من نعم الله علينا أن منحنا القدرة على النسيان وتجاوز الأزمات والأحزان التي نمر بها وإلا لبقينا نهبا لآلمنا ومعاناتنا ومن الطبيعي أن تتفاوت قدراتنا على سرعة أو بطء تجاوزنا للأحداث التي توجعنا ولأن الشاعر يعبر أحيانا عن إحساسنا بالحياة سلبا أو إيجابا وانعكاس ذلك على مرآة نفسه الشفافة وإظهار ذلك في صور وعبارات تختلف عما نتداوله ومن خلال النماذج التالية لبعض الشعراء والشاعرات نقف على تفاعل الشاعر وتناوله للنسان. يحاول الإنسان حماية بعض ما يمر به من أحداث وشخوص من النسيان تبعا لما تمثله من قيمة عالية في النفس يقول نايف صقر: يا نية النسيان موتي داخلي غيظ وظما عليك من حبي لها في داخي موت وسياج حبيبتي غصن اخضر.. لين على دربي نما لو كسرتني في كفوف الوقت تكسير الزجاج لعيونها كل الجروح استعذبت نزف الدما ولعيونها جفن السهر صارت له الدمعه مزاج عندما نتقاسم مع من نحب الحياة ونمنحه قلوبنا واهتمامنا وألمنا وفرحنا ونتوجس منه ظل ملل نصاب بالفزع ويكون من حقنا أن نطلب منه أن يمنحنا القوة على النسيان بوضع بذرته في قلوبنا كما تقول الراحلة صدى الحرمان: تعال ازرع بقلبي بذرة النسيان وانساني وابا اوعد ما يثور الشعر لا مرت بي الذكرا دخيلك ما يصير الجرح وانت وظلم حرماني وتعب عمر تخاوى مع ركاب اتعبهم المسرا تريث ودع عروق الظما هاجت بشرياني وخذ طيف عليه امن التعب روح العزا تقرا والى من ضامك الواقع تعزوا بي وتلقاني على خبرك وفي وصلك عظيم الجرح بي يبرا وقد نكون على مستوى من القوة وعلو درجة العزة في أنفسنا أن نبادل من يريد أن يترك مكانه خاليا في أنفسنا كما في حالة أبعاد التركي: خذاك الزود واعماك الغرور وجابك النقصان تقول الحق.؟ ولا تنكره.؟ ولاّ تجي ضده على ماتشتهي روّح ركابك والعذر له شان مثل ماقيل كل يلبس ثيابه على قده عسى لى منك مسرا يقتفيه البعد والنسيان وهجرٍ ماتجي له فالضلوع النايحة رده وعسى قلبٍ يميل وينتزع لك داخل الوجدان تمثناه الرماح النافذه فالصدر ... وتلده لا يستطيع النسيان من تحاصره الذكريات الجميلة بكل تفاصيلها ولم تزل بنفس الحرارة والحضور وكأنها حدثت قبل ساعات كما يقول فهد المساعد: كيف أبنسى ذكريات الطيش الأول والشباب ورفقة الليل العتيقه وأول الفجر الطهور والمواعيد وشغبها والوله قبل العتاب وساعة كم كنت أحاول في عقاربها تدور والمكان اللي وهن سقفه من الفرقا وشاب من بعد ماكان يحضّنا مثل طفل غيور والمطر لا لوّن الشارع وقلنا للسحاب: بللّ أيدينا ترى العشّاق أياديهم زهور كيف أبنسى والرياض لسيرتي مثل الكتاب ! حافظتني بيت بيت و حي حي و دوُر دوُر وقد نخدع أنفسنا أن النسيان سهل وأن بإمكاننا ممارسته بقرار من السيد العقل دون أن ندري أن قرارات كهذه بيد القلب وحده كما تكشف ذلك أبيات متعب التركي: قلت لك: نعمة النسيان زواله ذكرياتك بعضها قام يبرالي كل ما مرني طيفك على فاله قلت: يا مرحبا في ريحة الغالي شلت همك وهمي ماحدن شاله كن قلبك غدى يا صاحبي خالي ابتعدنا وكلن راح في حاله بين هالناس لكن كني لحالي