رغم أن مادة التعبير هي الأسهل دائماً في المدرسة، إلا أن السؤال التالي (أين قضيت الإجازة؟) يعد هو الأصعب، وهو الذي يبدأ به عادة الفصل الدراسي الجديد! الأصعب لأنه سيحدّد أشياء كثيرة، سيعرف من خلاله الطالب الذي ذهب إلى أوروبا أو تركيا أو دول الخليج؟ والطالب الذي قضاها مع العائلة في ربوع بلادي على طريقة ناصر القصبي وعبدالله السدحان (ذهبت مع العائلة إلى جدة، حيث الجو العليل والبحر، وفرشنا سجادة عند البحر، فقال أخي سوف أحضر لكم فشاراً وآيس كريماً... إلخ) على اعتبار أن الجلوس على البحر هو علامة فارقة تستحق التعبير عنها، لأنها تساوي الجلوس على كراسي السينما، والفرجة على (الرايح والجاي) مما يستوجب إحضار الفشار والمشروب! الدرس الأول في مادة التعبير يحدّد أشياء كثيرة في علاقة الطالب بالمدرسة، فمن خلاله يتم معرفة الطالب الذي سدّد كامل الرسوم الدراسية فوراً، ويمكن كذلك تحديد من الذي دفع نصف الرسوم، في الإجابة عن السؤال أعلاه من غير المتوقّع أن يتحدث الطفل عن غلاء الأسعار في السياحة الداخلية، أو خيبة الأمل في الناقل، حتماً لن يتكلم الصغار عن استغلال بعض الدول للسياح السعوديين، لن يدرك الطالب أن ارتفاع الأسعار طال رسوم مدرسته الخاصة، تماماً مثلما ارتفع كيلو (الطماطم والخيار)! كم مدرس سيبدأ الأسبوع المقبل بالسؤال التقليدي أعلاه؟! و بالمقابل كم معلم سيبدأ بسؤال غامض وجديد؟ قد تتطلب الإجابة عليه الحديث عن التغيّرات التي أصابت خارطة العالم العربي، وكيف أن أكبر الدول العربية مساحة (أصبحت الثالثة)؟! مع عودة المعلمين في المدارس الخاصة تحديداً من (بلدانهم الملتهبة) أرجو أن نبقي عقول أبنائنا منصبة نحو العلم فقط، وبعيدة عن أي انتماء أو صراع قد تكون عواقب التعرض له والخوض فيه حتى لو بالمزح غير محسوبة النتائج! يقال إن مدرساً (سودانياً) يشرح للطلاب مدى صحة حديث (ثلاثة جدهن جد، وهزلهن جد: الطلاق والنكاح والرجعة)، فسأله أحد الطلاب بخبث، نحن فهمنا الرجعة والطلاق، ولكن كيف يتم النكاح؟! فقال الأستاذ كأن أقول لك مازحاً (زوجتك ابنتي).. وقبل أن يكمل المدرس رد الطالب (وأنا قبلت)، فصرخ المعلم حينها غاضباً (عليك الله طلقها)، فرفض الطالب إلا بعد تدخل المدير..! الحذر واجب! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]
