اجلسي يا سارة اجلسي.. الا تسمعين؟ كانت تشير ساعة الحائط إلى الثالثة فجراً.. «فز» كذلك زوجها المغلوب على أمره .. ما بك يا ندى هل أنت مريضة؟ - كلا.. يبدو أنه كابوسٌ مزعجٌ سببته تلك الطالبة الشقية فقد «جننتني» في المدرسة وهي الآن معي حتى في أحلامي. - تعوذي من الشيطان وعودي إلى النوم فغداً لدينا أعمال عديدة. السادسة صباحاً.. يرن المنبه.. «تفز» الأستاذة ندى على عجل.. تحضر الإفطار، تناولوا الوجبة وانطلقوا.. تصل إلى المدرسة متأخرة عن موعدها اليومي، قابلتها مديرة المدرسة بسيل من العتاب.. بدأت الحصة الأولى.. أخرجت دفتر التحضير من الحقيبة.. قلبت أوراقه.. ذهلت.. لم تُحضِّر درس اليوم، أصيبت بصدمة وقالت في نفسها: كل هذا من سارة المزعجة. أخذت الطباشير وبدأت في الكتابة.. درسنا اليوم عن تاريخ الدولة الاموية هل أنتم مستعدون؟ جاوبتها سارة: كلا يا «أبله» ندى فأنت للأسف غير قادرة على الشرح بالشكل المطلوب وكل الدروس الماضية لم نفهم أي شيء منها.. صرخت بغضب: «اجلسي وعلى العموم غداً «لازم» تخبرين والدتك أنني أريدها.. أتفهمين»؟ - حاضر... سأخبرها... ولكن لماذا؟ - علشان تشوف حل للسذاجة اللي أنتِ فيها». - أنا لم أقل أي شيء يغضبك بل قلت الحقيقة.. أنت مدرسة فاشلة ولا أعلم كيف حصلت على الشهادة. - غضبتْ وأحمرَّ وجهها وطردتَها للخارج ومنعتَها من دخول حصصها. انتهى الدوام.. خرجت من المدرسة.. زوجها في انتظارها.. ركبت فجأة ذرفت عيناها... وبكت بشدة.. زوجها يحاول أن يهدئ من روعها كفى يا ندى هل لك أن تخبريني عن سر البكاء؟ قاطعته: لقد وبختني مديرة المدرسة اليوم وكذلك جميع الطالبات يقولون إنني فاشلة ولا أصلح للتدريس. - لا تغضبي يا عزيزتي وعليك أن تكوني أقوى من ذلك، وقال في نفسه أنا كذلك لا أعلم كيف حصلت على الشهادة لأنك فاشلة في الدراسة منذ زمن. مرت الأيام.. الاختبارات على الأبواب... الجميع مستعد.. بدأت ندى في تحضير الأسئلة ولكن..! في نهاية العام.. يوم النتائج.. لم ينجح أحد في مادة التاريخ والسبب الأسئلة كانت من خارج المنهج.. في هذه اللحظة رفع جميع أولياء الأمور شكوى للمسؤولين عن المتسبب.. بدأ التحقيق في الموضوع واكتشف أخيراً أن السبب هو الأستاذة ندى وجهت لها خطابات إنذار وتبعها بعد ذلك خطاب نقل إلى منطقة نائية.. وصلتها الأخبار.. لم تتقبلها.. وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت للمدرسة.. دخلت إلى غرفة المديرة.. ضربت بيدها على الطاولة بقوة.. ورمت بورقة استقالتها وغادرت..!