إنّا لفراقك يا عمر لمحزونون

الحمد لله واهب الحياة وسالبها.. القائل في محكم كتابه الكريم: {كٍلٍَ مّنً عّلّيًهّا فّانُ (26) ويّبًقّى" وجًهٍ رّبٌَكّ ذٍو پًجّلالٌ والإكًرّامٌ (27)}.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.. القائل: «أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والإنس والجن يموتون».
في مساء يوم الجمعة غرة شهر الله الحرام من عام 1423ه لبى نداءك نفس فضيلة الشيخ عمر بن محمد السبيل.. واستسلمت روحه الطاهرة لقضائك وقدرك يا حي يا قيوم.. يا من لك الخلق.. ويا من لك الأمر.. لك الحمد على ما قضيت.. ولك الشكر على ما أعطيت.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته.. وأن يلهم أفراد أسرته الكريمة الصبر والسلوان و{إنَّا لٌلَّهٌ وإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
إن وفاة الشيخ عمر رحمه الله لفاجعة كبرى ولمصيبة عظمى.. ولعل ما يهوِّنها أن وفاته غفر الله له تمت مساء يوم الجمعة.. اليوم الذي يأمن من يموت فيه من المسلمين من فتنة القبر وعذابه.. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقَّاه الله فتنة القبر» رواه أحمد والترمذي.
لقد كانت حياة فقيد الجميع فضيلة الشيخ عمر حياة حافلة بالأعمال الجليلة في جامعة أم القرى.. وبالعطاء المبارك.. الذي يشهد عليه منبر المسجد الحرام وملايين المسلمين الذين فجعوا بخير وفاته.. سائلين الله أن يجعله {مّعّ پَّذٌينّ أّنًعّمّ پلَّهٍ عّلّيًهٌم مٌَنّ پنَّبٌيٌَينّ والصٌَدٌَيقٌينّ والشٍَهّدّاءٌ والصَّالٌحٌينّ وحّسٍنّ أٍوًلّئٌكّ رّفٌيقْا (69)} .
عليك يا شيخنا يحزن القلب.. وتدمع العين.. ولا نقول إلا ما يرضي الرب.. وإنا لفراقك يا عمر لمحزونون.
وإذ نعزي أنفسنا في وفاة فقيد الجميع.. نقدم العزاء إلى والده معالي الشيخ محمد بن عبدالله السبيل.. وإلى جميع أفراد أسرته المكلومة.. وإلى جميع المسلمين. ونسأل الله أن يجمعنا وإياه في دار كرامته.. وأن يقرَّ عينه بالنظر إلى وجهه الكريم.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.. فهو سبحانه وتعالى جواد كريم مالك بر رؤوف رحيم. والحمد لله رب العالمين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،