قالت إنها فتاة محظوظة برغم إعاقتها، وأن المجتمع لم ينبذها كونها معاقة، وأن الحياة أعطتها الكثير، ولا تشعر بأنها تختلف عن الأصحاء بعد تأهيلها أكاديميا تخصص تقنية المعلومات. وبدأت مها الصمدي برواية قصتها عبر»الجزيرة»، خلال فعاليات المؤتمر الدولي الأول لتوظيف التقنية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض مؤخرا، حيث قالت: «أنا فتاة سعيدة الحظ، كانت أمي تحلم بي قبل مجيئي، وفي اليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير في عام 1989م، كانت ولادتي، فرح أهلي بي كثيرا، وكانت طفولتي جميلة جدا، وعندما كنت في الخامسة والنصف من عمري، شاء الله أن يختبرني وصدمتني سيارة، وبعدها دخلت في غيبوبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر». وتابعت الصمدي: «وكانت إفاقتي بمعجزة من الله بعد انتظار طويل من أهلي على آيات من القرآن الكريم، كنت قد سجلتها بصوتي عندما كنت في الروضة، أفقت وأنا أعاني من فقدان للنطق وشلل في الجانب الأيمن وضعف في الأيسر وبعض الكسور في الرقبة ورجلي الاثنتين». وقالت مها بنظرات تائهة وصوت يتذكر ما حدث لها: «وبعد إجراء عمليات التثبيت للرقبة، ومع متابعة العلاج الطبيعي، استطعت بفضل الله الوصول لحالة جيدة، -حمدا لله على ذلك-، وتسلحت بإرادة قوية وبتوفيق من ربي، ثم بمساعدة والدًي، استطعت إكمال دراستي حتى تخرجت من المرحلة الثانوية، ثم دخلت الجامعة العربية المفتوحة قسم تقنية المعلومات، وتخرجت منها بفضل الله بعد طول كفاح من الدراسة فيها لمدة خمس سنوات، وأنا على كرسي متحرك لوجود شلل نصفي الأيمن». وامتنت مها الصمدي لله ومن ثم للحياة ولمن اعتبرت إعاقتها أمرا عادي وليس عجزا يموت الشخص نفسيا بإصابته فيها حيث قالت: «وأنوي إكمال مسيرة حياتي العلمية والعملية بإذن الله، وهدفي من ذلك كله هو أن أكون قادرة بعد تسلحي الأكاديمي، بخدمة الإسلام والمسلمين، وأكون عنصرا بناء في المجتمع، وأريد من سرد قصتي أن أوصل صوتي لكل شخص صاحب إعاقة أن لا ييأس ولا يستكين بسبب إعاقته مهما بلغت حدتها، فإن الإرادة القوية والثقة في الله معا، سبب كاف لصنع المعجزات والمستحيل». وختمت مها قصتها بنصائح ثلاث وقالت: «أحب أن أوجهها لثلاث فئات مختلفة النصيحة الأولى: لكل من ابتلاه الله بمرض اصبر وارض بقضاء الله، وطالما هناك عقل يفكر وقلب ينبض فلا للاستسلام، أما النصيحة الثانية: لأولياء الأمور، لكل من ابتلاه الله بإصابة ابن أو ابنة له أقول مادام الله قد كتب له الحياة فأشعره بقيمته في الحياة، والنصيحة الثالثة: للمؤسسات التعليمية، احرصوا دائمًا على توفير أماكن في مؤسساتكم لذوي الاحتياجات الخاصة، فشرف لكم أن تجعلوا من المعاق إنسانا مثمرا وشرف لنا أن نتقدم في الحياة ونرفع اسمكم».