسن في كافة المجالات فهذا خداع صريح لأنها لا تعطي للخريجين والشباب غير الأوهام والآمال الضائعة التي ما أن يتخرجوا إلا ويصدموا بها من أول أيام التخرج.
أصبحت عاطلاً
أنور الأحمدي يقول عن هذا الموضوع: لقد أصبحت الآن عاطلاً تماما فأربع سنوات بدون عمل كفيلة بأن تدمر حياتي ونفسياتي وقد أصبحت لا أبالي أبداً أنام طوال النهار وأسهر ليلا مع الشباب ولا هم لنا، أما المستقبل والحديث عن الحياة فهذا شأن آخر أصبح مجهولاً والمشكلة بدأت عندما تخرجنا وكنا نعتقد أن المؤسسات والهيئات سوف تفتح لنا أبوابها لكن الواقع غير ذلك وقد فرحنا كثيراً بالسعودة ولكن ما أن تقدمنا بطلب الوظيفة حتى أصبنا بإحباط كبير حتى الشركات الخاصة لا وظائف فيها وهي لا تحبذ توظيف السعوديين لأن الأجانب رواتبهم ضعيفة ولا مطالب لهم لذلك فإن الموظف السعودي الآن أصبحت أمامه أبواب الوظيفة حلماً كبيراً إن تحقق فهو من عداد المحظوظين في الحياة أما نحن وبتخصصاتنا هذه فلا أمل لنا في وظيفة وعلينا أن نسلم بهذا الأمر وأن نعمل على أن حياتنا لابد أن تسير هكذا ولابد أن نجد مخرجاً لها غير الوظيفة بهذا التخصص الأدبي الذي يقول عنه الشباب الآن «خليك بالبيت».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.