أطرح هذا الموضوع الذي أهمل كُتّابنا المحترمون الكتابة فيه أو حتى التطرق إليه ولو لمرة واحدة لذلك أجد نفسي أكتب عنه لما له من أهمية وهو «بطالة الشباب ذوي النسب المتدنية» بطالة الشباب في أيامنا هذه في ازدياد مستمر وخاصة في نهاية كل عام وبأعداد كبيرة جداً من خريجي الثانوية والمعاهد من ذوي النسب المتدنية. علما بأننا لم نعرف ظاهرة البطالة إلا في السنوات العشر الماضية. حيث نجد الشباب يتدافعون على أبواب مراكز القبول والتسجيل في جميع الوظائف المدنية والعسكرية والخاصة وحتى التعليمية كالجامعات والكليات. وعندما يعود الشاب خائباً وفاقداً الأمل في إيجاد عمل. فما من شيء أشد قسوة على الشاب من أن يكون عاطلاً بدون عمل. لأنه سوف يقع في فخ الفراغ ونحن نعرف مشاكل الفراغ لأنه يقوده للإحباط والإحباط يقوده إلى الإجرام. ومن ثم إلى السجن. لذلك يستوجب من المسؤولين ومن يهمه الأمر وضع دراسة شاملة ومعالجة جادة وفعالة لمشكلة الخريجين للاستفادة الكاملة من طاقة الشباب وحيويتهم لمصلحة الوطن. والقضاء على البطالة بشتى الطرق. أما سعودة الوظائف الصغيرة كأسواق الذهب والخضار والأسواق التجارية والفنادق.. فأكثرها موسمي وذات رواتب قليلة لاتساعد الشاب على مصاريف الحياة. مما يضطره لتركها والبحث من جديد عن وظيفة جيدة الدخل فيستقر فيها. إذاً هذا هو حال السعودة اليوم. وعندي سؤال للمسؤولين: هل حققت السعودة النتائج المرجوة منها؟ وعندي ملاحظة على خريج الثانوية عندما يتخرج ليس في ذهنه رغبة ولا يعرف أين الوظيفة التي يرغبها وتناسبه. بل يُدفع دفعاً من أقاربه لتلك الوظيفة. فنجد أكثر الخريجين من ذوي النسب العالية وخاصة «الأقسام العلمية» بدلا من أن يذهب للكليات العلمية بل تجدهم عند أبواب التسجيل في الكليات العسكرية وهي شغلهم الشاغل بعكس تلك القلة الذين أخذوا النسبة العالية باقتدار ويتوجهون فورا لكليات الطب والهندسة والكليات العلمية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات وهم راغبون فيها. لذلك نجد عجزاً في الكوادر الطبية من السعوديين في تلك التخصصات في المستشفيات والمدارس مما يضطرنا لجلب كوادر من الدول المجاورة وهذا تقصير من وزارة المعارف والواجب توجيه الخريج في الأقسام العلمية والأدبية في آخر سنة لمهنة هو راغب بها. وعندما يتخرج يعرف أين يذهب. مترك تركي آل مرزوق السبيعي