} تواصلت أمس ردود الفعل على فوز زعيم اليمين ارييل شارون في انتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية، وتراوحت بين التهنئة بالفوز والدعوة الى استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين من حيث انتهت اليه، وبين التحذير من عواقب وصول شارون الى الحكم. القاهرة، الجزائر، روما، موسكو - "الحياة"، اف ب، رويترز - هنأت القاهرة رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ارييل شارون ودعته الى "تبني سياسة تدعم عملية السلام في المنطقة على أسس الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن ومبدأ الارض مقابل السلام". وطالب بيان صدر امس عن رئاسة الجمهورية شارون "بالتزام ما تم إنجازه من تفاهمات على كل المسارات، خصوصاً المسار الفلسطيني والاضافة الى التقدم الذي أحرز في المفاوضات مع الحكومة السابقة". ووصف البيان الاجواء بأنها "منعطف تاريخي مهم تمر به عملية السلام"، داعياً إالى "التغلب على حال الإحباط الشامل التي تعم المنطقة والتي تشكل السبب الرئيسي للتوتر والعنف المتزايدين، وتضاعف من المخاطر المتوقعة في حال فشل مفاوضات السلام او محاولة تجاهل منجزاتها على أي من المسارات". من جهة اخرى، اكد وزير الدفاع المصري المشير حسين طنطاوي امس قدرة الجيش المصري على "ردع اي عدوان خارجي ورد كل من تسول له نفسه الاعتداء على مصر"، مكررا في الوقت نفسه رغبة مصر وسعيها لتحقيق السلام. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عنه قوله في كلمة القاها في احدى المناسبات العسكرية الخاصة بيوم الجيش ان "على كل انسان قبل ان يفكر في الحديث عن الاعتداء على مصر أن يتذكر حرب تشرين الاول اكتوبر عام 1973". يذكر ان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان المقرب من شارون هدد ابان الحملة الانتخابية بقصف طهران والسد العالي في اسوان. الجامعة العربية الى ذلك، دعا بيان للجامعة العربية اسرائيل الى "التزام مرجعيات عملية السلام"، وطالب المجتمع الدولي "بالضغط على رئيس الوزراء الجديد من اجل تحقيق هذا الإلتزام". وحذر من مغبة "تنصل الحكومة الجديدة من اسس عملية السلام واللجوء الى تصعيد الاجراءات القمعية وانتهاك حقوق الانسان الفلسطيني"، مشدداً على أن ذلك "لن يقابل إلا باستمرار الانتفاضة وتصاعدها حتى... إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". "الجماعة الإسلامية" من جهة اخرى، قال رفاعي احمد طه الذي يعتبر احد ابرز قادة "الجماعة الاسلامية" المحظورة في مصر أمس ان انتخاب شارون يثبت عنصرية الاسرائيليين واستمرارهم في دعم الاعتداء على المسلمين. واضاف في بيان ان "هؤلاء الارهابيين من اليهود لن يردعهم الا ارهاب مماثل... ان كل من احتل ارضنا ودعم هذا الاحتلال وجب قتله في أي أرض كان". وتابع: "ان اليهود اتيحت لهم الفرصة ليقولوا كلمتهم فقالوها بكل وضوح... لا سلام مع المسلمين ولا حتى مع الانظمة المنهزمة المستسلمة الراكعة والمرتمية تحت اقدام اليهود". الجزائر واعتبر وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالعزيز بلخادم "المراهنة على من سيكون في الحكم على رأس ادارة الاحتلال في فلسطين فيه شيء من العبثية لان مأساة شعبنا في فلسطين مستمرة سواء على يد ليكود او العمل، فالامر واحد"، مضيفاً ان "التساؤل المطروح الذي لا بد له من جواب هو اذا كان هؤلاء يريدون سلاما شاملا وعادلا. وللأسف الاجوبة متتالية وتثبت ان الجانب الاسرائىلي لا يريد السلام". بوتين وفي موسكو، جاء في بيان صادر عن الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين هنأ امس شارون مشيرا الى انه "يأمل في ان تواصل الحكومة الجديدة جهودها لارساء السلام في الشرق الاوسط". وقال بوتين ان روسيا بوصفها احد راعيي عملية السلام "مستعدة لمواصلة الاتصالات الدائمة مع اسرائيل لايجاد تسوية عربية - اسرائيلية شاملة"، معرباً عن قناعته بان يقوم شارون في منصبه الجديد ب"تطوير التعاون الذي يعود بالفائدة على بلدينا". وفي روما، هنأ رئيس الوزراء جوليانو اماتو شارون بالفوز، معربا عن أمله في أن تسعى حكومته الجديدة لسلام دائم مع الفلسطينيين. وقال: "أرجو من صميم أعماقي أن يشجع التفويض الذي منحكم الشعب الاسرائيلي اياه الحكومة الجديدة على مواصلة ... البحث عن سلام عادل ودائم". وأضاف: "يأمل الاتحاد الاوروبي وايطاليا في امكان استئناف عملية السلام بأسرع ما يمكن مما يسمح بالوصول لاتفاق يضع في الحسبان التقدم الذي أحرز حتى وقت قريب".