الأمير عبدالعزيز بن محمد: دعم أمير الشرقية حافز لنا

تزامناً مع مجلة إمارة المنطقة الشرقية..«شرقية» حاورته عقب اختياره رئيسًا فخريًا لجمعية العمل التطوعي

يُعدُّ العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزًا من رموز تقدّم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدّم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري. كما يُعدُّ العمل التطوعي مطلبًا من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطوُّر السريع في كافة المجالات، وتشهد المملكة في الفترة الأخيرة مبادرات تطوُّعية عديدة خصوصًا تلك التي انطلقت بعد كارثة سيول مدينة جدة، وفي المنطقة الشرقية أخذ الطابع التطوعي شكلًا مغايرًا للمساهمات التطوعية، خاصة بعد موافقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية على أن يكون صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيسًا فخريًا لجمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية.
جاء ذلك في حوار تنشره «صحيفة الجزيرة» تزامنا مع مجلة شرقية الصادرة عن إمارة المنطقة الشرقية تحدث فيه سمو الأمير عبدالعزيز عن جوانب العمل التطوعي وفيما يلي نص الحوار:
أهمية العمل التطوعي
* ما أهمية العمل التطوعي في خدمة المجتمع؟
- العمل التطوعي يُعدُّ مطلبًا وطنيًا، وضرورة إنسانية، ودعامة أساسية في بناء وتعزيز التكافل الاجتماعي في المجتمعات المتحضّرة والمتقدّمة. كما أنه أحد الطرق والوسائل التي تتيح لها توظيف الطاقات البشرية والمادية المتوافرة، بما يساهم في تنمية مواردها، وتطوير مرافقها. وتنبع أهمية العمل التطوعي من كونه يُعزز انتماء الفرد لمجتمعه ووطنه، وتقديم الخدمة له، وتعويده على روح البذل والعطاء وممارسة عمل الخير، تطبيقًا لمعتقده وما يتلقاه من مبادئ ومُثُل، فضلًا عن اكتسابه مهارات وجدارات نافعة من خلال هذه المساهمة العملية. وإن ممارسة العمل التطوعي تساهم في تنمية السلوك الإيجابي لدى الفرد، وتعويده على حُب العمل والتعاون والعطاء، وتنمية روح المواطنة لديه، وإكسابه المهارات والجدارات الأساسية التي تعينه مستقبلًا.
دعم الأمير
* كيف ترى دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية للعمل التطوعي؟
- سمو سيدي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لا يألو جهدًا في سبيل كل ما يخدم الوطن وأبنائه وبخاصة أبناء المنطقة الشرقية، ودعم سموه لجمعية العمل التطوعي ليس مستغربًا على سموه، حيث وافق على إنشاء جائزة تحمل اسم سموه الكريم باسم جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للعمل التطوعي، الأمر الذي سيكون له دافع ل»مأسسة» العمل التطوعي بالمنطقة، والذي خطا خطوات طويلة بدعم سموه الكريم، كما سيكون دافعًا للشباب في المنطقة الشرقية لتقديم كل ما لديهم لخدمة المجتمع.
ثقافة التطوُّع
* كيف ننمّي ثقافة التطوُّع في المنطقة الشرقية؟
- موافقة سمو سيدي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز على إقامة دوري رياضي باسم سموه الكريم عن العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية، وحفل سنوي لتكريم المتميّزين في العمل التطوعي سيكون له أكبر الأثر في إثراء العمل التطوعي؛ ليكون ضمن مبادرات سموه الخيِّرة لتكون المنطقة الشرقية رائدة في العمل الاجتماعي والتطوعي، كما سيكون له أكبر الأثر في تجميع الشباب على ما يُفيد الوطن، وتفجير الطاقة الإيجابية لديهم بما ينعكس على خدمة الوطن.
جذب الشباب
* هل يرى سموكم أن جمعية العمل التطوعي ستعمل على جذب الطاقات الشبابية؟
- شباب الوطن عامة والمنطقة الشرقية خاصة، لديهم طاقات إبداعية، وهذه الجمعية ستكون دافعًا قويًا لهم، لبذل المزيد من الجهد وتوليد طاقات الإبداع من خلال عمل مؤسسي مفيد. كما تمثل دافعًا معنويًا قويًا لهم نحو ميادين العلم والمعرفة واكتساب الخبرات المتنوِّعة.. ولا شك بأن الشباب في هذه البلاد المباركة يلقى اهتماما كبيرًا من حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظهما الله - وامتدادا لهذه التوجيهات الكريمة من القيادة نرى ما يتحقق في المنطقة الشرقية وحرص سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو سيدي الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية بالشباب في هذه المنطقة فالجميع يرى المشاريع التي تهتم بالشباب وتصب في مصلحتهم في هذه المنطقة المباركة.
ركائز التنمية
* العمل التطوعي أحد ركائز التنمية، فهل قطعنا شوطًا في هذا المجال؟
- جمعية العمل التطوّعي تهدف إلى فتح آفاق جديدة في مجال العمل التطوعي، وتوسيع مفهوم دائرة العمل التطوّعي وخدمة المجتمع، وأنها ليست منحصرة في العمل الخيري فحسب، وعلى هذا يستطيع الشخص اختيار ما يلائم قدراته ورغباته وميوله، ما يؤدي في نهاية الأمر إلى توجيه الطاقات البشرية والمادية غير المستثمرة لخدمة المجتمع وأفراده؛ للحد من المشكلات الاجتماعية.
سيول جدة
* هل تجد أن المجتمع مؤهل بشكل كافٍ للعمل التطوعي؟
- العمل التطوعي موجود في الإسلام ونحن مجتمع متعاضد ومتعاون، وهو أحد الركائز الأساسية لتحقيق التقدُّم الاجتماعي والتنمية، ويُعدُّ معيارًا لقياس مستوى الرقي الاجتماعي للأفراد، ولعلنا لاحظنا كيف كانت جهود العمل التطوعي في كارثة سيول جدة، وكيف وقف الناس جميعًا يدًا واحدة مع الجهود الحكومية لمواجهة آثار الكارثة، فهكذا يكون العمل التطوعي مكملًا لجهود الدولة، ونحن - والحمد لله - شعب واحد متكاتف ومتعاضد.
دور المرأة
* وماذا عن دور المرأة أو الفتيات في العمل التطوعي؟
- العمل التطوعي لا يقوم إلا بجهود النساء، ونجد حاليًّا الكثير من الجمعيات الخيرية التي تقوم على جهود النساء، خاصة النشاطات الاجتماعية المتنوِّعة مثل تقصّي أحوال الأسر والأفراد ذوي الحاجة وتقديم المساعدات لهم، والمشاركة في الأسواق والأطباق الخيرية التي يُستفاد من ريعها في تموين المشاريع الخيرية، وإن كانت المرأة من ذوات المؤهلات العلمية المتخصِّصة فيمكنها المشاركة بإقامة محاضرات ودروس توعية للمرأة خاصة في الناحية الدينية، أو التدريس في مراكز تحفيظ القرآن الكريم.
عمل مؤسسي
* هل ستؤسس الجمعية للعمل التطوعي بالمنطقة الشرقية؟
- المنطقة الشرقية زاخرة بوجود طاقاتٍ خيّرة في المجتمع تحتاج إلى مظلة لرعايتها، ولا شك في أن الجمعية ستحتوي هذه الطاقات وتوجّهها توجيهًا إيجابيًا، كما أنها ستكون أول عمل مؤسسي بالكامل يتمُّ تخصيصه للعمل التطوعي بسواعد وطنية شابة.
أنشطة مختلفة
* كيف ستؤثر أنشطة الجمعية على الشباب؟
- جمعية العمل التطوعي، سيكون لها أكبر الأثر في تجميع الشباب على ما يفيد، وتجنّبهم الوقوع في براثن كل ما يضرُّهم أو يضر بمجتمعهم، مثل المخدرات أو التطرف، وستكرّس كل جهودها لخدمة المجتمع بما يعود على أفراده بالنفع.
* كلمة أخيرة..
- كلمتي الأخيرة أوجّهها إلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية الداعم لكل عمل نافع ومفيد، وأقول له شكرًا لكم من القلب، كما أدعو الشباب إلى الالتحاق بالجمعية، وتفجير كوامن الإبداع لديهم فيما يُفيدهم ويفيد الوطن.