ناشد الأسير عطا عيسى جفال «22عاما» من بلدة أبوديس في القدس الشريف كافة المؤسسات القانونية والحقوقية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي بالتدخل الفوري لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية الرامية إلى تقديمه للمحاكمة لمرة ثانية. وذكرت مصادر فلسطينية أول أمس ان الأسير جفال يقبع منذ سنتين ونصف في معتقل «مجدو» الإسرائيلي دون محاكمة وذلك بعد أن تم اعتقاله دون وجه حق بعد عام واحد فقط من تحريره في عملية الإفراج عن عدد من الأسرى في 1998م بموجب اتفاق طابا. وأشار الأسير جفال في رسالة بعث بها إلى «نادي الأسير» الفلسطيني أول أمس إلى أن سلطات الاحتلال أعادت اعتقاله مرة أخرى على أثر القضية القديمة ذاتها. وأوضح أن هيئة المحكمة الإسرائيلية تعد حاليا مع الادعاء العام الإسرائيلي في «بيت ايل» شمال مدينة رام الله لوائح اتهام جديدة لتقديمه إلى المحاكمة مرة أخرى. إلى ذلك اتهم هاشم محاميد عضو الكنيست الإسرائيلي في خطاب له أمام الكنيست سياسة حكومة شارون المجنونة وغير المسؤولة بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف محاميد أن إطلاق النار في القدس والأعمال التفجيرية الاستشهادية ما هي إلا نتاج طبيعي للسياسة المسعورة التي تتبعها حكومة إسرائيل. وبين محاميد خلال خطابه أول أمس ان استمرار الاحتلال والدوس على أدنى حقوق الإنسان الفلسطيني هو وصفة دقيقة لاستمرار العنف وسفك الدماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي ذات الوقت تتعالى الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي المطالبة برحيل رئيس الوزراء ارييل شارون حيث وجه زعيم المعارضة في الكنيست الإسرائيلي انتقادا شديد اللهجة لرئيس حكومته شارون. وأشارت مصادر فلسطينية نقلا عن زعيم المعارضة يوسي ساريد أنه قال إنه «يجب على شارون أن يعترف للرأي العام الإسرائيلي بفشل سياسته الذريع بجلب الأمن للإسرائيليين». وقال إن « عدد القتلى في عهده هو الأكبر من أي رئيس حكومة سابق ولا نعلم ماذا ينتظرنا في الأيام القريبة». ومن جانب آخر طالب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان السلطات الإسرائيلية وضع حد فوري لعمليات تدمير المنازل الفلسطينية والتي وصفها بالسياسة المنهجية. وطلب الاتحاد أيضا من مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إدانة هذه السياسة واتخاذ إجراءات للرد عليها في إطار اتفاق الشراكة الموقع بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي الذي ينص على احترام حقوق الإنسان. وفي القاهرة حذر الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري من خطورة استمرار تردي الأوضاع بالأراضي الفلسطينية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان إسرائيل بهذه الممارسات تجاوزت كل الخطوط الحمراء ولابد ان تكون لها نهاية. وأكد الوزير المصري أهمية استمرار الجهود على المستويين العربي والإسلامي من أجل الضغط على إسرائيل ودفعها إلى مائدة المفاوضات حتى يمكن حل قضية الشرق الأوسط سلميا مشيرا إلى ان السلام مهم وضروري جدا في المنطقة ليس للعرب فقط وإنما للإسرائيليين أيضا. جاء ذلك في تصريحات لوزير الأوقاف المصري قبيل مغادرته القاهرة أمس متوجها إلى الرباط على رأس وفد من وزارة الخارجية للمشاركة في الاجتماع الطارىء للجنة القدس الذي يعقد اليوم الجمعة برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس. وفي مدريد اقترح وزير الخارجية الإسباني جوسيب بيكيه أن تقوم الولاياتالمتحدة ودول أخرى بفرض حل على إسرائيل والفلسطينيين لإقرار السلام في الشرق الأوسط. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن بيكيه الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي قال في تصريحات تلفزيونية إنه سيثير الفكرة مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لدى اجتماعه بهم الاثنين المقبل. ووصف الوزير الإسباني عملية السلام بأنها تجمدت تماما وقد يكون من الضروري فرض حل من الخارج بمشاركة حيوية من جانب الولاياتالمتحدة. وأضاف أن «إسرائيل لا تفكر إلا في المسائل المتعلقة بالأمن فيما فقد الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات السيطرة كما ان هناك إحساسا بالسأم والضجر يستشري في العالم العربي».